رواية أولى لفارس خشّان “مومس بالمذكّر… أيضاً!”‏

مومس بالمذكر بفارس خشان
عن دار الفارابي في بيروت، صدر للسياسيّ والإعلامي، فارس خشّان، روايته الأولى تحت عنوان: "مومس بالمذكّر... أيضاً!" (في طبعة أولى عام 2015). ويقول خشان عن هذا الرِّواية: هي باكورة الروايات التي أردتها جسر عبور من المادة الإعلامية المحاصرة بالحدث الآني، إلى رحاب الإنسان اللاهث إلى السعادة والمتحرر من العجز.

تدور أحداث هذه الرواية الـ”أنتي – ماكيافيلية” بين بيروت وموناكو وباريس وجنيف، وهي تستند إلى كثير من الوقائع التي حدثت فعلاً، ولكن الخيال الروائي يغلّف أبطالها ويأخذهم إلى نهايات تشكل اقتراحات لفتح أفق السعادة الفردية والإنقاذ السياسي.

في هذه الرواية يجد القارئ نائباً مضطرباً يكشف خفاياه، ورجل أعمال أوصلته الثروة المغمّسة بالتنازل إلى الهلوسة، وبائعة هوى تقاوم نداءات التحرر، وسيدات مجتمع عالقات في فخ التألق.

هي رواية يتفاعل فيها الحكيم مع القاتل، والسوي مع الفاسد، والفاضل مع المنحرف، ومفهوم الله مع فهم الإنسان، والسعادة مع المجد الاجتماعي، والحب مع الاستغلال، والسلوكية السياسية مع مأساة الجغرافيا.

ربيع عار يتمدد على السرير في غرفة النوم الرئيسية وإلى جانبه رجل عار آخر

مفاهيم كثيرة تتناغم وتتنافر في هذه الرواية التي تجعل القارئ في بعض الأحيان كأنه يغرق في “الكلمات المتقاطعة” حيث يبحث عن مرادف لنفسه ومرادف لمن يعرفهم أو يتعرف إليهم.

هنا مقتطف من الرواية، من الفصل الذي له نفس عنوانها: بعدما أنهت اتصالها بزوجها العائد من لوس أنجلوس إلى موناكو، واطلعت على التحضيرات التي بدأها صديقها مدير التسويق للانطلاق في خطة إخراج وجيه من الحياة السياسية، وفق ما يطمح إليه ربيع، فتحت ليلى الكومبيوتر. جالت على منزل وجيه. باستثناء إعجابها ببعض المفروشات والتحف فيه، لم يثر اهتمامها أي شيء فالمنزل خاوٍ إلا من حركة خفيفة للخادمات.

تذكرت أن أنطوان سلوم وضع نظام مراقبة الكتروني لشقة “كان”، التي ستنتقل قريباً إلى ملكيتها، وهذا حلم طالما راودها، فهي تعشق هذه المدينة، وكانت تفكر أن امتلاك شقة فيها مجرد حلم يستحيل تحقيقه. ووفق التعليمات التقنية التي تلقتها، تمكنت من أن تتنقل داخل الشقة.

لاحظت أن الصالون مضاء وأن زجاجة ويسكي وكأسين على الطاولة التي تقع إلى جانب المقعد الذي يستعمله ربيع، في العادة. استغربت الأمر، فهي لم تشرب كأساً مع ربيع، حرصت على إطفاء كل الأنوار قبل ذهابها.

رفعا ظهريهما واستندا إلى السرير. جذب ربيع زوجها. قبّله في فمه. وقال له: اشتقتُ إليك

تنقلت بالكاميرات. وفجأة أطلقت صرخة، تنم عن مفاجأة كبيرة. ربيع عار يتمدد على السرير في غرفة النوم الرئيسية وإلى جانبه رجل عار آخر. كان رأس الرجل الثاني مائلاً إلى الوجهة المعاكسة للكاميرا. لم تتمكن من تحديده. استعادت أنفاسها. بدأت التسجيل. ومن ثم راحت تركز على الرجل الممدد إلى جانب عشيقها الثري. وفجأة، أطلقت صرخة أقوى من الصرخة الأولى. تسارعت ضربات قلبها. أغمضت عينيها قليلاً، وهي تردد بلا توقف: يا إلهي! لم يكن الرجل الثاني غريباً عنها قطّ… كان زوجها.

فارس خشان

عملت على تمالك أعصابها. ضبطت لهاثها. الحركة على سرير غرفة النوم الظاهر في الكاميرا، ساعدتها. غيّر ربيع وزوجها من وضعيتهما. رفعا ظهريهما واستندا إلى السرير. جذب ربيع زوجها. قبّله في فمه. وقال له: اشتقتُ إليك. ضحك زوجها وسأله: أهذا ما تقوله لليلى، عندما تنتهيان من ممارسة الجنس؟

ضبطت ليلى صرخة غضب. بقيت مركزة على الكلام. أجابه ربيع: علاقتي الجنسية بليلى يبدو أنها انتهت. أنت تعرف أنها بدأت، عندما كادت تكتشف، بفعل خطأ اقترفته، ميول إليك. حاولتُ أن أشتت انتباهها، بتركيزي عليها. أنا لا أنكر أنها كانت تشعرني بلذة نفسية تفوق اللذة الجسدية، ولكن انجذابي إليك هو الأساس.

السابق
مخرج «تشيلو» بالفم الملآن: تيمور تاج الدين هو رفيق الحريري
التالي
بيان صادر عن العلامة الشيخ محمد حسين الحاج حول عيد الفطر