الراعي : «الاستطلاع» خطوة غير دستورية تحتاج إلى موافقة النواب الموارنة الحكومة تعود الخميس: «أضرب الحديد وهو حامي»

كتبت صحيفة “المستقبل” تقول : يبدو “الانفجار” العوني الموعود سيبقى في المرحلة الراهنة منزوع الصواعق بعدما سارع “حزب الله” الذي يشكل رافعة الارتكاز المحورية لأجندة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب ميشال عون إلى النأي بنفسه عن فتائل التفجير الحكومي من خلال تأكيده أمس على لسان نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم “الحرص على استمرار الحكومة”، في وقت تتواصل على جبهة “الرابية” حملات التجييش الطائفي وخطابات التصعيد والوعيد بتفجير الوضع الحكومي واستخدام “القوة والشارع” رداً على كسر مجلس الوزراء قيود التعطيل لصالح دعم تصدير المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية. أما على مستوى الأغلب الأعمّ من الخارطة الوطنية فقد قوبل هذا القرار بارتياح شعبي عارم وترحيب سياسي وروحي بـ”عودة الروح” إلى الجسد الحكومي مثلما عبّر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان باعتبارها عودة محمودة تعكس “دليل عافية”. وعلى قاعدة “أضرب الحديد وهو حامي” وفق توصيف مصادر حكومية لـ”المستقبل” أتبع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام قراره بالانحياز إلى مصلحة الدولة ومواطنيها بدعوة المجلس إلى الانعقاد مجدداً الخميس المقبل “لاستكمال البحث في بنود جدول الأعمال” المتضمّنة شؤوناً مالية وإدارية عالقة منذ تكبيل عجلات الانتاجية في المؤسسة التنفيذية.

وأوضحت أوساط سلام لـ”المستقبل” أنّ دعوة الحكومة إلى الانعقاد إنما هي “خطوة طبيعية من منطلق أنّ عجلة الدولة لا بد أن تستعيد دورانها لتسيير شؤون الناس، وباعتبار أنه من غير الطبيعي ومن غير المقبول الاستمرار في تعطيل مصالح البلد لأسباب ومصالح فئوية”، مشددةً في الوقت عينه على وجوب عدم وضع دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد في إطار “التحدي سيّما وأنّ ذلك ليس من طباع الرئيس سلام”.

ورداً على سؤال، لفتت أوساط سلام إلى أن حكومته هي “حكومة ائتلافية تجمع الأضداد في السياسة ما يستوجب تجنب الخوض في أي مواضيع خلافية بشكل لا يؤدي إلى تكبيل العمل الحكومي وتعطيل البلد”، وأردفت: “تماماً كما حصل عند اقتراح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تعيين العميد عماد عثمان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي، إذ تمّت تنحية هذا الموضوع جانباً حين لم يحظَ بالتوافق اللازم لإقراره في مجلس الوزراء”.

الراعي
تزامناً، وبينما لا يزال “الاستطلاع” المطروح على الساحة المسيحية لتحديد الأحجام السياسية بهدف غربلة وحصر المرشحين لرئاسة الجمهورية بالأقوى على مستوى التمثيل الشعبي المسيحي مثلما يقترح كل من عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، استطلعت “المستقبل” رأي البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي حيال الاستطلاع المقترح، فقال: “عندما زارني النائب ابراهيم كنعان و(رئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات) ملحم رياشي لسؤالي عن الأمر أجبتهما بأنّ هذه الخطوة هي غير دستورية وتحتاج إلى موافقة النواب الموارنة، وأنا شخصياً لا أمانع حصولها إذا وافقوا عليها”.
وأضاف الراعي أنه قال لكنعان ورياشي “إذا كانت ثمة موافقة من النواب الموارنة بدايةً على إجراء مثل هذا الاستطلاع فإني مستعد لدعوتهم إلى بكركي لمناقشة الأمر لكنني لم أتلقَّ حتى الساعة جواباً منهما على الموضوع”.

المشنوق
في المواقف السياسية، برز أمس الخطاب الذي ألقاه وزير الداخلية خلال تمثيله الرئيس سعد الحريري في حفل إفطار جمعية اتحاد العائلات البيروتية في مجمع البيال، حيث شدد المشنوق على أنّ “هناك الكثير مما يجب فعله بالعقل والحكمة والوعي وسط الحرائق المحيطة بنا من كل حدب وصوب بفضل المشروع الإيراني (…) وبسبب تدخل ميليشيات مذهبية فاعلة في هذا المشروع”، جازماً في المقابل بأنّ “القمر العربي في بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء سينتصر على الهلال الإيراني مهما طال الزمن ومن يعش ير”.

وإذ توجّه إلى الحاضرين بالقول: “نحن القابضون على الجمر، وأولنا الرئيس الحريري وجمهوره، ما يئسنا ولا مللنا ولا كفرنا بالوطن ولا بالمواطنة”، لفت المشنوق غامزاً من قناة الرئيس نجيب ميقاتي إلى أنّ “أحد مدعي المسؤولية والحرص على الطائفة السنية لا يستطيع الهروب من تاريخه إلا بتزوير تاريخ الآخرين” مشيراً إلى أنّ “المال “الهاتفي” لصاحب لقب الدولة شريك في كل نقطة دم تسقط في سوريا”، وأوضح أنه “اضطرّ إلى الدخول في هذا الجانب السياسي لأنّ منتحل الصفة يقود حملة منظمة تحت عنوان الحرص على السجناء في رومية”، متقدماً في المقابل باعتذار “باسمه وباسم قوى الأمن الداخلي من أهالي الموقوفين الإسلاميين” على خلفية حادثة سجن رومية مع تعهّده بأنّ هذه الحادثة “لن تمرّ بغير العقاب الذي يستحقه مرتكبوه”.

السابق
أوساط سلام : لا يخضع للتهديدات والجلسة الخميس ومن يعترض سنسجل اعتراضه
التالي
عون يعود إلى الشعب لـ«استعادة الحقوق»