إبراهيم إلى تركيا الأسبوع المقبل.. حلفاء عون يكبحون جماحه: لا للفيدرالية

كتبت صحيفة “المستقبل” تقول : بمعزل عن محاولة أمين عام “حزب الله” المكشوفة في سعيها إلى التنصّل من كرة التأزم العوني ورميها في أحضان “تيار المستقبل”، وبعيداً عن عبارات المسايرة والاستيعاب الملقاة على مسامع “الرابية” تسكيناً لشعورها بالخيبة والعزلة السياسية والوطنية، طفت من لُبّ المواقف التي أطلقها الحلفاء الرئيسيّون لرئيس “التيار الوطني الحر” أمس معالم أزمة حقيقية على مستوى نفاد منسوب القدرة على احتواء جماح النائب ميشال عون رئاسياً وحكومياً وتشريعياً، بحيث تقاطع كل من السيد حسن نصرالله ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية عند كبح هذا الجماح سيما في الشطط نحو الدعوة إلى “الفيدرالية”، فكان رفض قاطع من فرنجية لهذا الطرح لكونه لا يمت إلى استعادة حقوق المسيحيين بصلة بل هو على العكس من ذلك يدفع نحو مزيد من التأزيم ويساهم في تهجير “مسيحيي الأطراف”، ورفض آخر موارب من نصرالله باعتباره طرحاً يحتاج إلى “بحث آخر”.
أما في طروحات عون الأخرى، فحدّث ولا حرج عن مروحة من التباينات عبّر عنها حلفاؤه أمس سواءً في ما يتعلق بتأكيد فرنجية اختلافه “في الأسلوب” مع هذه الطروحات إن لجهة إبداء استنكاره طريقة التعاطي العوني مع مقام رئاسة الحكومة ومع شخص الرئيس تمام سلام والتشديد في المقابل على أنّ كل المسلمين في الوطن “حريصون على حقوق المسيحيين”، أو لناحية تجديد تأييده التمديد لقائد الجيش العماد قهوجي “الذي أثبت جدارته” درءاً للفراغ، أو في ما خصّ رفضه المشاركة في لعبة “الشارع” واعتراضه على تقديم أولوية الانتخابات النيابية على الرئاسية، وعدم ممانعته فتح دورة استثنائية في مجلس النواب، مع توجيه فرنجية في سياق المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس انتقادات غير مباشرة لأداء الوزير جبران باسيل في معرض الإعراب عن اضطراره للتعاون مع من يكلفه عون التنسيق مع بنشعي قائلاً: “حتى لو يبعت خشبة مجبورين نتعاطى معها”.
وكذلك الأمر بالنسبة لنصرالله الذي حرص في الشكل خلال إطلالته المتلفزة أمس على مداهنة عون بمعسول الكلام حول “مطالبه المحقة”، بينما في الجوهر كال ما كال من المواقف المتمايزة عن توجهات الرابية السياسية، من خلال تأكيده أنّ “الحكمة” تقتضي عدم مشاركة “حزب الله” الميدانية في الحراك العوني، وتشديده على وجوب “عدم تعطيل الحكومة وإسقاطها في هذا الظرف الاستثنائي”، وتأييده فتح دورة استثنائية لمجلس النواب.. وبعد تسطير كل هذه الاختلافات في الرأي والطروحات بين عون وحلفائه، خلص نصرالله إلى محاولة تعويم “وحدة الحال” بين الجانبين عبر الهروب بالمأزق العوني إلى الأمام باتجاه رمي تبعات هذا المأزق في ملعب “المستقبل” عبر دعوته إلى عقد حوار ثنائي مع “التيار الوطني” لإيجاد الحلول اللازمة للأزمة الوطنية.
إبراهيم إلى تركيا
على صعيد وطني منفصل، كشفت مصادر خلية الأزمة المعنيّة بمتابعة ملف العسكريين المخطوفين لـ”المستقبل” أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يعتزم التوجّه إلى تركيا الأسبوع المقبل للقاء الوسيط القطري والاطلاع منه على مستجدات عملية التفاوض مع تنظيم “جبهة النصرة” لتحرير العسكريين الأسرى لديه.
وعما إذا كان من المتوقع أن تُسجّل الزيارة تقدماً مفصلياً باتجاه إنهاء هذا الملف، اكتفت المصادر بالإشارة إلى أنّ الجانب اللبناني أنهى كل ما يتوجب عليه في سبيل إتمام صفقة التبادل وكان ينتظر جواباً من الوسيط القطري لتحديد زمان ومكان تنفيذها، من دون أن تخفي تفاؤلها بقرب التوصل إلى نتائج إيجابية في هذا الإطار ربطاً بكون زيارة ابراهيم تركيا الأسبوع المقبل تأتي بناءً على طلب الوسيط القطري، مع التعويل على أن يكون هذا الطلب بحد ذاته يحمل دلالات تشي بقرب تذليل آخر العقبات على الطريق نحو الإفراج عن العسكريين المخطوفين لدى “النصرة”.

 

السابق
باسيل: الازمة تخطت التعيينات
التالي
خاطف جعارة يقع في «فخ» المعلومات