هكذا يتغلغل حزب الله في مجدل عنجر وبرالياس والسعديات

حزب الله
يتساءل المطّلعون على ملف "الحرب السورية وتدخل حزب الله" فيها إذا كان حزب الله سيعود إلى لبنان فارغ اليدين.. فبعد مشاهد الحوادث المتنقلة في لبنان من بطولة "سرايا المقاومة" ومحاولات تأجيج الشارع السني ودفعه نحو التطرف، يخطر على باله التساؤل التالي: هل نقل حزب الله مهمّة بندقيته منالحرب على الشعب السوري ليعيد تصويبها مجددا نحو الداخل اللبناني؟ وهل من 7 أيار جديد كما هدّدت جريدة الفتنة، "الأخبار"، أمس؟

عمل حزب االله منذ وقت طويل على تأسيس ما يسمّى بـ“سرايا المقاومة” إلى جانب جيشه الشيعي الكبير. وهو تكتيك يمتدّ فيه ويتسرّب الى مجتمعات الطوائف اللبنانية الأخرى ومناطق وجودها. وهكذا يصبح لحزب الله عيون وآذان من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال.

أصبح واضحا توسع رقعة سرايا المقاومة في المناطق السنية وتجنيد البعض منهم تحت مغريات مادية

وفي وقت ينغمس حزب الله في حربه السورية، يترك الساحة اللبنانية لقوّة بديلة شكّلها بنفسه للعبث بالأمن والاستقرار، وخلق انقسامات خطيرة وصلت الى حد الإحتراب الداخلي مجدداً. وليست مصادفة أن تتوالى في الأيام الأخيرة هذه الحوادث المتنقلة في لبنان من عدشيت إلى السعديات والبسطة. وليست مصادفة أيضًا أن تتساءل بعدها جريدة الأخبار التابعة لحزب الله عن موعد 7 أيار الجديد.

فحزب الله صوّب بندقيته نحو الداخل بواسطة سراياه، خصوصاً على الساحة السنية، لتفجيرها منذ تسريب فيديوهات سجن رومية. وهذا المشروع الذي عمل عليه حزب الله بدأ يترجم عمليًا على أرض الواقع عن طريق تأسيس حاضنة له في الساحة السنية، وأصبح واضحاً توسّع رقعة سرايا حزب الله غير الشيعية في المناطق السنية وتجنيد البعض منهم تحت مغريات مادية.

حضور مسلح لحزب الله في مجدل عنجر بالبقاع الغربي عاصمة العصبية السنية والتي تعتبر “عرسال” الثانية في البقاع

ولا شك ان هذه محاولة من حزب الله  لدس الحقد، ودفع البيئة السنية نحو التطرف، من خلال اختلاق دور ووجود له في المناطق السنية كما جرى في السعديات حين افتتحت سراياه مصلى راح يفرض بمكبّرات الصور شعاراته المذهبية… وكلها محاولات استفزازية تبشر باقتتال جديد.

 

كذلك في بلدة سعدنايل الواقعة في البقاع الأوسط عمل “حزب الله” بواسطة سراياه على خداع واستقطاب بعض أبناء البلدة وضمّهم إلى صفوفه وإخضاعهم إلى دورات تدريبية مكثفة. وكانت “جنوبية” قد أعدّت  تقريرا مفصلا عنه وحذرت من امتداد هذه المنظومة نحو البقاع.

هذا الامتداد يتوسّع يوماً بعد يوم وتتضاعف مخاطره، بحيث أصبح هناك في قرى بقاعية أساسية حضور مسلح لحزب الله أهمّها مجدل عنجر، عاصمة العصبية السنية التي تعتبر “عرسال” الثانية. هناك تستقطب السرايا الشباب العاطلين عن العمل، وكذلك يستغلّ حزب الله حاجة بعض الشباب المالي، الذين خرجوا من تيار المستقبل لعدم حصولهم على مستحقاتهم المادية.

الوجود المسلّح لحزب الله في المناطق السنية وان لم يظهر بشكل علني كون هذه المناطق لها حسابات خاصة، الا أنّه واضح ويمكن لأهل القرى الشعور به والتدليل عليه. فشبّان حزب الله باتوا موجودون على هيئة “سرايا” نجحت بخرق الشارع السني أكثر خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد تشكيل الحكومة واعتكاف “المستقبل” عن تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والمالية، قبل 6 سنوات.

عدد من الموقوفين السنة بقضايا غير ارهابية أخذوا حماية داخل السجن من حزب الله واخرجهم لقاء انتمائهم إلى سرايا المقاومة

أيضاً في منطقة  برالياس يتم  تجنيد أعداد كبير من الفلسطينيين ومن قدامى الحزب القومي السوري بواسطة الشيخ أحمد القطان. وبحسب مصدر خاص من أهالي البلدة أنّ الأهالي لا يريدون التحرّك ضدّ هذه السرايا تفادياً للاقتتال الداخلي والعائلي بين أبناء البلدة الواحدة. كذلك تشهد منطقة سهل البقاع، المؤلّفة من 60 إلى 70 ألف سنّي، أعمالا لحزب الله هدفها السيطرة عليها من خلال التمويل والتسليح واستمالة عائلات كاملة ضدّ سياسة الرئيس سعد الحريري وموالاته.

هذا في المناطق البقاعية، أمّا في سجن رومية فتسربت معلومات أن عدداً من الموقوفين السنّة بقضايا غير إرهابية، أخذوا حماية داخل السجن من حزب الله ووعود بإخراجهم لقاء انتمائهم إلى سرايا المقاومة.

 

اذاً، مخطط حزب الله الأول يكمن في ايجاد حاضنة شعبية له داخل الطائفة السنية بأيّ ثمن، وخلق الفتنة السنية – السنية مجددا، كما كان الحال في المناطق السنية الساخنة قبل تشكلي الحكومة، حين كانت المعارك متنقلة من البقاع إلى طرابلس (25 جولة) وصيدا (الشيخ أحمد الأسير) وبيروت وعرمون (شاكر البرجاوي). فاستفزاز البيئة السنية سيسترجع ذكرى يوم 7 أيار “المجيد”، الذي لم يستطع خلاله تيار المستقبل أن يحمي جمهوره وطائفته من سلاح حزب الله. سلاح تحوّل من الدفاع عن الجنوب إلى احتلال بيروت، ثم إلى احتلال حمص والقصير والقلمون، واليوم إلى مناطق سنيّة جديدة.. كلّ هذا لا تداعيات أكثر بروزا له من أنّه يدفع بالساحة السنيةنحو التطرّف والإرهاب في غياب الدور الفاعل لتيار المستقبل ولمرجعيته الإقليمية عن الساحة اللبنانية.

 

حزب الله

السابق
#الخطة_الأمنية والحروب المتنقّلة
التالي
عماد الحوت عن إفطار «الجماعة» بالضاحية: قلنا لحزب الله إنّه خطر في وجهه