وفد من أمّهات مقاتلي حزب الله سيزور نصرالله اعتراضا على الخسائر بسوريا؟

تشييع
يغيب عن الشيعة اليوم الصوت الوسطي. إنه اندثار العقلانية بشكل أو بآخر مقابل الحرب المفتوحة على شبابنا. من يجرؤ على التحرك ورفع الصوت في خضمّ هذه المعركة المجنونة ؟ ومتى يحين دور الأمهات الثكالى؟ متى يرفعنَ الصوتَ عالياً: "لا تقتلوا أطفالنا". سمعتُ عددا من الأمهات في مجلس عزاء شهيد سقط في سوريا. كانت الأقوال تدور، بحسب رأيهنّ، أنهنّ يردنَ الذهاب لزيارة السيد حسن نصرالله لإطلاعه على معاناتهنّ. ففلذات أكبادهنّ يذهبون هباءً منثورًا، ولأجل ماذا؟ "لأجل أرض ليست أرضنا وزعيم ليس زعيمنا؟ وصراع أكبر منا بكثير؟ ولأجل جيش يبيع بحفنة دولارات ما يُحرّره أبناؤنا بأرواحهم"، قالت كثيرات.

تحت عنوان “صراخ من فاتورة القتلى داخل إجتماع لحزب الله” ذكر موقع “ليبانون ديبايت” أنّ “عددا من نواب حزب الله هدّد قيادته بتقديم استقالته من الحزب، في حال لم تتراجع تلك القيادة عن قرار إرسالها العناصر الى “المستنقع” السوري ليُقتلوا فيه بشكل غير مسبوق لم يشهده الحزب طيلة فترة ثلاثين عاماً من قتال اسرائيل وغير اسرائيل”.

الخبر ليس هو الاساس. بل هو انطلاقة للكلام داخل “المحظور قوله”. أي أنّ “الناس” في بيئة “حزب الله” لم تعد تطيق حجم الخسائر ولا دفع هذه الفاتورة الضخمة يومياً، وهذه الجماهير التي قدّمت الكثير الكثير خلال عدوان تموز 2006 لم تنبس ببنت شفة لأنها كانت تقاوم الاحتلال الاسرائيلي.

هذا الخبر سواء أكان صحيحا أم مبالغا فيه، يدلّ ويشير إشارة واضحة إلى ما بات معروفًا وهو التململ الصامت لدى الشيعة في كلّ من الجنوب والبقاع والضاحية.

علماً أنّ مجلة “فورين بوليسي” الأميركية ذكرت مؤخرا أنّ حزب الله فقد ما بين 700 الى 1000 من مقاتليه في الحرب السورية، وإن هذا العدد يشكل خسارة كبيرة”.

حزب الله فقد ما بين 700 الى 1000من مقاتليه في الحرب السورية، وهذا يشكل خسارة كبيرة

والدليل على صحّة كلامنا هو ما يتداوله الناس عن الاعداد التي تُشيّع أسبوعيا . فأن ترفض والدة الشهيد عماد رهيف السبع في برج البراجنة وجود حزب الله في عزاء ابنها اليافع الذي سقط في سوريا وبشكل علني وحادّ، وتمنع أيّا منهم من تعزيتها، لهوَ إشارة قويّة على رفض قوي لم يجرؤ أحد على التعبير عنه سوى هذه الأم المفجوعة بطفلها الصّغير؟

شباب، وطاقات، ومتعلمون، ومثقفون، ومهنيون، وطلاب ثانويون، وآباء، من كل فئات المجتمع، يسقطون في سوريا. مثلا سقط أخوان شهيدان من بلدة الطيري خلال 37 يوماً في سوريا. لماذا؟ لأجل منع التكفيريين من دخول لبنان؟ أين هو دور الجيش إذن؟

يبقى السؤال البارز: أين أصوات الشيعة العقلاء؟ أين صوت الرئيس نبيه بري؟ أين صوت المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الحاضر الغائب؟ أين صوت السيد علي محمد حسين فضل الله؟ فلو أن أصواتا وسطيّة موجودة داخل الطائفة هل كانت ستسكت؟

سمعتُ عددا من الأمهات في مجلس عزاء شهيد سقط في سوريا. كانت الأقوال تدور، بحسب رأيهنّ، أنهنّ يردنَ الذهاب لزيارة السيد حسن نصرالله لإطلاعه على معاناتهنّ. ففلذات أكبادهنّ يذهبون هباءً منثورًا، ولأجل ماذا؟ “لأجل أرض ليست أرضنا وزعيم ليس زعيمنا؟ وصراع أكبر منا بكثير؟ ولأجل جيش يبيع بحفنة دولارات ما يُحرّره أبناؤنا بأرواحهم”، قالت كثيرات.

كفى.. كلمةَ يجب ان تُقال وبصوتِ عال.. فاللبنانيون الشيعة ليسوا سلعة تورّد الى الموت. إنه الانتحار، إنه الموت بإرادتنا. أين الحكمة والتقية والفطنة والسياسة التي تمتع بها الأئمّة عليهم السلام؟ فقط نستعرض قصة الإمام الحسين الذي قال في خطبته الشهيرة يوم عاشوراء “إن الموت فُرض عليه فرضا”.

اقرأ أيضاً: بالاسماء: ارتفاع عدد قتلى قادة حزب الله في القلمون الى 6

كلّ شاب من هؤلاء الذين سقطوا كنز لأهله وبلده. فإذا كان التبرير حماية المقدسات، فالمقدسات ليست أغلى من الانسان المسلم، بحسب الشريعة الاسلامية.

إذا كان التبرير حماية المقدسات، tالمقدسات ليست أغلى من الانسان المسلم، بحسب الشريعة الاسلامية

وإن كان هذا الانتحار لأجل حماية خط المقاومة، فكيف نحميها ونحن نقضي عليها عبر الموت المجاني العبثي؟ وإذا كنّا نريد الحفاظ على المحور الايراني – السوري – العراقي قويا فيا للهول.. لأننا نحن اللبنانيين كنا ضحايا المحاور خلال الحرب الاهلية اللبنانية والتي لم ينتصر فيها أحد، وعدنا بعد 17 سنة حرب الى نقطة الصفر وطالبنا بالحوار.

تشييع قتلى حزب الله في سوريا

فليفتح حزب الله الباب أمام الناس ليعبّروا عن رأيهم المخفيّ قسراً، ولينقلوا معاناتهم، وساعتئذ سيسمع ما لا يخطر له على بال. ففي كلّ منزل بات هناك شهيد بل شهيدان.. الموت زار كل العوائل، وقضى على نخبة الشباب، ورمّل النساء، ويتّم الاطفال على طريقة الحرب العراقية الايرانية التي استنزفت الطرفين في حرب لم تستفد منها سوى الدول الغربية التي قضت على موارد العراق وايران، ولم يع اخطارها الايرانيون إلا بعد مرور ثمانية سنوات على اندلاعها وسقوط أكثر من مليون ضحيّة أكثرهم ايرانيين، ما دفع بالإمام الخميني، وهو كاره الى الموافقة على القرارات الدولية التي أوقفت تلك الحرب الإقليمية الطاحنة، وهو ما سمّاه “تجرّع كأس السمّ”.

السابق
الجيش قصف مواقع المسلحين في جرود عرسال
التالي
مسؤوليتي عن خياراتي