أين حقّي يا وليد جنبلاط؟‏

أريد حقي وليد جنبلاط، أريدكَ أن تستعيد حقوقي المنهوبة كاملةً وهي حقوق تاريخية جلية وواضحة، كما يفعل الآخرون يستغلون الحقوق من أجل الوصول الى مصالح فئوية بل وشخصية ضيقة... لما لا نفعل نحن بعضاً مما يفعلون؟ ولكن على طريقتنا.

طالما أن الوضع في البلد على هذا الشكل الشنيع و”الفاجر يأكل مال التاجر” والبوتقة والتشبيح على “قفا مِن يشيل”، وطالما أنكم كسياسيين لم تبنوا دولة المؤسسات والحريّة والديمقراطية والعلمانية.

وما زال نظام الحكم في لبنان نظاماً طائفياً مقيتاً يعطي الفرصة للعنصريين بإعتلاء المنابر والتشدّق في حماية القبائل والمذاهب والجماعات، الى حدود حماية بيت العائلة الصغير وما ضمَّ من أقارب وأصهرة وأنسباء. وطالما أن المسيحي أو البعض من المسيحيين، بدأوا بالخروج عن العقد الإجتماعي المعمول بِه منذ الإستقلال، واستغلال الإمتياز المعطى له من الإنتداب الفرنسي على حساب بقية اللبنانيين، وهو النزول الى المجلس النيابي وإنتخاب “مسيحياً مارونياً” رئيساً للجمهورية، فأنا أريد حقّي منك وبأسرع ما يمكن.

أريد حقّي منك، أكرّر… “بدي حقي”، أريدكَ أن تستعيد حقوقي المنهوبة كاملةً وهي حقوق تاريخية جلية وواضحة، والآخروين يفعلون ذلك “بفوجرة وهوبرة” وبدون وجه حق، ويستعمل مفاهيم مزدوجة ومشبوهة للوصول الى مصالح فئوية بل وشخصية ضيقة… لما لا نفعل نحن بعضاً مما يفعل ولكن على طريقتنا.

وليد بك، أريد حقّي منك … أجل، منك أنت أي عبركَ أنت، أطالبكَ أنت، لأن الأقدار شاءت أن يسجَّل في إخراج قيدي “درزي” من الشوف في نظام ما زال طائفياً عنصرياً. وليس كما حلم المعلم الشهيد كمال جنبلاط وأفنى عمره من أجل تغييره وتطويره، حتى عمّدهُ بالشهادة وليس أقدس من عمادة الدّم.

ما عاد ينفعني أن أكون عاقلاً متزناً علمانياً نورانياً غير طائفيّ، في بلدٍ يحكمه الجنون والمحال والإستغلال والتقوقع الطائفي، وتتفشى به أمراض الطائفية المعدّلة جينياً لتصبح عنصرية سكيزوفرانية مخيفة وقاتلة…

أريد حقّي منك، أكرّر… “بدي حقي”، أريدكَ أن تستعيد حقوقي المنهوبة كاملةً وهي حقوق تاريخية جلية وواضحة

ما عاد ينفعني أن أكتب المقالات الوطنية الجامعة التي تدعو الى السلام والوئام والوحدة والتقديس اليومي، للتراب اللبناني وللجيش اللبناني “عسكر تمام سلام كما أطلق عليه منذ أمس” في بلدٍ أصبحت لغة المنابر فيه لغة شوارع وأزقّة، بأسلوب طائفيٍّ فظٍّ ومقيت الى حدود الغثيان.

في بلدٍ لا إحترام فيه لا للعقول ولا للمقامات ولا للمحرمات، ولا حتى لأبسط قواعد العيش والمنطق والإنسانية. في بلدٍ يخطف فيه الأطفال من أمام منازلهم ليُعاد ويطلق سراحهم بفدية، في بلدٍ يتطاول فيه وزير على رئيس الوزارة، في بلدٍ لا يحترم فيه المواطن البدلة العسكرية التي تحميه من أخطار الإرهاب وظلامية الإرهابيين، في بلدٍ “فلت فيه الملق” يُشتم فيه النبلاء من قبل السفهاء دون أن يحاسبوا.

ما عاد ينفع الوسطية في بلدٍ “بعد حماري ما ينبت حشيش ” … خلص، فاض بي الكيل، وقررتُ أن أعيد الإلتحاق بقبيلتي على حساب الوطن كما يفعل الكلّ. وأطالب كذلك رفاقي المتنورين في باقي الطوائف المحمدية كما الطوائف المسيحية الأخرى أن يحذوا حذوي ويطالبوا زعماء طوائفهم بحقوقهم، “ما حدا أحسن من حدا”.

وليد جنبلاط، أريد حقي، إستعدهُ لي، وبأسرع ما يمكن… قل للجميع: حذاري حذاري أيها القوم، فقد طفح الكيل

بناءً لما تقدّم ، أطالبكَ وليد جنبلاط بحقي التاريخي، بإمارتي الدرزية المنهوبة منذ مئات السنين، منذ أيام فخر الدين المعني الكبير الذي تحبّه أنت ووضعت تمثاله منذ عدة أشهر في ساحة المكتبة الوطنية في بعقلين.

وبما أني أمير تنوخي وجدي قحطان بن تنوخ، أطالبك بإستعادة إمارة الغرب لي ولبناتي وأصهرتي من بعدي، لديَّ ثلاث بنات ما زالوا أطفالاً ولكن لهنَّ أن يستعدنَ حقوقهنَّ. ولأصهرتي المستقبليين الحق أيضاً في تبوّأ أعلى المراكز من رئيس حرس أميري الى وزير خزانة الإمارة وما شابه.

وليد جنبلاط

وأعدكَ “أبو تيمور” أن أُحسن إختيار الأصهرة والأنسباء ليكونوا متمتعين بأقصى درجات التهذيب واللياقة والمرونة والدبلوماسية الضرورية في كل العصور، فلا يشتمون الأكبر منهم سناً ومقاماً، ويحترمون موظفاتهم من الجنس اللطيف أمام الأغراب.

اما بالنسبة للنزول الى الساحات، فلا تقلق على ذلك، ساحات الوغى تعرفنا، والرجال الرجال ينتظرون الإشارة، وبيارقنا الملونة بالخمسة وبالأحمر القاني طول عمرها خفاقة، قبل أن تستجدّ النِعَم على بعض المتسلقين الموتورين المهووسين بالسلطة والمجد والمال.

وليد جنبلاط، أريد حقي، إستعدهُ لي، وبأسرع ما يمكن… قل للجميع: حذاري حذاري أيها القوم، فقد طفح الكيل…

السابق
فيديو «يدمع العين»: عن حصار مجموعة لحزب الله في الزبداني
التالي
فرنجية: الفيدرالية خطأ وعندما نطالب بصلاحيات الرئيس لا نسمح بكسر صلاحيات باقي الرئاسات