اوروبا ما بين التشدد والترقب تجاه اثينا بعد الاستفتاء

يبدأ قادة الاتحاد الاوروبي الاثنين مشاورات مكثفة لتقييم انعكاسات الرفض الواضح لليونانيين عبر استفتاء لخطة الدائنين ولاعداد استراتيجية للمستقبل.
وبعد فوز “لا” بنسبة 61,31 بالمئة في استفتاء الاحد وفق النتائج النهائية، يسود الغموض مسالة بقاء اليونان في منطقة اليورو.
ومساء الاحد بدت المانيا من جهة وفرنسا وايطاليا من جهة اخرى غير متفقين على كيفية الرد على هذه النتيجة، وتظاهرت اثينا بعدم وجود اي مشكلة تعيق عودتها للتفاوض بداية من الاثنين.

بريطانيا

خذت الحكومة البريطانية علما الاثنين بـ”الرأي الحاسم” الذي عبر عنه اليونانيون برفضهم خطط الدائنين في استفتاء امس الاحد، مؤكدة انها “ستفعل كل ما هو ضروري لحماية” اقتصادها، كما قال متحدث باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
وقال المتحدث “انها لحظة حرجة في الازمة الاقتصادية اليونانية. وسنواصل القيام بكل ما هو ضروري لحماية امننا الاقتصادي في هذه المرحلة الغامضة، وقد وضعنا خططا طارئة”، موضحا ان رئيس الوزراء سيرأس صباح الاثنين اجتماعا “لمراجعة هذه الخطط على ضوء نتيجة امس” في الاستفتاء اليوناني.

 

المانيا وفرنسا 
ابدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حذرا في رد فعلهما الاولي فاكدا انهما “متفقان على وجوب احترام تصويت المواطنين اليونانيين”.
ودعا الزعيمان الى قمة لمنطقة اليورو الثلاثاء في بيان صادر عن مكتب ميركل. وقد اكد رئيس مجلس اوروبا دونالد تاسك انعقاد القمة.
كما اعلنت المفوضية الاوروبية انها “تحترم” نتيجة الاستفتاء في اليونان.
غير ان وزير الاقتصاد الالماني سيغمار غابريال رد بطريقة حادة، مؤكدا انه بات من “الصعب تصور” اجراء مفاوضات جديدة مع اثينا.
واعتبر غابريال في مقابلة مع صحيفة تاغس شبيغل الاثنين، ان رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس “قطع آخر الجسور” بين بلاده واوروبا.
ورأى رئيس مجموعة الاورو “يوروغروب” يروين ديسلبلوم ان نتيجة الاستفتاء “مؤسفة جدا لمستقبل اليونان”.
واكد في بيان “من اجل انتعاش الاقتصاد اليوناني، لا بد من اتخاذ تدابير صعبة واجراء اصلاحات. سوف ننتظر الان مبادرات السلطات اليونانية”.
واكد وزير المال السلوفاكي بيتر كازيمير الذي دائما ما يوجه انتقادات الى اثينا، ان خروج اليونان من منطقة اليورو بات “سيناريو واقعيا”.
وقال رئيس الوزراء الفنلندي يوها سيبيلا ان “اليونانيين اختاروا عبر هذا الاستفتاء طريقا يحيط به الغموض لبناء مستقبلهم”.
لكن النبرة في روما كانت توافقية اذ اكد وزير الخارجية باولو جنتيلوني ان على الاوروبيين “معاودة البحث عن اتفاق” للخروج من “المتاهة اليونانية”.
وقال وزير المال النمساوي هانس-يورغ شيلينغ ان نتيجة الاستفتاء “مخيبة للامال” لكن من الضروري “القبول بها”.
واكد وزير المال البلجيكي يوهان فان اوفرفلت ايضا ان “علينا ان نرى ما سيكون عليه موقف الحكومة اليونانية في المفاوضات” في المستقبل. واضاف ان المفاوضات المقبلة “لا يمكن في اي حال من الاحوال ان تعرض للخطر مستقبل الاتحاد النقدي”.
وفي لشبونة، دعا الحزب الاجتماعي الديموقراطي الحاكم (وسط يمين) الى التوفيق بين “التطلعات المشروعة لليونانيين” و”احترام قواعد الاتحاد النقدي”.
لكن بابلو ايغليسياس رئيس حزب بوديموس الاسباني اليساري المعارض لليبرالية، رحب بانتصار ال”لا” في اليوناني، معتبرا ان “الديموقراطية انتصرت في اليونان”.
وقال رافايل مايورال المسؤول الاخر في حزب بوديموس، متحدثا من اليونان، ان “الفرح يملأ مقر سيريزا” حزب رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس.
وفي المقابل “رحب” زعيم حزب يوكيب اليميني البريطاني المعارض لاوروبا نايجل فاراج بالاستفتاء اليوناني، واكد ان “المشروع الاوروبي في طريقه الى الزوال”.
ورحبت رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبن ب “درس رائع وكبير في الديموقراطية”.
وقالت “انها لا للحرية، تمرد على الاملاءات الاوروبية التي تريد فرض العملة الموحدة بأي ثمن، عبر التقشف اللاانساني وغير المنتج”.
وقال نائب لوزير الاقتصاد الروسي اليكسي ليخاتشيف الذي دعمت بلاده قرار تسيبراس اجراء هذا الاستفتاء، ان اثينا قامت “بخطوة نحو الخروج من منطقة اليورو”.
لكنه اضاف انه من المبكر القول ما اذا كانت اليونان “ستمضي حتى النهاية في هذا الطريق”.
من جانبه، اعتبر كونستانتين كوساتشيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، ان هذه النتائج الاولى تؤكد “الثقة الكبيرة” للشعب اليوناني بحكومة تسيبراس.

(ا ف ب)

السابق
اعتداءات تشوّه أجمل غابات عكار
التالي
بشرى البستانيّ: أطمح إلى نص يتجاوز النسبة إلى رجل أو امرأة