سلام يخوض الخميس تحدِّياً آخر

يخوض رئيس الحكومة تمام سلام، وفق “الجمهورية”، تحدياً آخر في عقد جلسة مجلس الوزراء المقررة الخميس المقبل، بعد أن إعتصم بالصمت في ظل الإجازة التي بدأها الجمعة الماضي والتي تنتهي مساء اليوم، على أن يستأنف نشاطه غداً في السراي في لقاءات لا تتناول أيّ ملف استثنائي. لكنّ مراقبين وجدوا في الإجازة التي اتخذها سلام اطمئناناً الى سَير التحضيرات الجارية لتنفيذ مرسوم دعم الصادرات الزراعية، في انتظار جلسة مجلس الوزراء، معتبرين أن ليس هناك مشكلة بلا حل، ولن تكون التطورات في مصلحة دُعاة التصعيد لأنّ مكوّنات الحكومة حريصة على مصير الحكومة، وكل ما يجري تحت هذا السقف مقبول ومضبوط وسيكون له مخرج في الوقت المناسب.

 

وأثارت رسائل النائب ميشال عون الاخيرة إستياء كبيراً في أوساط سلام التي أبدت عبر “النهار” أسفها لما آلت اليه أمور الجنرال والتي دفعته إلى هذه المقاربة المرفوضة شكلاً ومضموناً، مشيرة الى ان المقارنة التي أجراها بين فريق لبناني وطني وتنظيم إرهابي لا تدل الا على ان الرجل يتصرف بعصبية، وقد باتت مواقفه، المرتبطة بحسابات شخصية ذات علاقة بترشحه للرئاسة وترشيح صهره لقيادة الجيش، مصدر قلق وخطر على صيغة التعايش التي طالما آمن بها اللبنانيون وعملوا من اجلها وحافظوا عليها على رغم كل ما يحيط بلبنان في المنطقة من ألسنة النار الارهابية والتكفيرية القائمة على عصبيات مذهبية واصوليات طائفية. واعتبرت ان عون أخطأ كثيراً في مقارنته هذه وهو لا يزال يمعن في الخطأ عندما يستبق جلسة مجلس الوزراء الخميس بدعوة مناصريه للنزول إلى الشارع. وتساءلت: “هل التهديد بالقوة لأخذ الحقوق المسيحية هو الذي يحقق الهدف، أم النزول إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟”.

ونفت مصادر رئيس الحكومة عبر “الأخبار” وضع الدعوة إلى جلسة حكومية في “إطار التحدّي، بل على العكس، فالرئيس سلام شدّد خلال الجلسة الماضية أمام وزراء التكتّل على تفهمّه لموقفهم، ووصل به الأمر إلى حدّ توسّلهم السماح بتمرير بعض البنود الملحّة التي لا تحتمل التأجيل”، لكنهم “يُصرّون على حرق البلد، كمن ينطح رأسه بالجدار”. ولفتت المصادر أن إلى “المشكلة تكمن في أننا نحتاج وزراء عون وحزب الله في الحكومة ولا نستطيع السير من دونهم”.

وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” إن لا وساطة بين سلام وعون على خلفية الازمة الحكومية إنطلاقا من أن رئيس الوزراء ليس طرفاً في هذه الازمة. ورأت أن اعتراض وزراء “التيار الوطني الحر” على آلية عمل الحكومة، كما تجلى في إقرار موضوع الدعم الزراعي، ليس في محله لإن هؤلاء لم يقبلوا أصلا بمناقشة جدول الاعمال كي يعترضوا على آلية البحث. وتوقعت أن تمضي الايام الفاصلة عن جلسة الخميس من دون تطورات إستثنائية، على أن يجتمع سلام في اليومين المقبلين مع وفد من “اللقاء التشاوري” ثم مع وفد من قيادة حزب “الكتائب” للتشاور في التطورات.

–          شدّد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ”اللواء” على أن سلام مصمّم على الاستمرار في عقد جلسة مجلس الوزراء، مشيراً إلى أنه لو لم يكن مصمّماً على وقف تعطيل الحكومة لما كان دعا إلى الجلسة. وتوقع أن تكون هذه الجلسة منتجة بالحد الأدنى، وضمن الحدود المعقولة اللازمة للبنود المطروحة على جدول الأعمال والتي لا تحتمل التأجيل. ورفض درباس التهديد بالنزول إلى الشارع، مشيراً إلى أن كل القوى لديها شارعها، وفي ظل الظروف التي يعيشها لبنان اليوم لا يمكن استخدام هذا الاسلوب، لافتاً إلى أن الدخول في لعبة حقوق المسيحيين قد يؤدي إلى دخول الآخرين في لعبة حقوق الطوائف الأخرى.

السابق
لقاءات «المستقبل» في جدة تحضيراً لإفطارات 12 تموز
التالي
«التيار الوطني» يتحضر للعبة الشارع