ميشال عون… مصيبة

كأنه مكتوب على لبنان ألاّ يرتاح، فلا تكفينا إسرائيل،

ولا يكفينا «حزب الله»،

ولا تكفينا المشاكل السورية،

كان ينقصنا ألاّ نتفق على رئيس للجمهورية، شيء لا يصدّق أنّ الموارنة غير قادرين على التوصل الى تفاهم على رئيس.

وكأن التاريخ يعيد نفسه هنا: فكما حدث آخر أيام أمين الجميّل في الحكم، عندما كلف ميشال عون رئاسة الحكومة الإنتقالية وقد استقال منها المسلمون وبقيت حكومة اللون الواحد.

ويتذكر اللبنانيون المهرجانات التي كان يقيمها في قصر بعبدا، وكانوا يوفدون العسكر الى المدارس لنقل التلامذة الى باحة القصر الخارجية، وكان هؤلاء يسرّون لأنهم في «عطلة».

وللتذكير أيضاً، فإنّه تعذّر التفاهم مع ميشال عون بالرغم من العروض كلها التي قدّمت إليه… وكان يريد عرضاً وحيداً: أن يكون رئيساً للجمهورية.

واليوم يعيد التاريخ نفسه:

لا يسمح بأن تمشي الدولة

ولا يسمح بأن تحل مشاكل الناس وتيسّر قضاياهم.

يكون رئيساً أو يتعطل كل شيء تحت شعار: أنا! وإلاّ لن يكون هناك رئيس للجمهورية… لأنه لم يعد يوجد مسيحي ماروني واحد يصلح للموقع إلاّ ميشال عون.

هنا ينطبق المثل الشعبي: خلّفته والدته… وكسرت القالب؟

لم يمر في تاريخ لبنان شخص عنيد مثل ميشال عون، وللتذكير فقط:

هل ميشال عون أهم من كميل شمعون؟

هل هو أهم من بيار الجميّل؟

هل هو أهم من ريمون إده؟

هؤلاء الزعماء الثلاثة كان كل منهم يريد أن يخلف الرئيس شارل حلو في العام 1970… ولكن عندما تبيّـن لهم تعذّر وصول أي منهم تنادوا في ما بينهم واتفقوا على شخصية من خارج صفوفهم: سليمان فرنجية للرئاسة.

ميشال عون يعرف جيداً أنّ رئاسة الجمهورية في لبنان هي قرار دولي، ودائماً يأتي الرئيس نتيجة لتسوية.

الجميع أدرك هذه الحقيقة وميشال عون لم يدركها بعد أو أنّه لا يريد أن يدركها.

من جهة ثانية لم يكتفِ بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، بل عطل أيضاً الحكومة تحت بند التعيينات في القيادات الأمنية.

وللتذكير أيضاً فإنّه ما من حكومة شارك فيها ميشال عون إلاّ تأخرت تسعة وعشرة أشهر، بما فيها حكومة نجيب ميقاتي حليفهم، وكانت حكومتهم مئة في المئة… وذلك لإشراك جبران باسيل في الحقيبة المحددة… وليس مهماً أي اعتبار: الرسوب في الانتخابات والفشل في الحقائب التي تسلمها… كل ذلك غير مهم… المهم إرضاء الجنرال والصهر.

كلمة أخيرة: ليس من أحد في لبنان، مسلماً ومسيحياً، إلاّ ويعرف ويدرك أنّ وراء هذه المشاكل طموحات ميشال عون الرئاسية والوزارية، وحب السلطة.

ومع ذلك لسنا نعلم لماذا يريد أن يقوم باستطلاع الرأي؟!.

(الشرق)

 

السابق
نموذج الكويت وتمدد الإرهاب من سورية
التالي
كنعان :اذا ارادوا المواجهة فلتكن من داخل وخارج الحكومة