لبنان يكثّف تدابيره الوقائية

الفراغ الرئاسي في لبنان

كتبت صحيفة “السفير” تقول : غداً يكتمل الرقم. أربعمئة يوم على التوالي، ولبنان بلا رئيس للجمهورية.
هذا الفراغ الذي أصاب ويصيب كل مفاصل المؤسسات والإدارات العامة، لا يمكن أن يجد تفسيراً في بلد مهدد في كل لحظة بأمنه في الداخل، كما عند مشارف حدوده التي بات بعضها محتلاً من تنظيمات إرهابية، وهي تحاول التمدد، كلما سنحت لها الفرصة، كما حصل، فجر أمس، عندما صدّ الجيش اللبناني مجموعة إرهابية كانت تحاول التسلل من جرود عرسال باتجاه البلدة، وأوقع في صفوفها قتيلين ضُبطت بحوزتهما بندقية حربية و4 قنابل يدوية وكمية من الذخائر والأمتعة وجهازين خلويين، فيما لاذ الباقون بالفرار باتجاه الجرود، حسب مديرية التوجيه في قيادة الجيش.
ومع توارد الأنباء، أمس، عن تفجير أحد المساجد في الكويت واستهداف مرفق سياحي في تونس، رفعت القوى الأمنية اللبنانية منسوب تدابيرها في جميع المناطق اللبنانية، تحسباً من احتمال وقوع هجمات إرهابية جديدة، وتُرجم ذلك بالمزيد من التنسيق بين الأجهزة العسكرية والأمنية، وبطلب التشدد في الإجراءات الحدودية، وأيضاً عند دور العبادة، خصوصاً أن بعض الخلايا النائمة “يمكن أن تستفيد من مناخ التحريض والتوتير” الذي أعقب “فضيحة رومية”، على حد تعبير مرجع أمني واسع الاطلاع.
وأظهرت حصيلة أعدَّتها جهة رسمية في بلدة عرسال أن نحو ثلاثين مواطناً من أبناء البلدة سقطوا شهداء على أيدي المجموعات التكفيرية منذ “غزوة آب” (2014) حتى الآن، وهو معطى جعل الأهالي يجددون مطالبتهم الجيش اللبناني بأن يمسك بكل مفاصل البلدة وجرودها، وأن يبادر الى منع الظهور المسلح فيها، وتوقيف كل المطلوبين .
في غضون ذلك، أجمعت ردود الفعل المحلية على إدانة التفجير الذي تعرّض له مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر بالكويت، والجريمة الإرهابية التي استهدفت مدينة سوسة التونسية.
ووصف رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام تفجير الكويت بأنه “عمل دنيء يهدف الى زرع الفتنة في الصف الوطني الكويتي”، وقال إن “ما حصل يقدّم نموذجاً إضافياً عن المدى الذي يمكن أن تبلغه العقول الظلامية في المسار التخريبي الخطير الذي نشهد آثاره المتنقلة في بلدان منطقتنا العربية”.
واعتبر الرئيس سليم الحص أن “هذا العمل الإجرامي الجبان هو إساءة للمسلمين جميعاً ولسمعة الدين الحنيف”، مؤكداً أن هذا الإجرام يهدف الى زرع الفتنة”، مشيراً الى أن بيانات الشجب والاستنكار لم تعد تكفي. ودعا “الجميع في أقطارنا العربية الى العمل على ترسيخ الوحدة الوطنية لدرء هذا الإجرام الإرهابي الذي لا يستفيد منه إلا العدو الإسرائيلي”.
وفيما أدان الرئيس نجيب ميقاتي تفجير مسجد الصادق معلناً تضامنه “مع الكويت الشقيق في مواجهة الإرهاب”، رأى الرئيس سعد الحريري أن اعتداءات الكويت وفرنسا وتونس “لا وظيفة لها سوى الإساءة الى الإسلام والنفخ في رماد الفتنة بين المسلمين”، واعتبر أنها تقدم الدليل القاطع “على أن خلايا الشر التي قامت بعمليات انتحارية إجرامية في الدمام والقطيف وغيرهما، هي نفسها التي تجند أدوات الغدر لتفجير المساجد والفنادق وتشوِّه صورة الإسلام في عيون العالم، وهي التي تتسبب في كل يوم بوقوع القتلى والجرحى في صفوف المسلمين، بدعوى الجهاد لإقامة دولة الخلافة، ونشر الفكر المتطرف والضال على أنقاض الدول والمجتمعات”.
من جهته، دعا “حزب الله” “الشعب الكويتي إلى منع الإرهابيين من تحقيق أهدافهم الدنيئة بنشر الفتنة والفوضى”، وطالب “جميع الهيئات الحكومية والشعبية بالتعاون والتكاتف في مواجهة هذه الجماعات، وإلى اتخاذ جميع الخطوات الإجرائية لمنع تكرار هذا العمل الآثم ومحاسبة المنفذين والمحرضين والداعمين لهم”.
ورأى الحزب أن جريمة تونس تأتي “استكمالاً للحرب الهمجية التي تشنها العصابات الإرهابية التكفيرية على بلداننا العربية والإسلامية”. وقال “إن هذه الجرائم المتسلسلة والمتواصلة التي يرتكبها الإرهابيون لا تميّز بين بلد وآخر، ولا بين طائفة وأخرى، إنما هي تستهدف الجميع، معمِّمة الإرهاب على كل البلاد، خدمةً للعدو الصهيوني ولمن يقف وراءهم من دول وقوى وأجهزة مخابرات”، مطالباً الجميع برفع الصوت في محاربة هذه الظاهرة الإرهابية التكفيرية، وبذل كل الجهود الممكنة لمنع انتشارها والقضاء عليها.
كما صدرت مواقف عن معظم القوى والشخصيات السياسية والدينية تشجب الأعمال الإرهابية التي استهدفت الكويت وتونس وفرنسا.

السابق
بري وسلام أمام «شركة المأزق» الجيش يُحبط محاولة خرق في عرسال
التالي
الإرهاب يضرب في أوروبا وأفريقيا وفي الخليج 27 قتيلاً و227 جريحاً في الكويت و37 قتيلاً و215 جريحاً في تونس وقتيل و8 جرحى في فرنسا