تشيللو.. العمل المتكامل الأقرب لواقعنا

مسلسل تشيلو
كثرت المسلسلات التي تحدثت عن الحب في شهر رمضان، الأفضل بينها ربما هو «تشيللو»، لما يحتويه من حبكة وروعة في أداء كبار الممثلين. قصة المسلسل شبيهة بفيلم أجنبي لكن الصبغة العربية تعطيه نكهة خاصة.

كثيرة قصص الحبّ التي تُعرض في شهر رمضان، متشابهة في مضمونها، مختلفة في عناوينها، قد يقوّيها إنتاجٌ خلّاق أو فكرةٌ جديدة إلّا أنّ الطاقم التمثيلي يبقى الأوّل في تحديد أهمية العمل على أرض الواقع.

ربما يختلف الكثيرون على أقوى دور لممثلة أو ممثل، من كان بطلاً بدورٍ اساسي ومن أبدع بدورٍ ثانوي، إلّا أنّ العمل المتكامل تمثيلياً واخراجياً ودون منازع لعام ٢٠١٥ هو “تشيللو”.

الحب لأكثر من شخص، الطموح، مشروع الحياة، المال، السلطة وغيرها مواضيع حساسة يعالجها تشيللو بدقّة عالية واهتمامٍ لا متناه بالتفاصيل التي شدّت الجديد لهذا المسلسل.

شكّلت وسامة أبطال العمل مبرّراً للبعض لعدم رؤية خطوط العمل الحمراء وقيودها التي يجسدها ببراعة الثلاثي حسن، الخال ونجيم

ياسمين والتي تلعب دورها ملكة جمال لبنان السابقة نادين نسيب نجيم، موسيقية متيّمة بحب آدم، الذي يلعب دوره النجم اللبناني يوسف الخال. الثنائي يتحدى الجميع للزواج وبدء مشروع الحياة الموسيقي الذي يحترق أمام أعينهم قبل إبصاره للنور. هنا يأتي دور النجم السوري تيم حسن، الذي يجسّد شخصية تيمور تاج الدين، رجل أعمال فاحش الثراء. يعرض تيمور المال الذي سينتشل الثنائي من ازمتهم مقابل قضاء ليلة مع ياسمين، التي أسرته بجمالها منذ ان رآها.
بالطبع العمل يحمل العديد من الحبكات التي تجسدها نخبة من الممثلين أبرزهم كارمن لبّس، امرأة ناضجة تحبّ آدم من كلّ قلبها وآنجو ريحان، صديقة ياسمين الحائرة بحبّ رجلين أحدهم مستعدّ للزواج منها فوراً.

العمل يعالج مشاكل قد يمّر بها أي شخص في أي مجتمع وربّما يراه البعض تخطى حدود مجتمعاتنا العربية

قالب العمل شكّل موجة من الإنتقادات لما رآه الكثيرون موضوع بعيد جداً عن أخلاقيات وعادات العرب لا سيما أن الطرح يحتوي على الجرأة وان كانت فكرة القصة منقولة عن فيلم اجنبي. الحقيقة أنّ الموضوع ليس بعيداً أبداً عنّا. فهو موجود في واقعنا ومنذ زمن لكن بطرق ربّما ليست بهذا الوضوح. النقود تستبدل بحالات عدة بهدايا كشقق وسيارات والمضمون يبقى واحداً. المال يُعرض للفت انتباه الأشخاص حيث يعتقد كثيرون أنّه وسيلة حتى لشراء الإهتمام وقضاء لحظات بعيداً عن قيود أي مجتمع.

يوسف الخال وتيم الحسن

لكن في المقابل، شكّلت وسامة أبطال العمل مبرّراً للبعض لعدم رؤية خطوط العمل الحمراء وقيودها التي يجسدها ببراعة الثلاثي حسن، الخال ونجيم. فالأول أتقن دور الرجل الذي يعتقد أنّه سيصلّ لمبتغاه بأي طريقة وأقنعنا بأنّه فاحش الثراء، أمّا الخال، فأبدع بحيرته وشكّه الذين لم ينفكّا في اثكاله عن متابعة حياته وصولاً لنجيم التي عودتنا على تمثيلها المقنع ولغة العيون التي تتقنها بإمتياز.
شارة البداية كما النهاية من توقيع المبدع مروان خوري، الذي كتب، لحّن وأدى أغنيتين بغاية الروعة.

ما زال تشيللو يحوي الكثير لا سيما بعد دخول شخصية هند التي تجسدها الممثلة المصرية يسرى اللوزي حياة تيمور وربما قلبه.
العمل يعالج مشاكل قد يمّر بها أي شخص في أي مجتمع وربّما حتى الآن يراه البعض تخطى حدود مجتمعاتنا العربية، إلّا أنّه ومنذ الحلقة الأولى يحوي رسالة واضحة وعبرة في الخاتمة. المال اذا دخل في أي علاقة يفسدها، والشكّ يعزّر تفكّك تلك العلاقة فهو الذي يزيد الشرخ يومياً حتى يمزّقها كلياً.

السابق
هذه هي قصة التنّورة القصيرة
التالي
حزب الله وحركة أمل: «مجموعين لأ»