برّي نأى بنفسه عن المبادرات

نبيه بري

قالت “اللواء” أنه مما أضفى على المشهد مسحة تشاؤم، أن الرئيس نبيه برّي نأى بنفسه عن المبادرات، كاظماً غيظه من ردّ النائب ميشال عون عليه باعتباره إبن النظام، وهو كان يقصد أن “الجنرال” يدفع البلاد الى الزاوية.

– شدد بري أمام النواب في لقاء الأربعاء على ضرورة أن “نفتش جميعاً عن مصلحة لبنان واللبنانيين من دون أي أمر آخر”. وأوضح أنه صائم عن الكلام ولا صحة لما نسب إليه ورده على كلام العماد ميشال عون في الصحف.

كتبت ملاك عقيل في “السفير”: “ابن الدولة”: أتى وقت الحساب مع «الحرام»!

عندما يقرّر الرئيس نبيه بري فتح ثغرة في جدار الأزمة المفتوحة على شارع غاضب وعصيان قد يشلّ المؤسّسات من الداخل، يذكّر ميشال عون بأنه «ابن هذا النظام ولن يفرّط به». في الشكل، تبدو رسالة بري ايجابية كمن يناشد الحليف المتمرّد لجم انفعالاته وممارسة الكثير من ضبط النفس. لكن في المضمون كلام بري ليس سوى إدانة لـ»الجنرال». يكفي ان ميشال عون، برأي بعض من قرأوا الرسالة بين سطورها، انه ابن نظام تمّ تحت جناحيه تعيينه رئيسا لحكومة عسكرية العام 1986 بتوقيع رئيس جمهورية منتخب من قبل مجلس نواب مُدّد له مرارا! هو ايضا، أي عون، من وافق على تأجيل تسريح رئيس الاركان محمود طي ابو ضرغم لاربع سنوات العام 1986 في عهد الرئيس امين الجميل، ومن أبقى على شرعية حكومة عسكرية ترأسها بعد استقالة الاعضاء المسلمين الثلاثة منها، ومن انقلب على الطائف ودفع ثمنه نفيا ثم انخرط بأصول اللعبة التي أرساها الاتفاق منذ 1989… بعض «الخبثاء» يقولون «ألم يدشّن ميشال عون التمديد بنفسه في المؤسّسة العسكرية حين ضغط للتمديد لقائد فوج المغاوير في موقعه خلافا للمتعارف عليه؟!». هذه المقاربة تبدو في واد فيما ميشال عون في واد آخر طالما انه يعتبر نفسه المسيحي القوي الذي يحمل مشروعا تغييريا يخوض اليوم آخر معاركه، ولأن هذه المقاربة الخاطئة اصلا تنتمي الى عهد ما قبل الطائف!.. ابن الدولة، وليس النظام (وإن أتى من يذكّره بأن الدولة هي النظام والشعب والمؤسسات)، يخسر الورقة تلو الاخرى.. لكنه ماض في مواجهة لم تستفزّ حتى الساعة اي مرجعية دولية لتجنّد موفدين عنها يتولّون تقليص مسافات التباعد الضوئية بين المتخاصمين..

السابق
الجميل مع الحكومة
التالي
تنسيق بين وزراء «التشاوري».. و«8 آذار» توحد مواقفها