الجنرال وتياره ينكسران على أسوار القصر الحكومي

التيار الوطني الحر
مسرحية هزليّة، سيناريو وإخراج فاشل لميشال عون. سيناريو أدخله بمأزق جديد. فبعدما كان يروّج لنفسه على أنه المرشح المسيحي الأول لرئاسة الجمهورية، أحرقت تحركات الخميس ورقة الجنرال التي كانت ستوصله الى كرسي بعبدا وورقة صهره العميد شامل روكز الطامح لمنصب قائد الجيش.

انعقد مجلس الوزراء برئاسة تمام سلام، طغى على الجلسة طابع الحدية والمشادة الكلامية بين وزير الخارجية جبران باسيل من جهة، ورئيس الحكومة تمام سلام من جهة أخرى. اضطر سلام أن يرد بانفعال على وزير الخارجية وعضو “تكتل التغيير والإصلاح” جبران باسيل بكلام تأنيبي وتأديبي بعد خروج الأخير عن اللياقة الأدبية السياسية قائلاً له وباللهجة العامية: “لما أنا بحكي أنت بتسكت…، وإذا ما بيعجبك عمول يلي بريحك”.

اقرأ أيضاً: الجنرال وحليفه حزب الله خرجا من الكيان اللبناني

كل هذه الحدة والسخونة والهرج والمرج، التي حصلت وسادت خلال اجتماع جلسة مجلس الوزراء، كانت بالتزامن مع حركة المتظاهرين العونيين أصحاب التيشرتات “الاورونج” في “التيار الوطني الحر“، التي كانت هزيلة وركيكة وخجولة باعدادها أمام السراي الحكومي، بعد أن تخلّل تحركهم هذا تعدّ وتعارك بالعصي ضد الجيش والقوى الأمنية التي كانت مولجة بحماية السراي الحكومي.

يحاضر بالدستور ويتظاهر من اجله ظاناً نفسه المحارب والمدافع عن حقوق ومصالح المسيحيين تماما مثل “دون كيشوت”

ها هو فارس التيار وأفلاطون السياسة اللبنانية الوزير جبران باسيل، يتهجم على رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، ابن الرئيس الراحل صائب بك سلام منتزع الحرية والسيادة للبنان.

هذا الوزير جبران باسيل مخبر النظام السوري الصغير، الراسب مرتين في الانتخابات النيابية. صاحب قلة الاحترام للنساء ولوزارة الخارجية امام وزير خارجية الإمارات بعد ان أومأ له بيده وبطريقة غير أدبية وأخلاقية، سائلاً احد موظفي الوزارة “وين كارولين”؟ يريد أن يحاضر بالدستور ويتظاهر من اجله ظاناً نفسه المحارب والمدافع عن حقوق ومصالح المسيحيين تماما مثل”دون كيشوت” محارب طواحين الهواء.

اقرأ أيضاً: حزب الله صمت والمردة والطاشناق رفضا: عون وحيدا بالشارع؟

هذا الوزير باسيل النعمة السياسية الذي دخلها عن طريق التسلل، من خلال عمه جنرال الاعتذار من سورية والهزائم العسكرية والسياسية ميشال عون، بعد أن فرضه الأخير على الشعب اللبناني وزيراً في حكومات عدة، افتتح مسرحية داخل مجلس الوزراء وقام بدور المحاضر الطاهر بالعفة السياسية والوطنية، ترجمت من خلال توتير الوضع العام في البلاد وشلّه عبر أنصاره الغوغائيين الشموليين أصحاب الفولارات الاورونج، لجميع قطاعات السياحة بالوسط التجاري في بيروت، بعد إقفال أرزاق الناس تحت شعار الكذب والنفاق بحجة الدفاع عن حقوق المسيحيين.

مسرحية سياسية هزلية ركيكة وفاشلة عرضت مشاهد أحداثها بالتوقيت الخاطئ وبالمكان غير المناسب

اكتملت هذه المسرحية الهزليّة لاحقاً في منطقة الرابية من منزل جنرال “تيار الإصلاح” ميشال عون، مطلقاً الاخير أمام وسائل الإعلام اللبنانية شروطا جديدة تعجيزية، يطالب فيها بقانون انتخاب جديد وانتخاب مجلس نواب جديد قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ميشال عون

بشكل عام هذه المسرحية التي حصلت أمام قصر الحكومي وداخله قام بكتابة السيناريو والإخراج فيها الجنرال ميشال عون، بعد أن اسند دور البطولة في المحاضرة بـ”الوطنجية” لصهره الفاشل سياسياً الوزير جبران باسيل، ضمن مسرحية سياسية هزلية ركيكة وفاشلة عرضت مشاهد أحداثها بالتوقيت الخاطئ وبالمكان غير المناسب. وخلاصتها الأكيدة حرق ورقة صهر الجنرال العميد شامل روكز لمنصب قائد الجيش.

ليس هذا فحسب، بل أقفلت في وجه جنرال الرابية أيضا المعادلة السياسية التي كان يروج لها بين أوساط القوى السياسية اللبنانية، كمرشّح توفيقي وحيد عن المسيحيين من اجل تحقيق حلمه القديم الجديد بالوصول إلى سدة رئاسة الجمهورية. تركه حلفاؤه وحيداً في الشارع يتخبط بالفشل والمأزق السياسي الكبير، بعد ان تكسرت أمواج تجمعات أنصاره الضعيفة على أسوار القصر الحكومي.

السابق
بالفيديو: تعرّف على حقيقة داعش
التالي
لا مهلة زمنية لايران للتوصل الى اتفاق حول برنامجها النووي