الشاعرة مريم شعيب: الجهاد ليس قتالا فقط.. كل يقاوم على طريقته

مريم شعيب
شاعرة.. يكفي ان تذكر اسم عائلتها لتعرف موهبتها، أبوها الشاعر الراحل أحمد شعيب، وعمها الشاعر الشهيد موسى شعيب، لها العديد من القصائد المُغنّاة بصوت أشهر المنشدين، وهي اليوم بصدد إصدار ديوان وجدانيات لم تحدد اسمه بعد.

للشاعرة مريم شعيب أناشيد مغنّاة منها: نداء القدس- من عينيك الساهرتين- حرة يا بلادي- راجع عالكعبة- عشق الحرف- يا وجودي- عم السكون.. وبعض الاغاني للاطفال.. كما صدر لها كتابين هما: مرساة الاحلام(غزل)، ورصاصة العز(وطني)… انها الشاعرة والمحاميّة والصحفيّة مريم شعيب، والتي يطيب حديثها حين تحكي عن الأدب والشعر والعائلة “الشُعيبيّة”، ماذا قالت حول تجربتها الشعرية؟

 

تركزين في اعمالك على المدائح والإنشاد الوطني، ما الهدف من اصدار ديوان غزليّ وليس وطنيا مثلا؟

المديح أصلاً هو أحد أغراض الشعر الغنائي، إذ يرتكز على ذكر الفضائل والمحامد والصفات الحسنة في شخص الممدوح، واتخذ طابعه الديني مع ظهور الإسلام وانتشر في مدح الرسول وآل بيته. وهذا النوع من الإنشاد هو أول ما برز في عالم الفن الإسلامي في لبنان حتى تعدّى ذلك ليشمل الإنشاد الوطني بشكل خاص والعربي بشكل عام مرتكزاً على أناشيد المقاومة الإسلامية. وأغلب القصائد التي نكتبها هي ثمرة النصر الذي تحقق، إذ تكون العواطف صادرة عن قلوب تحب الوطن والمقاومة وتعشق ساحات القتال.

على ماذا تعتمد القصيدة الوطنية حين تُنشد؟

تعتمد القصيدة الوطنية على الإنتفاضة والدعوة إلى الحرية، فإذا لُحِّنَت القصيدة وأصبحت نشيداً يسهل إبرازها للعلن بطريقة أسرع أي أنَّها تخترق الآذان في أي زمان ومكان.

كيف ترين تفاعل الناس مع ما يقدَّم من أناشيد مصوّرة سواء في مناسبات وطنية أو دينية؟

ثمة تفاعل مع النشيد المُصوّر أكبر لأنه يُبيِّن معاناة الناس وآلامهم ويُبرز الظلم والإستبداد، خاصة إذا كانت الصور واقعية وغير تمثيلية.

كيف تميِّزين بين شاعر وآخر في هذا المجال؟

شعراؤنا اليوم معظمهم يعرفون رسالتهم الإنسانية والوطنية، وفي أعماقهم لهبٌ الكرامة والعنفوان.

هل الوطنية هي الشهادة والموت فقط؟

الإستشهاد يجعلنا ونحن نسمع القصيدة نتمثَّل صورة القضية والانسان، ما يلهب القلب والوجدان ويؤثِّر أكثر في النفوس، وهذا ما قام به لأول مرة الشاعر الكبير إبن الرومي في رثاء إبنه الأوسط.

إلى أي مدى تساهم القصيدة والكلمة في نشر ثقافة المقاومة؟

الشعر العربي هو شعر وطني يجسّد الكفاح في سبيل التحرر. وهو وثيق الصلة بالحركات القومية والإنتفاضات الشعبية والثورات التحررية التي قادها الزعماء في لبنان وسوريا ومصر.. فقد أسهم الشعر الوطني وأعلامه في معالجة القضايا الوطنية بتحريك الشعور الوطني والقومي وإلهاب الصدور بالحماس للدفاع عن حمى الأوطان بأساليب غنية بالصور الشعرية والأداء الرائع إلى جانب المشاعر الوجدانية الصادقة والحميمة. ومن ينسى ما قاله ابو القاسم الشابي:إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر

هل انت مع الشعر الملتزم الذي يلتزم قضيّة وطنيّة كالمقاومة مثلا؟

نحن أبناء مجتمع مقاوم يحمل قضية ويؤمن بها. ودليل ذلك يكمن في الشهداء الذين يقدّمون أنفسهم في سبيل القضية التي يؤمنون بها. وتتفاوت الأدوار في المجتمع الواحد بين أبنائه فلا يقتصر ذلك على من يستشهد فقط. ويعبِّر عن ذلك الدكتور علي شريعتي بقوله “إنّ الذين استشهدوا قاموا بدور حسيني، وعلى الباقين أن يقوموا بدورٍ زينبي”. فاذا اقتصر المجتمع الإسلامي على الدور الحسيني لانتهت القضية باستشهاد الحسين وأصحابه. لذلك فإن الشاعر والمنشد وغيرهما يقومون بهذا الدور الزينبي وهو دور التبليغ والتعريف برسالة الشهداء، عبر هذا الفن الملتزم والمسؤول الذي يحكي القضية، ويحكي المقاومة، ويحكي البطولة بأسلوبٍ خاص ويخترق الأذن والقلب معاً.

كيف يخدم الشاعر مبادئه الوطنية؟

الجهاد لا يقتصر على المقاتلين فقط رغم أن القتال هو أسمى حالاته إلاّ أن كل فرد يقاوم بما ملكت يديه أي بحسب استطاعته، فالطبيب يقاوم، والمعلم يقاوم، والإعلامي يقاوم، والشاعر يقاوم بالكلمة التي تفعل فعل السيف أحياناً. وكم من ثورات قامت على أيدي الشعراء وحققت ما هدفت إليه، ويأتي دور المنشد الذي يساهم في إبراز هذه الكلمة للعلن، وهذا نوع آخر من المقاومة خاصةً وأننا اليوم في مجتمع جد عمليّ ويعتمد السرعة في كل شيء، ما جعل الكلمة تصل أسرع عبر النشيد. فكلِ يقاوم على طريقته الخاصة، وهذا يؤكد ما ذكرناه حول المقاومة عبر حمل الرسالة ونشرها.

السابق
عن الأوهام حول حزب الله
التالي
ايران الفارسية فرحة وأمهات الضاحية يذرفن الدموع