الجيش أطلق النار على مدنيين في السعديات؟

في لبنان فقط، يعاني المواطن من الأمرين، الأوّل اهمال وعدم مسؤولية من الدولة ومؤسساتها، والثاني فلتان أمني وميلشيات مسلحة "فاتحة على حسابها". عدنان طبارة اسم جديد ينضم إلى لائحة الأبرياء المصابين عن طريق الخطأ نتيجة لإطلاق النار . ولكن هذه المرة لم يكن رصاص ابتهاج عشوائي ولم يكن رصاص اشكال كان رصاص الجيش. "جنوبية" تابعت قضية عدنان وهذا ما قاله أهل الشاب عن تفاصيل الحادثة:

نشرت المواطنة رؤى شانوحا عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك صورة لشاب يدعى عدنان طبارة أصيب أثناء اعتداءات منطقة السعديات بين سرايا المقاومة وأبناء البلدة ليل أول من أمس.
طبارة ليس من اتباع سرايا المقاومة وليس حتى من ابناء بلدة السعديات، لكن الصدفة وضعته على هذا الطريق أثناء هذه الاشتباكات، لتصيبه رصاصات الجيش اللبناني وترقده في العناية المشددة في وضع حرج.
تواصلت “جنوبية” مع عائلة الشاب المصاب فأكّد أهله أن “عدنان لا علاقة له بأي من أطراف النزاع، هو شاب جامعي سلاحه القلم” على حد قول والده.
السعدياتوفي التفاصيل أن عدنان توجّه مع أصدقائه من وادي الزينة باتجاه بيروت منتصف ليل الثلاثاء لتناول وجبة السحور، إلا أنهم تفاجؤا بسماع اطلاق نار في أول منطقة السعديات. فقرروا العودة وعند وصولهم عند نقطة حاجز الجيش، طلب منهم التوقف والعودة بالسيارة خلف ملالة الجيش واطفاء مصابيح السيارة، وعندما وصل الشبان بسيارتهم باتجاه الحاجز وكانت الملالة قد عادت أدراجها، أطلق العسكريون النار على السيارة ظنا منهم انها معادية، ولكن عدنان استمر بالقيادة نحوهم كي يقول لهم أنهم ليس لهم علاقة بالاشكال، فأصيب برصاصة دخلت رئته وأخرى بكتفه وعند وصولهم حتى نقطة الحاجز، كان الشاب مضرجاً بدمائه وحتّى أن احد العسكريين منع صديق عدنان من الاتصال بالاسعاف. ولكن الجيش عاد ونقله الى مستشفى الجية ومن ثم إلى مستشفى حمود في صيدا حيث يرقد.
11665772_427294157454100_7119921261208919579_nهكذا وقع شاب بريء في ربيع عمره ضحية إهمال واستخفاف المؤسسة المسؤولة بالدرجة الأولى عن حماية أرواح المواطنين، فبدلاً من أن يحمي عناصر الجيش هؤلاء الشبان من رصاصات المليشيات المتعاركة أمطرهم بالرصاص مع انهم كانوا قد امتثلوا لأوامر عسكرية جلبتهم الى هذا المكان المشؤوم . وهذا ما يستدعي طرح سؤال حول اهمال العناصر العسكرية المواكبة للسيارة المجني عليها التي لم تتصل بالحاجز الآخر لاعلامهم بوصول سيارة مدنية، خاصة وان مصابيح السيارة كانت مطفأة بأمر من عناصر الجيش.
سطّر محضر ،كما ذكر مصدر مقرب من العائلة، رفعت المسؤولية فيه عن عناصر الجيش مطلقي الرصاص في البداية، إلّا أن اصرار الاهالي على تحويل قضية ابنهم الى الاعلام دفع الشرطة العسكرية الى اعادة التحقيق بهذه الحادثة.
والآن عدنان لا يزال بالعناية المشددة والاهالي بانتظار قدوم الشرطة العسكرية للمباشرة بالتحقيق، وهم يقدرون دور الجيش اللبناني عاليا في الدفاع عن الوطن وحفظ الأمن خاصة في هذه الأيام الصعبة، ولكن اذا كانت مجموعة صغيرة منه ارتكبت خطأ خطيرا أدّى الى إصابة مدنيين بأرواحهم، فيجب ان تحاسب تلك المجموعة، وذلك إحقاقا للحق ومنعا لتكرار تلك المآسي أو الحد منها على أحسن تقدير.

السابق
مكتب ميركل استدعي السفير الاميركي على خلفية المعلومات حول التجسس
التالي
تعرض مبنى فصيلة درك بوداي لاطلاق نار من مجهولين