ريفي عند المشنوق: «حزب الله» سرب الأشرطة العمل الحكومي رهن الاتصالات… والعونيون على عنادهم

أشرف ريفي

كتبت صحيفة “الشرق” تقول : لم تكن توقفت، نهائياً وكليا بعد، التداعيات والبلبلة السياسية – الأمنية التي أحدثها تسريب شريطي تعنيف سجناء في سجن رومية… وفي توقيت لافت تقاطع مع ختم التحقيق في القضية وتوقيف خمسة عناصر أمنية على ذمة التحقيق، بناء على اشارة النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، وإحالة الملف (المحضر) الى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، حتى شهد “مبنى المحكومين “حركة احتجاج” جاءت بمثابة “صب الزيت على النار” ومضاعفة أجواء التوتر والتشنج الذي خلفته قضية التسريبات، وقام بها مجموعة من المحكومين بتهم مخدرات وحاولوا خلالها اسر حراس المبنى من عناصر قوى الأمن مطالبين “بتحسين المعاملة ومساواتهم بالسجناء الاسلاميين…”. وعلى الفور ضربت القوى الأمنية طوقاً محكماً حول المبنى، في وقت وصلت قوة احتياط كبيرة من “القوى السيارة” و”الفهود”… إلا ان الأمور عادت سريعاً الى طبيعتها بعدما أوفد وزير الداخلية نهاد المشنوق أحد مستشاريه العميد منير شعبان واستمع الى مطالب منظمي الحركة ونقلها الى الوزير… وتوازياً قطع أهالي الموقوفين من عائلة شمص الطريق في منطقة الأوزاعي، تضامناً مع أبنائهم المحتجين في سجن رومية…
لقاء المشنوق – ريفي

وفي أعقاب ما خلفته قضية الشريطين المسربين من تداعيات، ودحضاً لما أشيع عن تردي العلاقات بين الوزير نهاد المشنوق والوزير اشرف ريفي، فقد زار الأخير وزارة الداخلية وعقد اجتماعاً مع المشنوق وتمّ البحث في كل ما حصل.

وعقب اللقاء عقد الوزيران مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهله المشنوق بالقول: “في السياسة الأساسية والخطوط العريضة لا يوجد أي خلاف بيني وبين اللواء ريفي… هناك اجتهادات سياسية انتهت بالتأكيد ونحن متفاهمون على ان كل ما يحصل لا يخدم إلا التطرف ولا يوصل إلا لضرب الاعتدال…”.

ورداً على سؤال أكد المشنوق أنه “لم يعرف مصدر التسريبات وكله سيظهر ولا معلومات دقيقة…”.
ريفي يتهم
“حزب الله” بالتسريب

بدوره، وإذ أكد الوزير ريفي ان “العلاقة مع المشنوق أخوية وتاريخية ولسنا مستنسخين، بل نلتقي في الخطوط العريضة، ومصلحة الوطن تقتضي ان نلتقي في الأمور الوطنية…”.

وإذ دحض التسريبات التي تقول بأنه هو من سرّب الفيديوهات، قال: “عرفت بهذه الفيديوهات كما عرفتم أنتم بها… وأتهم “حزب الله بتسريبها…”. وقال: الناس شاهدت فيلمين وهناك 4 أفلام ظهرت في نفس التوقيت تماماً، فيلمان لم يرهما إلا القليل ولا يملكهما أحد سوى “حزب الله” وأنا مستعد لتوفيرهما لجميع الناس…

العمل الحكومي
بين الرغبة والموانغ

إلى ذلك، وعلى وقع هذه التطورات فإن الأنظار عادت لمتابعة مسألتين أساسيتين:

– الأولى الشغور في سدة رئاسة الجمهورية الذي دخل يومه السادس والتسعين بعد الثلاثماية، والطريق مقفل تماماً، بانتظار حلحلة العقد الموقوف في جزء كبير منها على الوضع الخارجي… وعليه فإن جلسة اليوم التي دعا اليها الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس ستمر كسابقاتها من دون أية نتيجة.

– أما الثانية فتتمثل في حصيلة الاتصالات الجارية والهادفة الى تذليل العقبات لاعادة جلسات مجلس الوزراء الى سياقها الطبيعي… مع الاشارة الى ان الوساطات الجارية على هذا الخط، من قبل الوزير وائل ابو فاعور مكلفا من النائب وليد جنبلاط، لم تصل الى نتيجة حاسمة، وسط تمسك تكتل “التغيير والاصلاح” بمواقفه على ما قال عضو التكتل النائب فريد الخازن مؤكداً ان “موقفنا على حاله” فبند التعيينات إما يكون موجوداً وإلا فسيكون لنا موقف…” وهذا الكلام تعزز لاحقاً باعلان رئيس التكتل (الجنرال السابق) النائب ميشال عون.

إلا ان ذلك، لم يمنع وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي من ايضاح “ان رئيس الحكومة مصمم على الدعوة لعقد جلسة للحكومة قريباً، وهو والرئيس بري يعالجان هذا الموضوع…” لافتاً الى ان “تحديد موعد الجلسة وجدول أعمالها من صلاحيات رئيس الحكومة… وحتى الآن لم نتسلم جدول أعمال الجلسة…
سليمان في السراي

من جهته زار الرئيس ميشال سليمان السراي الحكومي والتقى رئيس الحكومة ونقل عنه “ان لديه النية لدعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد…” مبدياً دعمه المطلق للحكومة والمصلحة الوطنية، ومعرباً عن أسفه “لرهن موضوع الرئاسة بمسار المشروعين السوري والاقليمي…”.
تفاعلات رومية
وتبادل اتهامات

وبالعودة الى تفاعلات روميه فقد تواصلت يوم امس المواقف الشاجبة والمستنكرة الاعتداء على مساجين في سجن رومية، بالتقاطع مع مواقف لم تخل من محاولات التسييس والافادة الشعبية، صوبت على “المستقبل” ووزير الداخلية نهاد المشنوق…

وفي هذا، رأى وزير الاعلام رمزي جريج “ان ادانة تعذيب السجناء الاسلاميين في روميه لا تكفي، بل ينبغي ملاحقة ومعاقبة الفاعلين واتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد نهائي لمثل هذه التصرفات… واذ ابدى دعمه المواقف التي اتخذها الوزير المشنوق، لفت جريج الى ان “اثارة الموضوع في الشكل الذي اثير به واستغلاله في الشارع ليسا بريئين، والقصد منهما استهداف الخطة الامنية التي اقرتها الحكومة”…

بدوره عضو كتلة “المستقبل” النائب عاطف مجدلاني واذ اعرب عن اطمئنانه الى “ان هذا الوضع الشاذ لن يتكرر” لفت الى ان “ما حصل كان يخفي عملاً خسيساً…”.
… وميقاتي يحمل
على “المستقبل”

وفي المقلب الآخر، ومن موقع الاستغلال السياسي، فقد كان لافتاً البيان الذي صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس نجيب ميقاتي، وحمل فيه بشدة على “تيار المستقبل” لافتاً الى ان خير من جسد الاستغلال السياسي هو تيار المستقبل”… وان اول من اشار لوجود “افلام التعذيب هو وزير العدل في الحكومة…” مشيراً الى ان “ملف الموقوفين الاسلاميين ليس من تركة حكومة الرئيس ميقاتي بل بدأ باحداث الضنية عام 2000 واحداث مخيم نهر البارد عام 2007 إبان تولي “المستقبل السلطة التنفيذية” ليخلص الى القول “ان حملات التضليل لم تعد تجدي نفعاً…”.

من جهته انتقد النائب محمد كباره تصوير ثلاثة فقط من المعتدى عليهم…” مشدداً على “ضرورة ان تكون العدالة شاملة وغير مجتزأة، وان تطول من اصدر القرار ومن اعطى الامر، وليس فقط من نفذ…”.
دريان: لانتخاب رئيس

اما مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان واذ كرر مواقفه الشاجبة لمشهد تعذيب لبعض السجناء ووصفه بأنه “جريمة” فقد لفت في مناسبة استقباله “مجلس امناء المركز الثقافي الاسلامي”، الى ان “رسالتنا ليست رسالة صراع مذهبي او طائفي… فالمسلمون اخوة.. ولن يكون هناك لا فتنة سنّية – شيعية، ولا فتنة درزية – سنّية…” مشيراً الى اننا “نعيش في ازمات في هذا البلد تجاه ما يحدث من شلل على كل المؤسسات الدستورية والوطنية ولا يمكن ان يستقيم امر الجمهورية الا بانتخاب رئيس الجمهورية الذي هو ضامن ومؤتمن على دستور البلاد، ومؤتمن على وحدة اللبنانيين وعلى امن واستقرار لبنان في ظل الجحيم الذي تعيشه دول الجوار”.
“حزب الله” يتقدم…
و”اسرائيل” تمشط جنوباً

امنياً: واصل “حزب الله” امس تقدمه في جرد الجراجير وسيطر على قرنة وضليل سمعان وشعبة عواد، وسط اشتباكات دارت يوم امس -بعد هدوء نسبي- واسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين، وفق ما افادت “المنار”.

من جانبه اوقف مكتب “امن الدولة” في راشيا عصابة مؤلفة من اربعة افراد من التابعية السورية تزور اختام الامن العام اللبناني…

جنوباً، فقد مشطت قوة اسرائيلية الطرف الجنوبي لمزارع شبعا قبل ظهر امس، مستخدمة الرشاشات الثقيلة والمدفعية…”.

السابق
عون يفرمل اتصالات الحلحلة.. والهيئات تطلق الحراك المدني غداً لوقف التعطيل
التالي
سلام يدقّ جرس الإنذار… فقط