وفاة أمين النظام السوري التاريخي ‘محمد ناصيف‏’

محمد ناصيف
عرف عن اللواء ناصيف انه كان الممر الوحيد للشخصيات السياسية اللبنانية الطامحة للتقرّب من الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد الذي كان يعتمد على ضابطه الأمين بدوره في تقييم تلك الشخصيات اللبنانية من حيث امكانياتها وولائها

اعلن في سوريا رسميا اليوم وفاة شخصية أمنية عسكرية تاريخية هو اللواء محمد ناصيف خير بك، المعروف بـ”أبو وائل”عن عمر ناهز 78 عاما.

وأبو وائل الذي قلده الرئيس بشار الاسد أخيرا منصب مساعد نائب رئيس الجمهورية تكريما لتاريخه وبعد ان كبر ومرض، يعد واحداً من أشهر رجال الاستخبارات في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، وتولى منصب رئيس الأمن الداخلي مدة 20 سنة، كما تولى تنسيق العلاقات اللبنانية السورية والعراقية السورية في السنوات الأخيرة إضافة لعلاقاته الإيرانية والأميركية.

ولد محمد ناصيف في منطقة الغاب في ريف مصياف التابعة لمحافظة حماة من عائلة فقيرة من الطائفة العلوية في عام 1937 ولم يكمل تعليمه الثانوي فانتسب الى الجيش السوري في العشرين من عمره، وترفع من مرتبة صف ضابط الى ضابط بعد عودة حافظ الأسد الى الجيش بعد انقلاب 8 آذار 1970 الذي حوله من الجيش الى المخابرات العامة والتي بقي محمد ناصيف بها وحتى تقاعده،ولكنه ظل يملك نفوذا كبيرا جدا في داخل أروقة المخابرات في سورية حتى بعد تقاعده وتفرغه للعمل السياسي.

منذ انقلاب حافظ الأسد أخذ محمد ناصيف دور المستشار المقرّب للرئيس والمؤتمن على الملفات الحساسة داخليا وخارجيا.

ولما كان الملف اللبناني من ضمن مهامه الاساسية، فقد عرف عن اللواء ناصيف انه كان الممر الوحيد للشخصيات السياسية اللبنانية الطامحة للتقرّب من الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد الذي كان يعتمد على ضابطه الأمين بدوره في تقييم تلك الشخصيات اللبنانية من حيث امكانياتها وولائها للنظام في الوقت الذي كانت سوريا فيه تهيمن على لبنان بشكل كبير سياسيا وعسكريا منذ منتصف السبعينات وحتى عام 2005 تاريخ انسحاب جيشها من لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري

وعلى صعيد العلاقات السورية مع الشيعة في لبنان وإيران، تجمع مصادر المعارضة أن ناصيف كان المسؤول الأمني السوري الذي يمسك بملف العلاقات مع “حزب الله” والثورة الإيرانية والنظام الإيراني القائم بعد الثورة.

وثمة معلومات تقول أن الرئيس الراحل حافظ الأسد كان قد سلم ملف شيعة لبنان إلى محمد ناصيف الذي كان يتولى أيضا شؤون أبناء حافظ الأسد باسل وبشار وماهر خلال مراحل طفولتهم وصباهم وشبابهم. وهو من أبرز الشخصيات التي روجت لتشكيل “حزب الله ” بعدما توترت العلاقة بين نظام الأسد و”حركة أمل” في لبنان.

و في كتاب سيرة الرئيس حافظ الأسد، يقول الكاتب البريطاني الراحل باتريك سيل: “كان محمد ناصيف متكتماً أكثر من الجميع إلى درجة أنه كان يعيش في مكتبه، وكان واحداً من القليلين جداً من الناس المسموح لهم بالمبادرة إلى التحدث مع الرئيس الأسد هاتفياً في أي وقت. فبالإضافة إلى ترؤسه لما كان في واقع الأمر بوليساً سياسياً، كان واحداً من أهم مستشاري الأسد في شؤون الشيعة سواء في لبنان أو في إيران. وكان مقرباً من موسى الصدر والقادة الثوريين الإيرانيين…وكان غالباً ما يسافر من دمشق إلى بون وسويسرا اللتين كانتا قطبي الشبكات الإيرانية في الغرب”.

السابق
حزب الله ينتظر مباركة الشيطان الأكبر
التالي
«14 آذار»: العبور الى «انتفاضة السلام»