هذا ما تريده السفارة.. لو كنتم تعقلون

حزب الله
منذ أعلن حزب الله قتاله في سوريا في صفّ بشار الأسد، لم تعارض أميركا ولا حليفتها إسرائيل هذا القتال كونه ينقص من قوّة حزب الله أي عدو اسرائيل. وبالتالي يجب أن يطرح الممانعون المنددون بما يدعونه شيعة السفارة سؤالا حول ما تريده السفارة فعلًا؟

منذ إعلان حزب الله القتال في الداخل السوري الى جانب بشار الأسد، لم نسمع من الإدارة الأميركية أو حتى ممن يسبحون في فلكها ابتداءا من العدو الإسرائيلي ووصولا الى كل من يتلقى فعليا أوامره ويبني عليها مواقفه، وممن ينتظر ما تمليه عليهم مراكز القرار الاميركي، إن كانت وكالة المخابرات المركزية أو حتى الدبلوماسية الاميركية أي آراء معترضة على هذا التدخل.
بل نستطيع القول وبكل ثقة وبحسب كل المعطيات والوثائق أن تورّط الحزب في الوحول والدماء السورية هو مطلب أميركي إسرائيلي، وأكبر دليل على ذلك هو قول المحلل الإسرائيلي رونين بيرغمان وهو يتحدث عن مشاركة الحزب في القتال: “إن إسرائيل لم تكن تستطيع أن تأمل بمعجزة اكبر من هذه، فالقتال لم ينقض عرى أقوى جيش كان يمكن أن يواجهنا فقط، بل صدع تماما صورة نصرالله أيضا”.

صار واضحا من يسير في ركب دفع حزب الله للغرق اكثر بالدم السوري وبالمقابل معروف من يعمل ليلا ونهارا ويناشد الحزب سرا وجهارا من اجل العمل بعكس ما تريده السفارة

وكذلك لا يمكن فهم هذا الصمت الكبير والمريب من معظم القوى الغربية ودوائر القرار في العالم، وعدم إثارة الموضوع بشكل جدي إلا لأنه يحمل رضى حقيقي. هذا إن لم نقل أنه أي الصمت إنما يؤشر على رغبة جدية في زج حزب الله في أتون النار السورية، مما يعني أن دخول جحافل وقوات الحزب وخرقها للحدود الدولية إنما يأتي حتما في السياق المرسوم له ويعمل عليه بالخفاء والعلن.
ومما يعزز الاعتقاد بان دخول حزب الله والقتال على الساحة السورية بما يستلزم ذلك من استنزاف لمقدراته البشرية والمعنويه، انما هو مطلب أميركي لا لبس فيه، ما يعزز كل ذلك هو مراجعة سريعة لتعليقات وتصريحات وحتى بيانات السفارة الامركية في بيروت، وما كان السفير الامركي ديفيد هل قد ادلى به منذ فترة بعيدة وحتى اللحظة ليتبين بوضوح ان سقف تصريحاته لا تعدو اكثر من القول بان هذا التدخل قد يجعل من لبنان عرضة للخطر ليس الا.

حزب الله سوريا
في المقابل لم نتلمس أي فعل جدي او ضغوط عملية تنبئ بان الاميركي منزعج او يعمل على عرقلة هذا التدخل، حتى ان غارات العدو الإسرائيلي انما تستهدف دائما المواكب والشاحنات القادمة من سوريا، وليست الذاهبة اليها، يبقى لا بد من القول في هذا السياق ان حقيقة الرغبة الامركية بزيادة التورط في سوريا هي حتما لم تكن غائبة عن بال أصحاب القرار داخل الحزب وقد صرح بذلك سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله في احدى خطاباته عندما قال بان اميركا غير راغبة بأنهاء الصراع الدموي في سوريا ولا في المنطقة “اذكركم أن اميركا ليست مستعجلة في محاربة داعش، لا بل ستعمل على انجاز مشروعها في المنطقة الا وهو تقسيم المنطقة على أسس طائفية وعرقية بين عرب وكرد، وبين سنة وشيعة”.

دخول حزب الله والقتال على الساحة السورية بما يستلزم ذلك من استنزاف لمقدراته البشرية والمعنويه، انما هو مطلب أميركي لا لبث فيه

في الختام ، وبعد مرور هذه السنوات على الازمة في سوريا بات معلوما عند كل من له عقل وعنده بصيرة ما هي التوجيهات الحقيقية التي تريد السفارة تعميمها على اتباعها الحقيقين وصار واضحا من يسير في ركب دفع حزب الله للغرق اكثر بالدم السوري وبالمقابل معروف من يعمل ليلا ونهارا ويناشد الحزب سرا وجهارا من اجل العمل بعكس ما تريده السفارة.. فهل انتم تعقلون.

السابق
الامن العام : توقيف 31 شخصاً لارتكابهم افعالاً جرمية
التالي
ريم الجندي بمعرضها الجديد: الضحيّةُ دوماً أجملُ من جلاَّدها