لبنان ينتظر إنعكاسات النووي ويأمل الفرج

المفاوضات النووية الايرانية

قالت “النهار” أنه لم يكن غريباً ان تتفاعل القوى اللبنانية بسرعة مع الاتفاق النووي الدولي – الايراني نظراً الى ارتباط الكثير من الأزمات الداخلية بامتدادات اقليمية يعتقد أن المتغيرات والتداعيات التي سيفضي إليها الاتفاق ستلفح لبنان بتموجاتها. واذا بدا من المبكر التوغل في التقديرات المتسرعة في شأن تحريك ملفات اقليمية قد يكون منها لبنان، فإن واقع الترقب لتردّدات الاتفاق اقليمياً لم يحجب المراوحة التي تظلل الخلافات الداخلية والتي ستكون الجلسة الـ 26 لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم عنوانها الثابت الدائم حتى اشعار آخر.

وعلمت “النهار” أن هناك حال ترقّب في أوساط عدد من الكتل السياسية لمعرفة كيف ستسلك الأمور في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي. وفي تقدير مصادر وزارية أنه يجب النظر الى تداعيات اتفاق تاريخي بحجم الاتفاق النووي واستعادة حقبة مماثلة بعد توقيع اتفاق كمب ديفيد في نهاية السبعينات من القرن الماضي بين مصر وإسرائيل في رعاية الولايات المتحدة الاميركية والتي تسببت بحروب مدمّرة في عدد من بلدان المنطقة وفي طليعتها لبنان. وتساءلت هل تسلك التطورات مساراً مماثلاً لكمب ديفيد، أم أن هناك مساراً آخر؟

كتب ايلي الحاج في “النهار”: وداعاً زمن العروبة على باب النظام المشترك مع إيران لبنان بعد سوريا… وليرجع المسيحيّون إلى الطائف

مهما قيل وسيُقال، ربحت ايران اعترافاً عالمياً بها قوة اقليمية واقتصادية تبدأ بحصولها على المليارات الـ150 العائدة لها، وان خسرت برنامجها النووي الا ما يفيد منه لانتاج كهرباء.. هل استعد المسؤولون اللبنانيون والسياسيون اللبنانيون للواقع الجديد الذي سيفرض نفسه بسرعة؟ الأرجح لا. على رغم ذلك في قابل الأيام سيكون تعويل من جديد على حركة ديبلوماسية فرنسية مدعومة فاتيكانياً باتجاه طهران. ثمة قضايا كثيرة للبحث بين البلدين. يمكن القول ان لبنان سيكون في مقدمة الاهتمامات الفرنسية ولكن الأصح الجزم بأن طهران تربط كرسي الرئاسة في لبنان بكرسي الرئاسة في سوريا. لا حل لبيروت قبل دمشق. وفي أي حال الى أي مدى يمكن أن يغيّر انتخاب رئيس في الواقع اللبناني، بصلاحياته الحالية، بهيمنة السلاح “الحزب الإلهي” على الدولة ومفاصلها الأساسية، وبأسماء المرشحين للرئاسة المعروفين وهم بعدد أصابع اليد؟ ولكن مهلاً، ماذا عن سعي النائب الجنرال ميشال عون الى ما يسميها “استعادة حقوق المسيحيين؟”. يجدر التوقف ملياً هنا عند حقيقة أن الرجل يستمد قوته من تحالفه مع “حزب الله” والشعار هذا الذي يرفعه لا يتناسب مع استراتيجية هذا الحزب لا اليوم ولا في أي يوم. يستحيل أن يعود المسيحيون الى الدور الذي كانوا عليه قبل الحرب لأسباب كثيرة أبرزها تناقص أعدادهم ديموغرافيا. ضمانهم الوحيد سيكون في نظام علماني كما تكون العلمانية، لكنه مستحيل في هذه الأجواء والظروف، لذا يبقى الحل القبول بدستور الطائف الذي يصلح نموذجاً لدول المنطقة التي تعاني صراع طوائف وجماعات متعددة. في انتظار أن يسود هذا الاقتناع عند المسيحيين على ممثليهم أن يضعوا شيئاً من الماء في نبيذهم. الوزير جبران باسيل الذي يتقبل السكوت في مجلس الوزراء باشارة من وزير حليف لا بأس أن يسكت اذا طلب اليه ذلك رئيس مجلس الوزراء. ولا ضرورة لتحريك الشارع تحت شعار كبير لهدف انتخابي داخل تيار أو حزب، أو لتسويق تولي أحد افراد العائلة منصباً كبيراً في الدولة، خصوصاً أن هزالة النتيجة بعد حملة التعبئة وتحفيز المناصرين الكبيرة لا يمكن اخفاؤها. كان على “التيار العوني” أن يفهم ويحذر ويحاذر الاصطدام بحقيقة أن المسيحيين اللبنانيين لا يمكن أن يتحركوا ويتجيشوا ضد الجيش اللبناني.

السابق
هولاند: من الاهمية ان تصبح إيران لاعباً مسؤولاً عن الاستقرار في محيطها
التالي
«حزب الله» يحتفل!