لم يكد اقتراح وزير البيئة محمد المشنوق يخرج إلى العلن حتى اجتاحت أهالي القرية البقاعية موجة غضب عارمة، لما لهذه الخطوة من تأثيرات سلبية وأضرار صحية بالغة على صحتهم وصحة أطفالهم.
النائب الدكتور عاصم عراجي سارع إلى إعلان رفض أهالي البقاع بشكل عام وبرالياس بشكل خاص إرسال شاحنات النفايات إلى منطقتهم، محذراً من الإقدام على مثل هذه الخطوة.
عراجي شدد في حديث خاص لـ”جنوبية” أنه “سيكون لنا موقف حازم جداً من هذا الأمر، لاسيما وأن البقاع يعاني ما يعانيه من أمراض سرطانية وبيئيّة نتيجة التلوث الناجم عن نهر الليطاني، فيما الدولة تقف عاجزة عن إيجاد الحلول لهذه المشكلة المزمنة”.
وبينما شدّد عراجي على أن هذا القرار قد يؤدي إلى مشاكل كثيرة وكبيرة مع أهالي المنطقة، دعا بلديات البقاع الأوسط وهيئات المجتمع المدني إلى الوقوف صفاً واحداً للتصدي لهذه الخطوة بكل الوسائل الممكنة والمتاحة.
من جهته، استنكر رئيس بلدية برالياس سعد الدين ميتا بشدة ما تداولته بعض الأوساط الوزارية عن إمكانية إرسال نفايات بيروت وجبل لبنان إلى مكب البلدة.
وعبر ميتا في بيان صحافي عن رفضه القاطع وغير القابل للمساومة لمثل هذه الطروحات، قائلاً: “باسمي واسم أهالي البلدة، أقول لوزير البيئة لم نتوقع منه أن يزيد أعباءنا. كنا بانتظار الحلول للعديد من الملفات وعلى رأسها ملف نهر الليطاني بما يحمله من تلوث وأمراض مميتة وحشرات وروائح كريهة ومياه آسنة لريّ المزروعات التي تدخل بيوتنا، ويأكلها أطفالنا. كفى استهتاراً بالبقاع، كفى استهتاراً ببرالياس، كفى استهتاراً بأرواح أهلنا”.
المواقف الرافضة والشاجبة للخطة “المشنوقية” لم تقتصر على تصريحات كل من عراجي وميتا فقط، فقد بادر تجمع شباب برالياس إلى عقد اجتماع طارئ ناقش التداعيات الخطيرة لتحويل بلدتهم إلى “مكب كبير”.
وخلص التجمع الذي يضم شباناً وشابات من مختلف التوجهات والانتماءات السياسية والحزبية إلى أن برالياس لن تكون مكباً لأي مدينة أو منطقة مهما كلف الأمر.
ولدى سؤال “جنوبية” أحد المجتمعين حول طبيعة الخطوات التي قرر التجمع وشباب البلدة اتخاذها للوقوف بوجه الاقتراح الحكومي، ردّ بالقول إن “الخيارات مفتوحة على كافة الاحتمالات”، موضحاً “قد نقوم بإحراق الشاحنات القادمة نحو البلدة، وقد نقوم بإقفال الطريق الدولية التي تربط بيروت بدمشق، وأكثر من ذلك أؤكد أننا تعاهدنا على أن أيّة شاحنة نفايات لن تدخل برالياس إلا على أجسادنا”.
يجزم الشاب الثلاثيني “لم تكن برالياس وعائلات برالياس موحّدة كما هي اليوم، فصحّة أطفالنا أغلى من بيروت … ونظافتها”.