شمّاعة داعش التي يعلق عليها حزب الله معاركه الحقيقية

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في غالبية خطاباته يركّز بشكل أساسي على داعش وخطرها ومواجهتها.. ويوحي بأن من لا يوافق على فهم حزب الله وسلوكه فهو مع داعش، وبأنه على كل من يريد أن يكون ضد داعش، يجب عليه أن يكون مع حزب الله .. ثم يوحي وكأن كل معارك حزب الله في سوريا كانت ضد داعش...

هل حقاً أن كل من يعارض سياسة حزب الله هو فعلاً مع داعش؟ أو أن كل من يرى خطراً وتخريباً في الدور الإيراني في المنطقة هو أيضاً مع داعش؟

هل هذا النوع من الاستدلال هو برهان منطقي أو هو نوع من السفسطة؟

ثم هل فعلاً أن معارك حزب الله في سوريا هي أساساً ضد داعش؟

الزعم بمحاربة داعش، هو الشمّاعة المناسبة التي يعلّق عليها حزب الله كل مشاريعه وشعاراته

في منطقة القلمون مثلاً، من المعروف بأن الجرود التي تبدأ بمحذاة عرسال امتداداً نحو الجنوب وصولاً إلى جرود رأس المعرّة لا وجود فيها لداعش.. وهي المنطقة التي خاض حزب الله معاركه فيها في المرحلة الأخيرة..

حزب الله قد انتقل بمقاتليه لفتح معركة الزبداني، والتي لا وجود لداعش فيها

بينما الجرود التي تبدأ بمحاذاة عرسال امتداداً نحو الشمال، وصولاً إلى منطفة القصير، وهي منطقة تمتد لمسافة تزيد عن الخمسين كلم، هي منطقة تواجد داعش، والتي لم تكن منطقة حرب حزب الله.. وحين شنّت داعش هجوماً على أحد مواقع حزب الله في هذه المنطقة، أعلن نصرالله بأن ذلك يناسب حزب الله أكثر.. أي أن تبدأ داعش حربها عليه وليس في أن يبدأ هو هذه الحرب.

لكن هذه “الحرب” انتهت ما أن بدأت..

ويقول بعض المتابعين إن الردّ على داعش أساساً جاء من الجيش اللبناني، الذي قام بالرد وأوقع خسائر كبيرة بعناصر داعش الذين هاجموا مواقع حزب الله..

الأكثر من ذلك، فإن هذه “الحرب” التي أعلن نصرالله أن داعش قد بدأتها.. وبعد أن توقّفت بسرعة ملفتة دون أية نتائج تغيّر خارطة انتشار القوى، فإن حزب الله قد انتقل بمقاتليه لفتح معركة الزبداني، والتي لا وجود لداعش فيها..

حزب الله داعش

يبدو أن داعش، أو الزعم بمحاربة داعش، هو الشمّاعة المناسبة التي يعلّق عليها حزب الله كل مشاريعه وشعاراته، وليبرّر كل خياراته التي يدفع الجميعُ كلفتها.. فكل من يعارض فهمه وخياراته هو داعشي ومتعاون مع التكفيريين.. وأن “المعتدل” والمنفتح وو … هو فقط من يحارب داعش.. أو على الأرجح هو من يعلن الحرب على داعش ليخوض حروباً أخرى!

السابق
وزارة الصحة: اللائحة الـ49 للعينات المطابقة وغير المطابقة
التالي
أسلمة قضية القدس مبرر الصهينة