محبّو زياد لحقوه إلى «ذوق مصبح» لكن «العبقري» تجاهلهم !

كتب المصور الشهير نبيل اسماعيل على صفحته الفيسبوكية، عن أجواء الحفل الموسيقي لزياد الرحباني في افتتاح "مهرجانات الزوق" في زوق مصبح. وبحسب اسماعيل فإنّه على الرغم من الحضور الملفت للحفل وتفاعل الجمهور مع موسيقى الرحباني، إلاّ أنّ زياد استمر طوال الحفل متوترا وقلقا على غير عادته.

افتتح ذوق مصبح مهرجانه الفني لهذا العام، بأمسية موسيقية غنائية لبنانية أحياها الموسيقي زياد الرحباني وفرقته.

نحن المصورون الذين نتولى تصوير الأمسيات الفنية في لبنان ونوزّع الصور على الصحافة والأعلام في لبنان والخارج . وصلنا باكرا إلى الذوق، مدرجات المهرجان أمتلأت بحوالي أربعة الآف كرسي حجزت جميع بطاقاتها.

أحد الزملاء من مصوري الفيديو، استخدم كاميرا صغيرة طائرة من نوع “هيليكوبتر”، وهي طائرة صغيرة تحمل كاميرا فيديو استخدمت لتصوير افتتاح المهرجان ومدرجاته التي امتلأت بمحبي موسيقى زياد الرحباني وفنّه “ولطشاته السياسية وانتقاداته اللاذعة للسياسيين في لبنان”.

وصل خبر تحليق كاميرا طائرة في المدرجات إلى زياد الرحباني، جن جنون زياد واعترض على وجود كاميرا طائرة، انفعل ووتّر المنظمين والمشرفين على الحفل. وبعصبية تحمل تهديدا، طلب زياد من المنظمين منع كاميرات الفيديو على أنواعها من تصوير الحفل والتواجد في مكان إحيائه، إلا لمدة ثلاث دقائق في بداية الحفل فقط.

تم سحب الكاميرا الطائرة من المكان على عجل والإستغناء عن خدمات المصوّر، والطلب من كافة وسائل الأعلام تصوير الحفل فقط خلال مهلة الدقائق الثلاث بشرط الإختباء كي لا يراهم الرحباني فيترك المسرح ويغادر الحفل.. و… الجميع كان خائفاً من شطحات زياد ومفاجآته.

دخل الفنان “المبدع” مع فرقته إلى المسرح قبل إنارته، في هذه اللحظات جلس زياد على البيانو، بدا التوتر عليه واضحًا عزف ألحانه الرائعة وهو متوتر وعصبي. لم يلتفت للجمهور ولا مرة ولم يمازح الحضور كعادته ولم يطلق النكات على السياسيين أو على السلطة.

لم يغمز من قناة أحد بل كان جامدا صامتاً على غير عادته بدا وكأنه يعاقب جمهوره، وكأن أحدا من مساعديه لم يخبره أن المدرجات امتلأت بمحبي فنّه. فهو لم يلتفت مرة لرؤية المدرجات ولم يتكرم على الحضور بنظرة أو لفته أو حتى ابتسامة، أو يرفع يده لتحيتهم كي يردّ لهم تقديره للمشقّة التي تكبدوها من زحمة السير التي حجزت الناس لأكثر من ساعتين.

بدأ زياد عزفه بمهارة عالية وأداء مميز، لكن كمن يؤدي واجب لا يرغب به. وينفذ قصاصا فرض عليه بالإكراه. توتره كان يسابق أصابعه على البيانو بدا وكأنه يريد انهاء الحفل بأسرع وقت ممكن. غادر المسرح في الفصل الأول لمدة خمس دقائق ثم عاد ولم يعط الجمهور أي اهتمام أو إشارة. إنتهى الفصل الأول والإستراحة كانت طويلة. الفصل الثاني كان ممتعا، الجمهور انطرب وتفاعل، صفق وغنى، لكنّ زياد على حاله. لم تستطع حماسة الحضور من دفعه الى العودة للهدوء وسحب توتره من وجهه، والفوز بأبتسامه و”لطشة” سياسية من لطشات زياد ذات العيار الثقيل.

انتهى الفصل الثاني على عجل، وزياد ظل عابسا، ثم أخذ الميكروفون وقال” الحفلة انتهت”، وغادر على وقع تصفيق حاد من الحضور استمر لمدة أربع دقائق، على امل عودته كي يعزف لحنا أخيرا كما هي عادة الفنانين الكبار كتحية للحضور وشكر لهم.

زياد غادر المسرح مسرعًا الى الكواليس أقفل الباب على نفسه، ولم يستقبل أحدا حتى من ادارة المهرجان. الموسيقى رائعة، الغناء ممتاز لمجموعة من الشابات والشبّان الواعدين، أعضاء الفرقة الموسيقية على المسرح كانوا ممتازين، وأروع ما كان هو الجمهور الكبير الذي أتى من كل لبنان لكي ينطرب ويتفاعل مع الموسيقي الرحبانية ومع الفن المبدع لزياد. الجمهور كان حاضراً وسعيداً لأنه يعشق فن وموسيقى زياد. ويحب رؤيته يعزف ويغني، وزياد كان حاضراً بتوتّره وبفنه وموسيقاه ووجهه العابس وهضامته الغائبة.

السابق
هل قررت صيدا استقبال نفايات بيروت؟
التالي
سليمان فرنجية استقبل قهوجي وابرهيم على الغداء نكاية بعون؟