حراك داخلي لإعادة وصل ما انقطع بين القوى السـياسـية تحضيرا لـ«النـووي»

مجلس النواب

بين استغراب الرئيس ميشال سليمان وتفاؤل الرئيس نبيه بري وآمال الرئيس تمام سلام وتشاؤم النائب وليد جنبلاط مقابل ترحيب واسع من حزب الله، اختلط المشهد البانورامي الداخلي ازاء تلقف انعكاسات توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الست، وسادت حال من الترقب الحذر الاوساط السياسية في انتظار ترجمة اولى مفاعيل النووي الذي تتوقع اكثر من جهة اوروبية ان يكون لبنان محك اختبارها باعتبار ان ملف ازماته هو الاسهل بين دول المنطقة.

وفي مطلق الاحوال، ترى اوساط سياسية مطلعة ان الحراك الذي يدور بين “تريو” الوساطات بري – سلام- جنبلاط من اجل ارساء ارضية صالحة لاستيعاب المرحلة الجديدة المقبلة على المنطقة وما تخلفه على الساحة اللبنانية استبق التوقيع ومهد للحالة الجديدة من خلال خلق شبكة امان داخلية ترتكز الى الحوار والتواصل كاطار وحيد للحل وان الرئيس بري الذي ينشط على هذا المحور بالذات يعد العدة لهيئة حوار وطني ستكون ظروفها مهيأة اذا ما نضجت واختمرت الحوارات الثنائية الدائرة بين المستقبل وحزب الله من جهة والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر من جهة ثانية في حين يدفع حزب الله في اتجاه حوار بين التيارين البرتقالي والازرق، كما قال علنا الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير.

نبيه بري

في المقابل، حرك رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ماكينته الوساطية في اكثر من جهة استنادا الى ما وصفته مصادر قواتية لـ”المركزية” بخريطة طريق لمعالجة الوضعين الحكومي والتشريعي، فزار جعجع السراي امس واضعا الرئيس سلام في اجوائها. وقالت ان ما نقوم به هو اتصالات تهدئة ودعوة واقعية متضمنة نصائح بضرورة النظر الى المصلحة الكبرى والجامعة في استمرار العمل الحكومي، انطلاقا من التجربة التاريخية التي اثبتت ان لا شيء يؤخذ بالقوة بل بالتفاهم ، واذا كانت المطالب محقة فليؤخذ بها، من دون ان يعني ذلك تحديد اي موقف من جانبنا ازاءها. واضافت بما ان التشريع يبدو بدوره حاجة لكل القوى فلنبدأ من هذه النقطة .واشارت الى ان خريطة الطريق تبدأ من قانون الانتخاب واستعادة الجنسية وتشريع الضرورة لتنشيط المجلس النيابي والحكومة في آن. وقالت ان الرئيس سلام ابلغ جعجع ان لا مانع لديه من السير بما تتفق عليه القوى السياسية وهو يسير بأي اتفاق يحترم المعايير المعروفة.

وساطة الحزب: من جانبه، وفي ضوء الشرخ السياسي الذي يتوسع عند كل استحقاق بين فريقي التيار الوطني الحر برئاسة العماد عون وكتلة التنمية والتحرير برئاسة الرئيس بري، يبدو حزب الله داخلا بقوة على خط اعادة وصل ما انقطع بين المكونين الاذاريين من خلال اتصالات تجري بعيدا من الاضواء لردم الهوة المتحكمة بالعلاقات لا سيما ما يتصل بالملف التشريعي الذي يتخذ التيار الوطني الحر موقفا حاسما ومتشددا ازاءه ويرفض فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي اضافة الى ملفات اخرى متشعبة من بينها موقف بري من الحكومة ورفض التعطيل الذي يمارسه فريق عون الوزاري. ولا يوفر الحزب سبيلا من اجل اعادة ترتيب العلاقات داخل فريق 8 اذار، حتى اذا ما افلح في تحقيق الهدف، يتوج بلقاء رباعي لقيادات هذا الفريق، يتردد في الكواليس ان التحضيرات بدأت له وان اكثر من ملف ملح سيطرح خلاله الى جانب ترتيب البيت الداخلي من بينها توقيع الاتفاق النووي الايراني ومفاعيله على الداخل اللبناني.

السابق
ايران قبلت بالقيود النووية لتحرير اقتصادها
التالي
بالفيديو: اغتصبها حماها بموافقة زوجها «زنى المحارم»