«داعش» يدخل الزبداني إعلامياً… و«حزب الله» يُستنزف في المعركة

دخل تنظيم “الدولة الاسلامية” اللعبة في الزبداني وسقط في المحاولة الأولى لاثبات وجوده في المعركة. أربعة عناصر أطلوا عبر فيديو هزيل بثته “وكالة أعماق” التابعة للتنظيم، للقول اننا هنا و”جئناكم بالذبح”، ما أحدث ضجة في صفوف المعارضة السورية، لأنه من المعروف أن لا وجود للتنظيم في هذه المدينة.

اللعب اعلامياً

المسرحية التي أطلّ بها تنظيم “الدولة” لا تخدم سوى “حزب الله” والنظام السوري، وهو ما أدركه أبناء المدينة وسارعوا إلى نفي وجود “داعش” في الزبداني، وتداولوا صورة مركبة تكشف أن التسجيل قديم لأنه صوّر أبنية باتت اليوم مدمرة ومحترقة، فيما الفيديو يظهرها بشكل طبيعي. ومنهم من سخر من التسجيل، كالمسؤول الاعلامي لـ”حركة أحرار الشام” في دمشق وريفها أبو عابد الشامي بقوله على “فايسبوك”: “أي فصيل يريد أن يظهر في الزبداني فليرسل 300 دولار، وسأعطيه مقاطع من داخل المدينة، قرب جرب يا حباب، مقاطع HD حصرية من الزبداني، مذكور فيها اسم الفصيل وعم نتوعد الحزب بالإبادة، المقطع بـ 300 دولار، وال 3 بـ 700 دولار… عرض خاص حتى نهاية المعركة”. أراد الشامي من هذه الرسالة التأكيد أن الفيديو مفتعل وأن أي فصيل يستطيع أن يطل عبر تسجيل فيديو ويقول أنه في الزبداني.
الفيديو لا يدخل “داعش” المعركة الميدانية، بل الاعلامية التي تساعد الحزب والنظام أمام المجتمع الدولي على ابادة المدينة بحجة ضرب الارهاب. ويقول الناشط الاعلامي ابن الزبداني علاء التناوي لـ”النهار”: “تنظيم الدولة يلعب اعلامياً، ولا وجود له في الزبداني وخلال 9 أيام سقط 20 قتيلاً من المقاتلين كلهم من اهل المدينة وعوائلها المعروفة”.

ويعود إلى الصورة التي تثبت كذب “داعش”، ويذكّر بأن “ما أظهره داعش هو الجبل الغربي وغالبية الأبنية فيه مدمرة بفعل القصف”، مضيفاً: “ممكن لأي شخص في الزبداني متأثر بفكر داعش أن يسجل مثل هذا الشريط، لكن الأرض فهي لحركة أحرار الشام، ولا وجود لأي أجنبي فيها”.

ثلاثة تشكيلات

أما أبو عابد الشامي فيشدد لـ”النهار” على أن “من يقاتل دفاعاً عن الزبداني هم ابناؤها ويتوزعون ضمن ثلاث تشكيلات وهي: “كتائب حمزة بن عبد المطلب، لواء الفرسان وهما يتبعان إلى حركة أحرار الشام، والتشكيل الثالث كتيبة للجيش السوري الحر، ومؤخراً حصل تقارب كبير بين ثوار المدينة واتفقوا على إدارة مشتركة للزبداني ومجلس قضائي مصغر للفصل بالقضايا التي تقع بين المقاتلين”.
سيناريوات المعركة بالنسبة إلى الشامي “ترتبط بأهل المدينة وأبنائها، هم سيحددن مصيرها وليس قيادة أحرار الشام التي لا تتدخل في شأن المدينة وتقتصر علاقتها مع العسكريين ممن يتواصل معها، وفي آخر تواصل معهم قالوا: انتظروا المفاجآت”.
عشرة أيام على بدء المعركة و”حزب الله لم يتقدم ولم يدخل المدينة ولا يزال في أرضه في جمعية 8 آذار (مدخل الجبل الغربي)”، بحسب التناوي الذي نفى وجود “أي انفاق في الزبداني”، كما نفى ما تم التداول به عن “حصول أي عملية انتحارية للنصرة في المدينة أو وصل أي مؤازرة من الجبهة”. ويقول: “الصمود الاسطوري منع الحزب من الدخول، فهي حرب شوارع وليست معركة جرود، وامكانية نصب الكمائن فيها كبيرة، فضلاً عن وصول المعارك إلى قتال مباشر بين الطرفين”.
يستمر “حزب الله” والنظام السوري  في محاولة دخول المدينة من جهة محاور القتال: الجبل الغربي وقلعة الزهراء، ويلفت التيناوي إلى أن “أعنف المحاور أمس كانت في الزلاح (منطقة في بساتين جنوب الزبداني)، حيث تكبد الحزب وقوات النظام خسائر بشرية من دون احراز أي تقدم لصالحهما”.
ولأن الحظوظ حمتهم من المعارك، لم يشأ القدر حرمانهم الموت، إذ أكد التيناوي أن “باصاً ينقل نحو 40 عنصراً من حزب الله وقوات النظام تدهور أمس في الجبل الغربي الذي تعتبر طرقه وعرة، وسقط قتلى وجرحى، وربما لم يسلم أي أحد منهم، كما تمكن المقاتلون من إسقاط طائرة إستطلاع كانت تحلق في سماء الزبداني”. وأضاف ان “عدد قتلى حزب الله يفوق 40 قتيلاً خلال هذه المعركة، فيما سقط من أبناء الزبداني 20 مقاتلاً ودفنوا في المدينة”.
في المقابل، واصل النظام السوري سياسة الابادة العشوائية، وبحسب التيناوي “شنت الطائرات الحربية أكثر من 15 غارة جوية وكما استهدف الطيران المروحي المدينة بـ 12 برميلا متفجراً وبلدة مضايا بـ 4 براميل متفجرة، اضافة إلى سقوط عشرات صواريخ الارض – ارض و مئات القذائف المدفعيه والهاون والدبابات”.
وتوقف عند الصورة التي تم تداولها وتظهر أحد عناصر “حزب الله”يضع رجله على جثة تحترق، مؤكداً أن “لا صحة للصورة لأن كل الذين يسقطون من المدينة تم دفنهم، وليس هناك من جثة مع الحزب”، واستدرك قائلاً “قد تكون الصورة حقيقية لكنها ليست في الزبداني”، كما نفى “أن يكون قد قتل أحد قيادي الحرس الثوري الايراني في المدينة”.

وكان “المرصد السوري لحقوق الانسان” قد أورد ان الاشتباكات مستمرة بين “حزب الله” وعناصر “الفرقة الرابعة” والمسلّحين الموالين للنظام من جهة، والفصائل الإسلامية ومقاتلين محليين من جهة أخرى في محيط مدينة الزبداني، مضيفاً ان المدينة تشهد منذ أيام “استمراراً للاشتباكات في محاولة من قوّات النظام و”حزب الله” السيطرة عليها، بالإضافة لضربات جوية وصاروخية مكثّفة من قبل طائرات النظام الحربية والمروحية وقوات النظام”.

(النهار)

السابق
حزب الله ينعي «رفعت سعيد قاسم» سقط في سوريا
التالي
أبٌ «يبرر» التحرش بابنته..كيف يشرح الطب النفسي سفاح القربى؟