فيديو «يدمع العين»: عن حصار مجموعة لحزب الله في الزبداني

مشادة كلامية بين عناصر حزب الله الزبداني
انتشر أمس مقطع فيديو لعناصر من حزب الله أظهر مشادة كلامية بين العناصر المتروكين في الزبداني وهم في وضع صعب. هذا المشهد يثير الشفقة على أبناء البلد الذين حتمًا سيكونون "كبش المحرقة" في هذه اللعبة السياسية الكبيرة فقط لأن خياراتهم كانت خاطئة.

دمعت عيناي، أول أمس، عندما كنت أراقب إحدى القنوات التلفزيونية وهي تبث شريطاً مسجلاً نقلاً عن شبكة التواصل الاجتماعي، حسب ما قال المذيع. ويظهر الشريط نقاشا وسجالا دار بين عناصر حزب الله الموجودين في منطقة الزبداني السورية وهم يخوضون معركة إلى جانب قوات النظام السوري. ويبدو من خلال حوارهم هذا أنهم في وضع عسكري وإنساني سيء وبحاجة إلى مساعدة ودعم وأنّ أحدا لا يسأل عنهم.

خيار الحرب في الداخل هو خيار خاسر للأطراف كافة، والنزاعات فيه لا تحل إلا بالحوار وبالتسويات

عرض الشريط من قبل محطات التلفزة يأتي في سياق سياسة التشفّي والشماتة بحزب لبناني مارس تجاوزاً على السلطة والكيان، وخرج عن الإجماع اللبناني ليخوض معركة غيره. لكنني حزنت على ما آل إليه وضع الحزب في خيار خاطئ سيدفع ثمنه لاحقاً ليس وحده وحسب، بل جميع اللبنانيين.

اقرأ أيضاً: طريق ‘يوم القدس’ تمر في الزبداني…

أنا لست من شيعة السفارة، إيرانية كانت أم أميركية أم سورية، ولست من سنّة السفارة، سعودية كانت أم قطرية أم تركية. ولست من مسيحيي الأطلال الذين يعيشون على أمجاد ماضية زالت ويحاولون استرجاع ما خسروه بسبب تعنّت زعمائهم في القرن الماضي.

في النهاية لا يستطيع أحد أن يلغي الآخر وسينتهي الأمر إلى تسوية ما

أنا لبناني حلم بلبنان جديد وشارك في الحرب الأهلية، ليكتشف لاحقاً أن خيار الحرب في الداخل هو خيار خاسر للأطراف كافة، وأن نزاعات الداخل لا تحل إلا بالحوار وبالتسويات. إننا لسنا مجتمعاً مدنياً يعيش فيه أفراد أحرار مستقلون، بل ما زلنا في زمن القبائل والعشائر. والديمقراطية التي تعني الأكثرية والأقلية لا مكان لها بيننا، والحلول الممكنة هي التي تنطلق نحو التسويات المتلاحقة.

اقرأ أيضاً: الزبداني…داريّا ثانية…«مارون الراس» الثورة السورية

خيار الحرب الوحيد الصائب هو خيار النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهي حرب خضناها مرفوعي الرؤوس لندحر احتلالاً وحشياً عن أرضنا.

لكن للأسف من قاد مرحلة التحرير الأخيرة، وكان سلاحه مجيداً، تحول إلى أداة إقليمية ليخوض معركة لا يربح بها أحداً، الجميع خاسر، وفي النهاية لا يستطيع أحد أن يلغي الآخر وسينتهي الأمر إلى تسوية ما. وهكذا يكون أبناء وطني الذين أخطأوا في خياراتهم السياسية قد دفعوا الثمن غالياً من خلال مئات الجثامين المنقولة إلى لبنان، وبدلاً من محاولات بناء دولة ما في هذا الكيان سيكون الخطر يلفه وقد ينهيه.

معركة الزبداني

السابق
عون يقدّم درساً كاريكاتورياً في الديمقراطية
التالي
أين حقّي يا وليد جنبلاط؟‏