وزير الداخلية نهاد المشنوق أصاب جزءاً صغيراً من الحقيقة عندما قال في مؤتمره الصحافي يوم الاثنين الفائت إنّ نشر فيديو التعذيب يساعد على نمو الإرهاب. وكان يعني يساعد على نمو المجموعات المتطرفة في المجتمع. ما غاب وزير الداخلية أن يقوله هو الجزء الأكبر من الحقيقة، وهي أن سياسة السلطة ونظام المحاصصة والتمييز بين اللبنانيين والتعاطي معهم بصفتهم رعايا طوائف والسلوك العنصري تجاه المقيمين على الأراضي اللبنانية وغياب الخطط التنموية والمتوازنة وهي الأسباب الفعلية لوجود المجموعات المتطرفة ونموها. وطوال الوقت تحاول السلطة معالجة النتائج ولكن عبثاً تفعل.
إنّها مهمة صعبة لكنّها غير مستحيلة معالي الوزير. وليبدأ المشنوق بوضع سياسة بديلة اتجاه المحتجزين والمعتقلين والمحكومين. لكن يجب الانتباه إلى أنّ هيبة الأجهزة لا تُبنى إلا بالشفافية وليس بتغطية السموات بالأبوات.