«الديار»: الصراع انتقل من شيعي ــ سني الى ماروني ــ سني

التيار الوطني الحر وتيار المستقبل

قالت “الديار” إن الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط نجحا في تحويل الصراع بين شيعي – سني الى ماروني – سني. هذا التحالف القديم – الجديد بين بري وجنبلاط ليس مستغرباً، ففي كل مفصل سياسي او كل استحقاق سياسي، نرى الرجلين يتناغمان في مواقفهما الى حد التلاحم. وهذا ما حصل مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في معركة وجودية يخوضها عون، لاسترداد حقوق المسيحيين واعادة صلاحيات رئاسة الجمهورية المغتصبة منذ اتفاق الطائف، واخراج المسيحيين من التهميش المقصود، وطريقة التعاطي معهم في مؤسسات الدولة، بحيث تبين بوضوح ان “الشراكة” في البلاد غير محترمة.

وفي ظل هذا التهميش المتعمد، وهذا التعاطي الفوقي واللامسؤول معهم، يتجه المسيحيون، وفق “الديار”، نحو الفيدرالية التي يريدها عون، وقد ينضم اليها رئيس حزب “القوات” الدكتور سمير جعجع ورئيس الكتائب سامي الجميل الذي يتبنى الفيدرالية الى اقصى حد.

وأكدت مصادر مطلعة على حراك “المستقبل” لـ”الديار” ان التيار محرج امام جمهوره وحلفائه معاً، بعدما رفع عون سقف مواقفه، فهو لا يستطيع ان يتخلّى عن القوى المسيحية في “14 آذار” ولا يتحمل انتكاسة معنوية امام من يمثلهم. وتشير المصادر الى مواجهة قاسية يخوضها المستقبل على الساحة السنية خصوصاً بعد ان اثبتت الاستحقاقات الاخيرة ان هناك منافسين له قادرين على اثبات نفسهم سنياً.

واعتبرت “الديار” أن تحالف بري وجنبلاط ضد عون، إنضم اليه الرئيس سعد الحريري اذ استدعى امس اعضاء كتلته النيابية واركان حزبه وطلب منهم التمسك بصلاحيات رئيس الحكومة ودعم سلام واوصاهم بـ”كسر” العماد عون، كما لفتت إلى ان الزيارات هدفها الاول تعزيز صلاحيات رئيس الحكومة وعدم التفريط بها مهما كلف الثمن.

كتب جوني منير في “الجمهورية”: ترتيب المسرح تحضيراً للتسوية

انزعاج الحريري من نتائج زيارة سلام الى مصر خصوصاً الى السعودية باتت مسألة معروفة ومتداوَلة في الاوساط. ذلك أنّ القيادة السعودية الجديدة والتي أضحت علاقة الحريري بها طبيعية بعدما كانت استثنائية، تبدو مرتاحة لسلوك سلام الذي يحظى في الوقت عينه بإشادة اميركية. وفي الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء وقف سلام وحده في مواجهة باسيل وبو صعب ما جعله يخرج عن أسلوبه المرن والصورة التي اشتهر بها. وهناك مَن يرى أنّ تصاعد الصراع مع عون سيدفع الاخير لوضع فيتو على عودة الحريري الى رئاسة الحكومة انتقاماً له كونه زعيم «المستقبل»، لكنّ عون تحدّث إيجاباً عن «نوايا» الحريري موجِّهاً اتهامه الى غيره. الصراع الحكومي الذي سيأخذ منحىً تصاعدياً هذا الاسبوع يُمهّد لانفجار سياسي يأمل البعض أن يفتح ابوابَ التسوية، كما أنه يخفي في طيّاته حرباً صامتة على رئاسة الحكومة المقبلة، فيما يأمل عون باندفاعه الى الامام الى هزّ اتفاق الطائف طالما الرئاسة ممنوعة عليه، والذهاب الى صياغة الجمهورية الثالثة وهو شريك اساسي على الطاولة مستنداً ربما الى دعم «حزب الله» الطامح للمؤتمر التأسيسي. لكن في مصالح الدول الكبرى تبدو الحسابات أشدّ تعقيداً وفوق التفاصيل الصغيرة، ولبنان في هذه الحال تفصيل صغير قياساً الى ملفات المنطقة الهائلة. وبالمناسبة لا بدَّ من قراءة موقف الرئيس نبيه برّي بتأنٍّ وتمهّل وما إذا كان قادراً على السير بسياسته هذه من دون اعتراض «حزب الله» على الأقل.

السابق
«الأخبار»: الأزمة بين «التيار» و«المستقبل» أمام حائط مسدود
التالي
«otv» تشن هجوماً عنيفاً على «المستقبل» والأخيرة ترد