تمدد «حزب الله» 2: تلال ومجمعات «تأكل» الخط الساحلي

الشوف
بعدما تبيّن لحزب الله في أحداث السابع من أيار أنّ الخط الساحلي الذي يربط بين الضاحية الجنوبية والجنوب اللبناني خارج سيطرته، هذا الخط الذي يمكن أن يعرقل مخططه التوسعي، راح يشتري عقارات في مواقع استراتيجية مهمة تساعده في بسط نفوذه على طول الساحل. عقارات تشرف على البلدات المحاذية للساحل لصد أي هجوم محتمل لمخططه التوسعي المدعوم من ايران.

خلال أحداث 7 أيار 2008 وعلى الرغم من تمكن حزب الله من السيطرة على بلدة عرمون ذات الأغلبية السكانية السنية والدرزية، إلاّ أنّ الحزب تعرّض لمواجهة شعبية من أبناء البلدات المشرفة على الخط الساحلي الجنوبي، فنزل أبناء الناعمة وإقليم الخروب وصيدا وقطعوا طريق الساحل التي تربط بيروت بالجنوب، إحتجاجاً على اجتياح بيروت وحماية لمناطقهم من غدر الحزب.

إثر انتهاء أحداث 7 أيار ضخّ «حزب الله» الأموال لتنفيذ مشروعه الهادف الى السيطرة على الخط الساحلي جنوب بيروت. عمل على تعزيز دور «سرايا المقاومة» وتوسيعها من خلال رصد الشبان السنة العاطلين عن العمل والتغرير بهم بالمال والسلاح والحماية، لكي يكونوا على جهوزية تامة عند اللزوم. إضافةً إلى شرائه العقارات من قبل متمولين شيعة وبنائه مجمعات سكنية يقطنها شيعة تابعون له على طول الخط الساحلي.

مشروع حزب الله التوسعي في مداخل الشوف وعلى طول الخط الجنوبي لم يخلُ من الإستفزازات من قبل عناصر «سرايا المقاومة»

مشروع حزب الله التوسعي في مداخل الشوف وعلى طول الخط الجنوبي لم يخلُ من الإستفزازات من قبل عناصر «سرايا المقاومة». فقد شهدت بلدة عرمون عام 2010 توترات على خلفية ممارسات عناصر «سرايا المقاومة» عبر تعليق شعارات وصور ولافتات على مداخل البلدة الرئيسية، وأبرزها تعليق لافتة كبيرة للأمين العام السيد حسن نصرالله والحاج رضوان، عماد مغنية، كتب عليها «انتم اشرف الناس واطهر الناس»، ما استدعى استنفاراً من أهالي البلدة الذين تساءلوا عن هدف حزب الله من هذه الممارسات.

اقرأ أيضاً: تمدّد «حزب الله» (1): موقع السعديات من مخطط إيران الإمبراطوري‎

وازداد خوف الأهالي من «مساعي حزب الله لتغيير هوية المنطقة ووجودها عبر شراء الاراضي، وبناء المجمعات السكنية الضخمة، واغراق الطرقات بالشعارات تمهيداً لتغيير ديموغرافي ممنهج»، بحسب احد وجهائها.

كما في السنوات الخمس الأخيرة، تمللك حزب الله شققا سكنية في خلدة والناعمة وجدرا. بنى مجمّع «المصطفى» في الجيّة. وهو أكبر المجمعات التابعة لحزب الله على خط الساحل. وبنى مجمعا سكنيا في السعديات استحدثه قبل ثلاث سنوات. وهي بلدة ينتمي معظم أهلها للطائفة السنية.

ظاهرة شراء العقارات على تلال استراتيجية على الخط الساحلي لتأمين طريق بيروت – الجنوب، ومحاصرة مداخل الشوف، تزيد قلق أبناء هذه المناطق

هناك أيضا مجمّع «البحار» في وادي الزينة، وهو مجمع ضخم يقع على مدخل إقليم الخروب ذات الأغلبية السنية. واشترى متموّلون تابعون لحزب الله قطعة أرض ضخمة تقع في بلدة «الدلهمية» التابعة عقاريا لبلدة الدبيّة في اقليم الخروب وتبلغ مساحتها ثلاثة ملايين وخمسمائة الف متر مربع. وتعتبر الدبّية من أكبر البلدات المسيحية في إقليم الخروب وتتميز بموقع استراتيجي مميّز، فهي من جهة تلامس طريق الشوف، ومن جهة ثانية تتحكم بمفاصل الاقليم، كما انها تشرف على الطريق الساحلية الى الجنوب من الناعمة وحتى الرميلة.

السعديات
في السعديات

ظاهرة شراء العقارات على تلال استراتيجية تقع على الخط الساحلي لتأمين طريق بيروت – الجنوب، ومحاصرة مداخل الشوف يزيد قلق أبناء هذه المناطق بسبب ممارسات حزب الله الذي يتغلغل في قراهم وبلداتهم «من دون حسيب ولا رقيب» بحسب تعبير أحد أبناء المنطقة.

وهو أضاف في حديث لـ«جنوبية»: «هذه المجمّعات السكنية يبدو ظاهرها تجاريا إلاّ أنّ شققها لا يقطنها إلاّ الشيعة المحسوبين على حزب الله، تتضمن مخازن أسلحة ومكاتب تستخدم لاستقبال طلبات لتجنيد الشباب في صفوف سرايا المقاومة».

وختم المصدر: «حزب الله بات يشكل خطراً كبيراً على أبناء الشوف والجبل، فهو عاد ليوجّه سلاحه الى الداخل اللبناني. وما حدث في السعديات ما هو إلاّ حلقة صغيرة من سلسلة طويلة يحضّر لها حزب الله في بلداتنا».

يتبع

السابق
إخماد حريق شب في سيارة وامتد إلى حديقة في صربا
التالي
بالفيديو: الفنانة الوحيدة التي أفسدت مقلب رامز جلال