العونيون يعتدون على الجيش وعلى سلام

قالت “المستقبل” أنه بالعين المجرّدة وبالوقائع المتجردة من أي نوازع سياسية، ثبت أمس أنّ “الحشد الشعبي” هي عبارة فضفاضة قياساً على تجمهر العشرات من مناصري “التيار الوطني الحر” في وسط العاصمة تلبيةً لنداء رئيسه النائب ميشال عون في مشهدية رأت فيها أوساط مسيحية “صورةً هزيلة ونتائج استطلاعية مبكّرة غير مشجعة لشعبية الجنرال”.

أما في جوهر المشهدية، وفق “المستقبل”، فدلالات ومؤشرات لافتة ومؤسفة جسّدها العونيون في الشارع من خلال اعتدائهم على الجيش وإصابتهم 7 عسكريين بجروح مختلفة. ومن الرابية، أطلّ عون بعد الظهر بمؤتمر صحافي متوتر جديد هاجم فيه الحكومة والمؤسسة العسكرية والوسائل الإعلامية مستهدفاً بشكل أساس الجيش على خلفية إصداره بيانات تؤكد اعتداء مناصري “التيار الوطني” على العسكريين في محيط السرايا الحكومية وتوثّق بالصور لحظة معالجتهم في المستشفى المركزي جراء الجروح التي أصيبوا بها جراء الاعتداء العوني.

ورأت “اللواء” أنه سجّل يوم 9 تموز “سقوطاً أخلاقياً” للأداء السياسي للفريق العوني، سواء على طاولة الحكومة، أو في الشارع عندما بلغ الأمر بالشبان العونيين الإصرار على التحرّش بجنود وضباط الجيش اللبناني والاعتداء على بعض عناصره، الأمر الذي أدى إلى إصابة 7 عسكريين بجروح مختلفة، واستخدام الشدّة مع العسكريين، على حدّ تعبير البيان الذي صدر عن مديرية التوجيه في الجيش اللبناني.

وأشارت “النهار” إلى الآثار السلبية للهجوم العوني المنسق، لكن المواجهة في صورتها العامة شكلت مردودا سيئا للفريق العوني وإن يكن شاء الظهور مظهر منتزع المكسب الاول في “حربه” الناشئة على الرئيس سلام تحديدا. ذلك ان تصعيد النبرة الكلامية ضد سلام الذي اضطر للمرة الاولى الى الرد بحدة على باسيل، لم يقتصر، وفق “النهار”، على وقائع الجلسة بل اتسع عبر اطلاق حملة تهجم واكبت الشعارات التي رفعها المتظاهرون العونيون والتي شابها بعد طائفي ابعد عنوان المطالب السياسية عن أطرها المعقولة. كما ان نفي وجود قرار بتنظيم التحرك الاحتجاجي المواكب للجلسة والقول بأنه كان تحركا “عفويا” بدده التجمع منذ الصباح في سن الفيل ومسارعة مجموعات الناشطين عند الاشارة الاولى التي صدرت مع افتعال المشادة في مستهل الجلسة الى وسط بيروت مما أثار تساؤلات عما اذا كان القول بعفوية التحرك يعكس استشعارا بفتور الاستجابة للتحرك على النطاق الواسع الذي رغب فيه الفريق العوني ولم يكن على مستوى طموحاته. ولعل النقطة السلبية الثالثة تتمثل في الالتباس الذي نشأ عن التسبب بمواجهات بين المتظاهرين والقوى الامنية والعسكرية والتي أوقعت جرحى في صفوف المتظاهرين بينهم النائب حكمت ديب الذي أصيب بكسر في احدى أصابع يده كما في صفوف العسكريين.

السابق
رحيل أمير الديبلوماسية وعميدها والحريري ينعي أحد مهندسي الوفاق الوطني
التالي
الجيش نجح في تجنب الفتنة