أحد أصدقاء علي الزين يردّ: من ينتظر الامام المهدي يحترم الجميع

متابعة للموضوع الذي نشرته "جنوبية" وعنوانه "إعلامي بالمنار يهدّد مطعما جنوبيا"، وردنا عبر بريد الموقع ردّ من أحد اصدقاء الإعلامي المذكور، ويعرّف فيه عن نفسه أيضا أنه موظف سابق في تلفزيون المنار. موقع "جنوبية" ينشر الردّ دون زيادة ولا نقصان، ما خلا بعض التدخلات التي أملتها الضرورات التحريرية.

إلى موقع الجنوبية

تحية طيبة وبعد…

قد لا يكون الشاب العشريني المثقف الذي “ينتمي لمنظومة سياسية وإعلامية محلية وإقليمية ودولية…” يتحلى بالدبلوماسية التي تتحلون بها، ومن الواضح أن صراحته في التعبير عن مشاعره يمكن استغلالها بسهولة من قبل أي جهة تنتظر حرفا واحدا من هذا النوع لتنسج منه جملا ومقالات في الاتجاه المناسب لها. ولكن…

حرصا مني على دبلوماسيتكم ولباقتكم، وﻷني أريدها أن تطابق الواقع، اسمحوا لي أن أصوّب بعض النقاط في مقالتكم “إعلامي بـ”المنار” يهدد مطعما جنوبيا”.

أولا، وكموظف سابق في قناة المنار، أجزم أنه لا يمكن لأي موظف في المنار أن يهدّد أحدا وإن كان هناك من أشخاص نافذين في المنار فهؤلاء لا يهددون بل يفعلون ما يريدون دون تهديد و”علي” ليس من هؤلاء ولو كان منهم لما كان تجرأ أحد منكم أن يفكر بالمقال فضلا عن كتابته.

ثانيا، وهو ما كنت أتمنى أن يكون صحيحا، أن “علي” ينتمي لبيئة “ممنوعة من الاختلاف“. يا ريت! انظروا فقط لحجم الاختلاف المدمر في هذه البيئة “المتجانسة تماما” من خلال التضارب والتطاحن حول هذا الموضوع. هل الكل مع “علي”؟ يا ريت! ولكن الواقع غير ذلك.

في بيئة “علي” كل ما لا يتحمله “علي” وهو عاجز عن فعل أي شيء سوى كتابة بوست على صفحته اعتبرها البعض تهديدا و”بلاغا للنيابة العامة وقدح وذم…وضرر نفسي واقتصادي”.

بالعامية: والله منك قليل يا علي! وليه وين كاين مخبا بتيابك! كل هيدا وبعدك ما صرلك سنة على الشاشة؟ يصرلك سنة وكم يوم شو بتعمل؟!

ولا ينتهي الأمر هنا في مقالتكم، بل تكملون الطريق وبدبلوماسية ثعلبية نحو الرابية لتنبهوا الجنرال أن “علي” ينتقد الحفلات التي يرتادها مناصروه مما يعني ضرورة إعادة النظر بورقة التفاهم. هل هذا المنطق فيه شيء من العقل الصحفي السليم؟ إن كان كذلك فبالله عليكم علموني لأفكر مثلكم فلربما أصبح انسانا ناجحا !

وتكملون أيضا في مقال آخر هو”حملة المطاوعة“، بأن علي ينتمي لجيل كامل يرفض الآخر”. وهنا سأخاطبكم بما لا أظنكم ستفهمونه. “علي” شيعي اثنا عشري. أي يؤمن بأن العالم في نهاية الزمن سيحكمه رجل واحد وهو الإمام المهدي. وكمثقف يعلم أن كل البشر هم مواطنون في تلك الدولة العالمية العادلة. سواء أكان ذلك تخريفا أم حقيقة، ولا يسع لـ”علي” ولمثله من الذين ينتظرون ظهور الإمام المهدي سوى احترام الجميع وقبول الجميع والدعاء للجميع والتواصل مع الجميع.

بالعامية: “هيدا دينّا ومذهبنا يا جماعة، لا فينا نكره حدا ولا فينا نهاجم حدا وبدنا ندعي للكل. وأكيد مش كل مين انتسب لمذهبنا بطبقوا بحذافيرو”.

خطأ “علي” الوحيد برأيي كان الانفعال والتعبير الحاد، وحسنتكم الوحيدة هي الدبلوماسية والطريقة السلسة في مزج السم مع العسل. ولكن اعلموا أن مع “علي” الكثيرين ممن يعرفون استخدام هذه الطريقة أيضا.

محمد سيف الدين حسن

موظف سابق في قناة المنار 2008-2012

السابق
«الجزيرة»… كيف بلعت طعم «حزب الله»؟!
التالي
ممانعة الولي الفقيه منطق… أم تجاوز لحدود الوقاحة ؟