محاولات لتنسيق الموقف المسيحي وقلب «النظام»

مجلس الوزراء اللبناني

وسط حالة الانتظار هذه، خرج النائب ميشال عون، وفق “اللواء”، من لعبة المطالبة بتعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش إلى السعي لتكتيل المسيحيين وراء مشروع “إلغاء الطائف”، وما نجم عنه من مؤسسات، ودغدغة أحلام التيارات المسيحية بفكرة الفيدرالية واللامركزية وتوجيه ضربة، من وجهة نظره، إلى ما تبقى من رعاية عربية للتفاهمات اللبنانية حول الدولة المركزية.

وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ”اللواء” أن قضية تعيين روكز لم تعد هي المسألة بعدما بات واضحاً أن هناك سيناريو يُرسم لإعادة النظر بالنظام السياسي، عبر إحياء طروحات قديمة على حساب التجربة السياسية اللبنانية منذ قيام دولة لبنان الكبير عام 1920، إلا أن هذه المصادر حذّرت من أن اللعب في الوقت الضائع الإقليمي والدولي، لا سيما وأن الاستراتيجية الأميركية التي عبّر عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما من “البنتاغون” حيث التقى القيادة العسكرية الأميركية، تفيد أن المعارك القائمة في المنطقة لا سيما في سوريا والعراق ربما تمتد سنوات، في ضوء قرار الإدارة الأميركية بأن محاربة تنظيم “داعش” تكون بأدوات محلية.

وعلمَت “الجمهورية” أنّ اتّصالات حثيثة تَجري بعيداً من الأضواء بين مختلف الأحزاب المسيحيّة للتنسيق في الموضوع الحكومي وفتحِ دورةٍ استثنائيّة وتشريع الضرورة. وقالت مصادر عونية لـ”النهار” أمس ان موقف عون يتماهى مع مواقف الأحزاب المسيحية أي “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية” من حيث صلاحيات الرئاسة وموضوع فتح الدورة الاستثنائية اذ أتى هذا الالتقاء بين الأحزاب المسيحية ليتجاوز اختباراً جديداً بإمكاناتها وقدرتها على توحيد الموقف من استحقاقات أساسية تتعلق بالصيغة والحضور المسيحي على المستوى الميثاقي، خصوصا بعد اعلان النيات بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” واللقاءات التي تمت مع الكتائب أكان لقاء رئيس “القوات” سمير جعجع مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أم لقاء النائب ابرهيم كنعان مع النائب الجميل في الأيام الاخيرة.

وفي السياق، قالت مصادر “التيار” لـ”الديار” أنه في ظل ما يقوم به الطرف الاخر لا يمكن الوثوق بعد ذلك بشراكة هذه الاطراف، وما يقومون به ضرب لكل الموضوع المسيحي، والاحزاب المسيحية التقت على رفض ما يجري فحزب الكتائب نعى الدولة المركزية امس واعتبر قرار مرسوم الدورة الاستثنائية انقلاب على صلاحيات رئيس الجمهورية وكذلك الدكتور سمير جعجع رفض فتح الدورة الاستثنائية وهناك اجماع مسيحي على رفض ضرب صلاحيات رئيس الجمهورية وبالتالي الاجتماعات لن تتوقف، وما يجري لن يمر بالسهولة التي يتصورها البعض. وسيأخذ التصعيد مداه دون اي سقوف.

ويبدو العونيون وفق “الأخبار” مرتاحين لمواقف “القوات” و”الكتائب”، التي على “سلام والمستقبل أن يعيا بعدها أن القضية لم تعد استفراداً بعون، بل استفراداً بالأحزاب المسيحية الأساسية، لأن القاسم المشترك بينها هو المسألة الميثاقية والموقف من صلاحيات رئيس الجمهورية والدورة الاستثنائية لمجلس النواب. وهذا كله يجب أن يعطي صورة حقيقية عن موقف المسيحيين الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار. وصحيح أنه لا تماهي كلياً بين الكتل الثلاث، لكن ما حصل في الساعات الأخيرة عزز مناخاً موحداً”.

وكشف مصدر “اللواء” أن الفريق العوني لم يطلب مباشرة من “القوات اللبنانية” المشاركة في التحرّك، لكنه يحرص على الاستفادة من “إعلان النوايا” الموقع مع “القوات” ومن الاعتراض على توقيع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لصياغة موقف مسيحي شبيه بما حصل عندما طرح “القانون الارثوذكسي” لتنظيم الانتخابات النيابية، كما أن اتصالات تجري مع حزب “الكتائب”، في ضوء الموقف الذي أعلنه رئيس الحزب سامي الجميل من دعوة للقاء وطني للتباحث بصيغة جديدة للبنان.

السابق
«المستقبل» لن يحاور عون: المشكلة ليست معنا
التالي
«المستقبل» مستاء من «القوات» و«الكتائب»!