لوموند: المملوك وإيران يؤيدان فكرة «سوريا المفيدة»

سوريا

في حين ترى إسرائيل أن نهاية بشار الأسد ستكون ترؤسه دولة علوية صغيرة، تقول لوموند الفرنسية إنه لا يحبذ فكرة الانسحاب إلى سوريا المفيدة، وهي الفكرة التي يسوقها الإيرانيون واللواء السوري علي المملوك.

قال عاموس جلعاد، مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، إن كتب التاريخ ستذكر أن بشار الأسد هو الرجل الذي أضاع سورياـ مشيرًا إلى أن النظام لا يسيطر سوى على خمس سوريا، وأن الأسد قد ينتهي به الأمر مسؤولًا عن بقايا دولة تهيمن عليها الأقلية العلوية.

وجاء ذلك في مؤتمر نظمته مجلة “إيزرائيل ديفينس” الثلاثاء، وقال جلعاد خلاله: “سوريا انتهت، سوريا تموت، وسيعلن موعد الجنازة في الوقت المناسب. بشار الأسد هذا ستذكره كتب التاريخ أنه الرجل الذي أضاع سوريا، والنظام خسر حتى الآن 75 في المئة من سوريا من الناحية العملية، ويحكم 20 بالمئة فقط، ومستقبله لو كان يمكنني التكهن به ينكمش طول الوقت، وربما سيصبح رئيسًا لعلويستان”.

خسارة درعا

وفي الاطار نفسه، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن خسارة النظام السوري معركة درعا تعني أنه لم يعد قادرًا على الإدارة، ناقلة عن الخبير الاستراتيجي نوح بونزي، في “مجموعة الأزمات الدولية”، قوله: “معركة درعا تشكل اختبارًا للنظام، فمنذ انتصارات الثوار في منطقة إدلب، يتلكأ في سحب قواته إلى محور دمشق-حمص-اللاذقية، الذي يمثل العمود الفقري للبلاد، كما ينصحهُ حلفاؤه الإيرانيون”.

تضيف الصحيفة: “إذا لم يوجه الأسد تعزيزات إلى درعا، فذلك سيعني أنه لم تعد لديه الإرادة، أو حتى القدرة، على القتال دفاعًا عن الأطراف، وهذه اللحظة بالغة الأهمية لأن كتائب جبهة الجنوب تنتمي إلى الجيش السوري الحر، أي إلى الجناح المعتدل في الثورة، في حين آلت قيادة هجوم الشمال إلى عدة مجموعات بينها جبهة النصرة، الفرع السوري للقاعدة”.

ويقول مسؤول في منظمة إنسانية فرنسية: “في الشمال، كان ممكنًا للنظام أن يحسب أن انتصار الثوار سيشكل إحراجًا لخصومه الغربيين. ولكنه لن يكون قادرًا على التلويح بالخطر الجهادي إذا سقطت درعا”.

سوريا المفيدة

تقول لوموند: “سعى قادة الجبهة الجنوبية خلال الساعات التي سبقت عملية عاصفة الجنوب إلى إقناع ضباط جيش النظام بإخلاء درعا، كما حصل في إدلب، لكن جمعية إنسانية دولية موجودة في المنطقة تفيد بأن هؤلاء الضباط رفضوا طلب المعارضة، وعززوا مواقعهم، ما يعني أن لديهم تعليمات بالصمود، موقتًا على الأقل”.

وكان انهيار قوات النظام في إدلب وجسر الشغور وتدمر أعطى انطباعًا بأن الأسد غير إستراتيجيته. فبدلًا من بعثرة جيشه في زوايا البلاد لتثبيت العدو ومنعه من حشد قواته للزحف على دمشق، اختار الأسد حصر القوات في ما يمكن تسميته بـ “سوريا المفيدة”، أي غرب سورية بما فيها مناطق الساحل، للحيلولة دون خسارة قواته في معركة بات صعبًا عليه أن يكسبها، بسبب تعاظم قوة الثوار مقابل إرهاق جيشه وتفككه.

وتنقل الصحيفة الفرنسية عن مصدر أمني لم تكشف هويته قوله إن أبرز من يرى انسحاب النظام قرارًا عقلانيًا هو اللواء علي المملوك. وتشير الصحيفة إلى أن الأسد لا يبدو مؤيدًا للفكرة، فلم يلاحظ المراقبون أي انتقال ميداني للإدارات الرسمية تنفيذًا لهذا التوجه.

وبحسب الصحيفة، يستبعد المراقبون انهيار النظام قريبًا، إلا إذا حصل انقلاب من داخله، وهذا أمر مستبعد. يقول تشارلز ليستر، المحلل في معهد بروكينغز الدوحة: “الأسد يسيطر حاليًا على كل المناطق الاستراتيجية التي يحتاجها للبقاء في السلطة”.

كنيسة تدمر

إلى ذلك، أكّد ناشطون من مدينة تدمر أن طيران النظام شن هجومًا على المدينة استهدف محيط كنيسة تيريزا الطفل يسوع، الكنيسة الوحيدة في المدينة، ما أسفر عن سقوط 7 قتلى من الأطفال.

وقالت مصادر في المدينة لوكالة آكي الإيطالية للأنباء إن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على محيط الكنيسة، أسفرت عن مقتل 7 أطفال وإصابة حوالى العشرة.

ووفق المصادر، فإن سكان المدينة يعيشون حالة إنسانية ومعيشية سيئة للغاية. فمن جهة، براميل النظام التي لم تتوقف منذ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة في 21 أيار (مايو) الماضي عقب انهيار قوات النظام وهروبها منها، ومن جهة ثانية ممارسات تنظيم الدولة المتشدد التي تُرهب السكان وتهدد حياتهم في كل لحظة.

الجدير بالذكر أن الكنيسة المذكورة تضم عملًا جداريًا للفنان الإيطالي الشهير فيلمو جبيبيلو، المختص برسم الإيقونات.

السابق
الدرجة الثالثة من حال الطوارئ في اليمن
التالي
كشف مخطط لاستهداف البقاع الشمالي بصواريخ هوشتاين