حزب الله ينتظر مباركة الشيطان الأكبر

لم يكن حزب الله يحتاج إلى بَركة الشيطان الأكبر في مساره العسكري والسياسي كما يحتاجه الآن. فالحزب المذكور موضوع على لائحة "الإرهاب". وهو يقاتل بكل جهد في جرود سورية ولبنان لحماية كانتون الأسد الموعود في الشريط الساحلي. وبعد أن بات سقوطه يقترب. وعاد البيت الأبيض. منذ فترة إلى نغمة المطالبة بالتنحي بل وزاد تهمة جرائم الحرب والكيماوي. ولم تعد أروقة العم سام تخفي عن قاصديها تلميحات ما بعد الأسد.

هنا تتداعى أسئلة مرحلة ما قبل أخذ البَرَكة الموعودة: هل يعقل أن يكون الشيطان الأكبر غير عالم بعد بدخول الحزب عنوة إلى الأراضي السورية؟ ولو فرضنا ذلك فهل طيران التحالف الجوال منذ أشهر فوق سورية الأسد ولم يكتشف وحدات الحزب المقاتلة في جرود القلمون؟! ولماذا أعلن أمين الحزب العام في إطﻻلته الأخيرة أن الحرب مع داعش بدأت. وهو الذاهب إلى قتالها منذ أكثر من سنتين؟ وما سر توقيت الإعلان مؤخرًا؟

اللافت أن الإعلان جاء بإيحاء إيراني. وعلى وقع اقتراب موعد إعلان الإتفاق النووي. وهي إشارة إيرانية ناعمة للإيحاء بأن حربنا مع الشيطان الأكبر واحدة. والأهم أنها حرب مستمرة حتى في مرحلة ما بعد الأسد. والخطير أن الشيطان الأكبر لم يتعرّض بسوء سياسي لدخول حزب الله إلى سوريا. والأخطر أن خطابات الأمين العام تخلو من إشارات نارية ضد الشيطان. بعد أن باتت شظايا هذا الإشارات تطاول دول العرب بالجملة والمفرّق!

وما الإشارة المنتظرة. ومتى توقيتها؟

إنها باختصار سريع رفع إسم حزب الله عن ﻻئحة المنظمات الإرهابية. أما التوقيت فبعد توقيع الإتفاق النووي كاملاً بين تهران والشيطان و(5+1) كمجتمع “دولي”. وحينها تكون التسوية على مرحلة ما بعد الأسد انتهت. إما بالإقامة في اللاذقية بشريط يوصله بلبنان عبر حمص والقلمون وإما في منفى يتفق بشأنه أطراف إقليمية أبرزها إيران. وأخرى دولية أبرزها روسيا.

على هذه الإشارة تتوقف أمور كثيرة. أبرزها نجاح إيران في تحييد حزب الله ﻻعتباره من توابع مشروعها. وهذا سيعني بالضرورة الإبقاء على الذراع الإيرانية. حتى ﻻ نقول إطﻻقها في العراق وبعض سورية المنهكتين. واستمرار تعاون الطرفين على قتال داعش ليس للقضاء عليها بل بإبقاء الأمور تحت السيطرة.

ومصطلح السيطرة ﻻ يعني هنا إطﻻق اليد الإيرانية بقدر ما يعني إبقاءها تحت الرعاية وفي كنف الشيطان الأكبر وليس من موقع الشراكة أو الندية.

وهو ما سيندرج على الوضع اللبناني. والوضع اليمني لتهديد أي تكتل عربي بالعصا الإيرانية الغليظة ولن يضير الشيطان في شيئ إذا استبدل قبعة الشاه بعمامة ولي الفقيه.

أما لبنان فيأتي حزب الله بحليفه رئيساً ضعيفًا بسلطات صوَريّة. ويعزز قوة الدويلة ضمن مظهر الدولة. ويتصرف على قاعدة النصر الإلهي. ويؤكد أن خياراته كانت الأصوب للبنان واللبنانيين والأقليات. وسيعتّم على إشارة مباركة الشيطان الأكبر. وأن الشريك الإيراني روض الشيطان وغلبه والنصر للأقوياء. إن بركة الشيطان الأكبر ستكون كافية لقلب المفاهيم وستُظهره إيران دفاعًا عن الممانعة. ونصرًا للمقاومة الإسلامية. على قاعدة: ولّى عصر الهزائم.

السابق
تمديد المحادثات حول النووي الايراني الى ما بعد 30 حزيران
التالي
وفاة أمين النظام السوري التاريخي ‘محمد ناصيف‏’