«الأخبار»: الأزمة بين «التيار» و«المستقبل» أمام حائط مسدود

التيار الوطني الحر وتيار المستقبل

وصلت الأزمة بين “التيار الوطني الحر” من جهة، وتيار “المستقبل” من جهة أخرى، وفق “الأخبار”، إلى حائط مسدود. يصرّ التيار البرتقالي على “استعادة الحقوق”، فيما غريمه يريد “كسر” الجنرال ميشال عون، لكن من دون أن يعلن ذلك. لا مبادرات لحل الازمة؛ تراجع عون يعني انكساراً، وتلبية مطالبه تعني انكساراً أيضاً لـ”المستقبل”. أما التعادل بينهما، فيعني تعطيل مجلس الوزراء، في ظل جمود باقي المؤسسات، وفراغ رئاسة الجمهورية، ووضع الملف اللبناني على الرف الإقليمي والدولي.

آخر مبادرة فاشلة كانت تتضمن، بحسب “الأخبار”، اقتراحاً من تيار “المستقبل” بترقية قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز إلى رتبة لواء، ما يمنحه سنة إضافية قبل إحالته على التقاعد. “المستقبل” أراد “رشوة” عون من خلال القول إن هذا الاقتراح يؤجّل الاشتباك، ويمنح مرشح “الجنرال” إلى قيادة الجيش فرصة لخلافة العماد جان قهوجي مستقبلاً، لكن عون رفض هذه المبادرة لعدة أسباب:

–          أوّلها أنه نمي إليه أن تيار “المستقبل” وبعض حلفائه بدأوا يعدّون العدة لطرح اسم قهوجي كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية.

–          ثانيها أن زعيم “التيار” لم يعد ينظر إلى المعركة اليوم على أنها معركة تعيينات، بل معركة تهدف إلى “استعادة حقوق المسيحيين”.

وذكرت “الأخبار” أن عون بتجربة التمديد للمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، حين زاره وزير الداخلية نهاد المشنوق، فقال له عون: فلنطبّق القانون، وليخلف بصبوص الأعلى رتبة في الامن الداخلي، وكذلك في الجيش، فليرحل قهوجي بعد انتهاء ولايته الممددة، ولنتفق بعدها على اللذين سيخلفان الاثنين. لكن عون فوجئ بالضرب باقتراحه عرض الحائط، وبصدور قرار التمديد لبصبوص سنتين، والتوجه لتكرار الامر نفسه مع قهوجي، من دون الأخذ في الاعتبار رأي “الشريك المسيحي”.

الخطوة التالية، بحسب مقربين من الرابية لـ”الأخبار”، سيُحددها أداء “المستقبل” في جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل. ففي حال قرر التيار الأزرق “دفع الرئيس تمام سلام إلى التصرف كما لو أنه رئيس للجمهورية، فإننا سنقف له بالمرصاد. والخلاف لن يبقى داخل مجلس الوزراء، بل سينتقل إلى الشارع”.

وقال وزير مستقبلي لـ”الأخبار” إنه “لا مانع من التواصل مع العماد عون من حيث المبدأ، لكننا لا نملك شيئاً نقدّمه له”. وقال: “لقد وصل عون إلى نقطة لا يُمكنه التراجع عنها، لكننا لا نستطيع أن ندمر البلد لأجل موقع من هنا أو هناك”، لافتاً إلى أن “الاجتماعات التي سيعقدها الرئيس سعد الحريري في الرياض ستحدد سقف إدارة المعركة مع عون”.

 

محمد شقير في “الحياة”: عون يفرّط بأوراقه الرئاسية ويطيح حواره مع “المستقبل”

 

.. تؤكد مصادر مواكبة للاستعدادات الجارية من جانب «التيار الوطني الحر» لاستطلاع الرأي بأن عون يريد أن يعيد الاعتبار للمشروع الأرثوذكسي الذي يقترح قيام كل طائفة بانتخاب ممثليها في البرلمان أو يعود لها الحق في أن يحصر فيها هذا الاستطلاع.. ترى المصادر أن احتجاجات عون على الحكومة وإصراره على تجييش المسيحيين أو فريق منهم ضدها، وبالتالي استقوائه بنتائج الاستطلاع الذي سيجريه، لن تؤدي إلى خلق واقع سياسي جديد، وتعزو السبب إلى أن هذه النتائج لن تصرف في مكان، لا سيما أنها معروفة سلفاً وستعطي الأولوية لـ «الجنرال» على أن يحل بعده رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مع أن لا علاقة له به. لذلك، لن يحمل استطلاع الرأي أي مفاجأة يمكن أن يوظفها عون في تحسين شروطه لخوض انتخابات الرئاسة من جهة، ولتعيين صهره العميد روكز قائداً للجيش من جهة ثانية، ويمكن أن يعيد علاقته كما تقول المصادر – بتيار «المستقبل» إلى المربع الأول، أي إلى ما كانت عليه قبل بدء الحوار بينهما. وتضيف: أن عون بتحريضه على الشريك الآخر في الحكومة والمقصود به رئيسها والداعمين له وأولهم «المستقبل» سيجد نفسه خاسراً من دون أن يعوض عن خسارته في مكان آخر رغم أن «المستقبل» لن يدخل معه في سجال لأنه ليس في وارد أن يقدم له «خدمة مجانية» يسعى إليها ليدرجها كبند أساسي في حملته تحضيراً لاستطلاع الرأي..

 

شارل جبور في “الجمهورية”: لمبادرة باتجاه عون

يصعب توقّع المدى الذي يمكن أن يبلغه التصعيد السياسي الذي بدأه عون بعد إسقاط آليّة العمل الحكومي والدعوة الى جلسة جديدة لمجلس الوزراء، وبالتالي مَن الأجدى المبادرة باتجاهه، ليس على قاعدة الخضوع للابتزاز، إنما لتجنيب البلد الانزلاق نحو الأسوأ لا يفترض التعامل مع التصعيد العوني باستسهال واستِلشاء وخفّة، على قاعدة انه غير مؤثّر في ظلّ توافق السنّة والشيعة على التبريد، لأنه يصعب تقدير الاتجاهات التي يمكن أن تسلكها الدينامية التصعيدية، والتي بالحد الأدنى ستُعيد تعبئة المسيحيين ضد النظام والطائف في مرحلة تشهد إعادة نظر في الأنظمة القائمة ومَيل مسيحي، يتوسّع تدريجاً، نحو التغيير باتجاه اللامركزية السياسية الموسّعة التي باتت تشكّل المشترَك، بشكل أو بآخر، بينَ معظم القوى المسيحية. ولا يفترض أيضاً حَشر عون بين الرضوخ للأمر الواقع وبين عدم الاكتراث لمواقفه، لأنه سيندفع إلى الأمام ومن دون تخطيط مُسبق مُتكئاً على الفِعل ورد الفعل لكسر الستاتيكو القائم، كونه لن يقبل بالاستسلام للأمر الواقع. ولا مصلحة هنا لتيار «المستقبل» بإعادة إحياء التعبئة داخل جزء واسع من الشارع المسيحي ضد السنية السياسية ورَميها في أحضان الشيعية السياسية، خصوصاً أنّ الحوار بين “التيار” و”المستقبل”، عشيّة تأليف الحكومة وما بعدها، كان قد أوحى بإقفال الصفحة الخلافية بينهما.. المطلوب ترحيل الصدام السياسي، ولَو مؤقتاً، وذلك من خلال خطوتين متلازمتين: الخطوة الأولى، تأجيل اجتماع مجلس الوزراء الخميس المقبل إلى موعد لاحق، وهذا التأجيل كفيل بفَكّ صاعق التفجير السياسي الذي لَوّحَ به عون. الخطوة الثانية، الدخول في حوار رسمي مع عون في محاولة للوصول الى تسوية في الملفين الرئاسي والعسكري من خلال طرح كل الأفكار والمخارج اللازمة..

السابق
«التيار الوطني» يتحضر للعبة الشارع
التالي
«الديار»: الصراع انتقل من شيعي ــ سني الى ماروني ــ سني