لبنان.. حيث تجد كل الأعلام إلا العلم اللبناني

أعلام العالم
في لبنان يمكنك أن تجد أعلامًا لعددٍ من الدوَل والأحزاب، ترفرف هنا وهناك والعلم اللبناني نادرًا ما تجده. ارتباطات وأجندات خارجية في كل مكان. لذا، يكفي أن نسأل أنفسنا: متى نصبح لبنانيين؟ كي تغدو مشاريعنا داخلية، وسياساتنا شريفة، وقراراتنا مستقلة، وسلاحنا مُوَحَّد، وأمننا مشترك، ودولتنا لامركزية موحدة وليست كونتونات طائفية...؟

لم تستقرّ منطقة الشرق الأوسط يومًا منذ سنين، فالأزمات فيها لا تنتهي والسلام لا يعرفه ترابها أبدًا. كما المنطقة كذلك لبنان الذي لم ينعم كثيرًا بالسلام فالأزمات مستمرة واللبنانيون يتصارعون بناءً لشكل الأزمة وتحالفاتها.

واليوم، مجرد شعار أو حدث أو حتى بيان من طرف خارجي صديق أو حليف أو مُقرَّب من أحد الأطراف التي تتعاطى السياسة في لبنان، يمكنه أن يُشعل الشارع الداخلي ومواقع التواصل الإجتماعي بشكل كبير، وأن يخلق إنشقاقات في الداخل اللبناني بحيثُ أثبتت التجارب أنها وصلت لدرجات من التعطيل السياسي حينًا والإقتتال أحيانًا.

في لبنان يمكنك أن تجد أعلامًا لعددٍ من الدوَل والأحزاب، ترفرف هنا وهناك والعلم اللبناني نادرًا ما تجده. شعارات التخوين لأي طرف ينتقد سياسة الطرف الآخر في أبسط التفاصيل، تهليل وتهويل في كل مكان دعمًا لسياسات الآخرين، سياسات داخلية مرتبطة بدُوَل خارجية. في لبنان تختلف المشاريع كثيرًا وتتقلب بناءً لسياسات متنوعة ليس للبنانيين فيها إلا التوقيع على فرض واقع من الطرف الأقوى خارجيًا.

منذ زمن ليس ببعيد، وحتى يومنا هذا نرى جميع الأطراف تعاونت مع جهات خارجية طوعًا أو كرها

في جولة سريعة فإننا نرى جميع الأطراف وقعت في أحضان خارجية طوعًا أو إكراها، من فلسطين وقضية الشعب الفلسطيني والصراع العربي – الإسرائيلي، إلى أوروبا ودعمها لبعض اللبنانيين، ثُمَّ مصر وسوريا والعراق مع حقبة العروبة والبعثيات والقوميات، وصولًا إلى السعودية وإيران عند بداية إنتهاء الحرب الأهلية ورعاية الطائف ثُمَّ تثبيت ذراع حزب الله والوصاية السورية، واليوم مؤخرًا تطل قطر وتركيا من بعض البوابات الضيقة في البيئة السنية الفقيرة، وتتابع إيران في البيئة الشيعية تجسيدًا للصراع الشرق أوسطي.

البناء على أسس صالحة هو البناء السليم أما البناء تماشيًا مع الواقع الخطأ فهو غير مجد

يأتي هذا العرض التاريخي تجسيدًا لواقع هو مرفوض قطعًا، وعلى هذا الرفض فلنبنِ حلولا وليس مشاريع، فالبناء على أسس صالحة هو البناء السليم أما البناء تماشيًا مع الواقع الخطأ فهو غير مجدٍ. وإنني لن أغفل عن الإستهداف المباشر لكل من يهلّل برفع العلم التركي في البيئة السنية مؤخرًا، هذه البيئة التي طالما إنتقدت وتنتقد إيران ليل نهار يجب عليها أن تكون السبَّاقة إلى الإلتزام الكُلي بهذا الأمر، فيمكن ان نشكر تركيا على أي موقف دون التهليل لها وإدخالها بيوتنا السياسية التي نعمل على تنظيفها بكل الوسائل السلمية الممكنة.

لبنان

إنطلاقًا من هنا ودعمًا للقيام ببناء صالح وسليم على مختلف المستويات لذا، يكفي أن نسأل أنفسنا متى نصبح لبنانيين؟ كي تغدو مشاريعنا داخلية، وسياستنا شريفة، وقراراتنا مستقلة، وسلاحنا مُوَحَّد، وأمننا مشترك، ودولتنا لامركزية موحدة وليست كونتونات طائفية…؟

السابق
الأسد ونصر الله حليفان يفضحان بعضهما في آخر خطابين
التالي
إليكم الكِرِيم الأقوى من الفياغرا