في ظلّ تفاقم أزمة النفايات في لبنان يومًا بعد يوم واجتياح الأوساخ شوارعنا وطرقاتنا، لجأ بعض المواطنين وكذلك عدد من البلديات إلى اعتماد آلية حرق النفايات للتخلّص منها ظنًا منهم أنّها طريقة فعّالة لإبعاد هذه الآفة البيئية عنهم، دون أن يعلموا انهم بهذا الفعل يزيدون الأزمة سوء.
لذا في الوضع الراهن هناك حاجة لدحض آراء وأفكار خاطئة حول حرق النفايات، مثل الاعتقاد أن الحرق يحلل النفايات ويدمر الملوّثات الموجودة في المواد المحروقة. ومع أن النفايات تُزال بالحرق إلّا أن حرقها له آثار سلبية أكثر من تجمّعها على الطرقات.
بشكل عام، تؤدي ظاهرة حرق النفايات لأضرار عدة: صحية، بيئية واقتصادية.
فيما يتعلّق بالأضرار الصحية:
تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين السكن قرب منطقة تحرق فيها نفايات وبين التأثير السلبي على صحّة هؤلاء القاطنين.
من بين تلك التأثيرات التسبّب بسرطان الأطفال والكبار على حدّ سواء، أمراض في جهاز التنفس، أمراض القلب، تأثير على جهاز المناعة، ازدياد حالات الحساسية وعاهات الولادة. إضافة الى الاصابة بمرض الربو وذلك بسبب تناثر مواد سامة كثيرة للأثير عند الحرق مثل: الرماد المتطاير، الرماد المنخفض والديوكسين. تلك التأثيرات تزداد عند حرق النفايات بالقرب من الاماكن السكنية.
أما أضرارها البيئية:
فحرق النفايات يؤدي بالدرجة الأولى لتلوث الهواء، تلوث الأرض والمياه مما يضر بالحيوان والنبات. فالحرق يضر أيضا بكروم الزيتون والمشهد الطبيعي العام. كما أن حرق النفايات يحدث دخان يزيد من ثاني أوكسيد الكربون على حساب الأوكسيجين فيؤديعلى المدى البعيد لارتفاع ظاهرة الاحتباس الحراري.
هناك حاجة لدحض آراء خاطئة حول حرق النفايات
وفيما يخصّ بالضرر الاقتصادي:
فحرق النفايات قرب المساحات الخضراء والأراضي الزراعية ينعكس سلبًا على المحاصيل من حيث الكمية أوتلفها بحال امتدت اليها النار. كما من شأنه إضرار بساتين الزيتون القريبة، فهو يضر بكمية وجودة الزيتون وزيته. اضافة، إلى تكلفة إطفاء الحرائق بحال خرجت عن السيطرة.
إذا، فإن حرق النفايات ليس هو المخرج أو الحل للتخلص من مشكلة تراكمها، فهي تهدد السلامة العامة والأمان، فالحريق المنتشر والممتد قد يمس بالممتلكات والأرواح، إضافة إلى الضرر البيئي والصحي.
