ساهاي الأثيوبية كاد ظلم مستخدمتها يقتلها.. والأمن يرفض التدخل

انتحار
في احدى غرف طوارىء مستشفى رفيق الحريري الحكومي ترقد العاملة الأثيوبية "ساهاي" منذ الأحد الفائت في وضع صحي حرج وغير مستقر، إثر سقوطها من الطبقة الثالثة في احدى البنايات التي صودف أنها قريبة من مبنى المستشفى في منطقة بئر حسن.

“جنوبية” التي وقعت مصادفة على تفاصيل هذه الحادثة المأساوية، تعرضها بكلّ أمانة ودقّة، وهي برسم المسؤولين الذين دعيوا فلم يلبوا ولا حركّوا ساكنا. فتركوا تلك الخادمة المسكينة لمصيرها الأسود، ولم يرحمها إلا الأطباء وجهاز التمريض في المستشفى الحكومي. فهم أظهروا تعاطفهم الأخلاقي والإنساني وبذلوا ويبذلون كل ما في وسعهم دون مقابل من أجل المحافظة على حياة هذه الشابة الغريبة المظلومة.

رغم الوجع والألم الحاد في رأسها تتكلم “ساهاي” النحيلة من على فراشها في طوارىء المستشفى الحكومي في بيروت الذي قصدناه. وتقول لنا ولاحدى زائراتها من جنسيتها الأثيوبية التي تولت ترجمة حديثها: “وصلت قبل حوالي 25 يوما، ودخلت منزل مخدومي، ربة المنزل عاملتني معاملة سيئة جدا لم أكن أتوقعها. كانت تقدّم لي الخبز ناشفا دون طعام. ولأن الشقة كبيرة وبحاجة لعمل مستمر، لم تكن تجعلني أرتاح لحظة واحدة الا كي أنام في آخر ساعات الليل. كانت غاية في اللؤم والبخل والعدائية، حتى انني عندما طلبت منها يوما فوطا صحية من أجل حاجتي الشخصية أعطتني بضع مناديل محارم ورقية. فطلبت منها العودة الى المكتب الذي استقدمني فنهرتني وهددتني بالشرطة وبالسجن، فما كان مني الّا أن القيت بنفسي من شرفة المنزل كي أهرب أو أموت وأتخلّص من هذه الشيطانة التي تريد أن تسلبني حريتي وحياتي”.

أحد العاملين في مستشفى رفيق الحريري رفض ذكر إسمه وأكّد لنا أنه اتصل هاتفيا بربة المنزل، التي أجابته أنها غير معنية بها، مدعية انها استقدمت العاملة المذكورة من أحد مكاتب الاستخدام منذ يومين لتجربتها وانها لا تخصّها، وعندما ترجّاها وقال إن وضع الفتاة غير مستقر وقد تحتاج لعملية، وان وجود الكفيل ضروري للموافقة ولتغطية المصاريف، وكذلك لا بدّ من وجود نسخة عن أوراقها الثبوتية…. وهو عندما هددها أنه سوف يتصل بالقوى الأمنية ان لم تحضر الى المستشفى، كانت المفاجأة بإجابتها الوقحة وهي أنها لا تبالي ولا يهمها أمر أحد من قوى الأمن الداخلي ولا الأمن العام.

هذه المفاجأة الأولى، أما المفاجأة الثانية فهي أنه فعلا لم يحضر أحد من قوى الأمن الداخلي الى المستشفى للتحقيق بعد إبلاغ مخفر بئر حسن بالحادثة، فجرى بعد ذلك الإتصال بجهاز الأمن العام وهو الجهاز المسؤول عن الأجانب في لبنان فلم يحضر أحد من عناصره أيضا.

موقع “جنوبية” الذي لا يستطيع تنصيب نفسه محققا ولا قاضيا ولا يستطيع التأكّد من صحة المعلومات التي أدلت بها العاملة الأثيوبية المصابة “ساهي” حصل على إسم المرأة صاحبة المنزل حيث كانت تعمل وقفزت منه وتبين أن اسمها “سحر ح.”. لا نعلم اذا كانت هي الكفيل أم لا، وشقتها تقع في بناية الحياة “الفخمة” على بعد 50 مترا شمال المستشفى الحكومي، في الطبقة الثالثة وربما الثانية. لا نعلم تحديدا. لكن بحسب كلام العامل البسيط صاحب الضمير الحي في المستشفى.

ساهي الأثيوبيه

نعتبر هذا المقال الاستقصائي المرفق بصورة العاملة الأثيوبية “ساهي” هو بمثابة إخبار لدى السلطات المتقاعسة حتى الآن عن تأدية واجبها تجاه هذه المأساة الانسانية القابعة منذ 5 أيام في طوارىء مستشفى رفيق الحريري في بيروت.

السابق
قتيل بسبب ضبط بلدي في البابلية
التالي
مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 2 تموز 2015