بشار الأسد حي فينا… إلى الأبد

سجون السورية
"أنا إنسان ماني حيوان ... وهالناس كلا متلي"، عبارة سطع نجمها على لسان المواطن السوري المقهور محمد أحمد عبدالوهاب، الذي كان يشكو قلة حيلته وقوته في مواجهة ممارسات النظام الإرهابي "المقاوم" و"الممانع" بشار حافظ الأسد. عبارة لم يتسن لموقوفي روميه قولها لجلاديهم أثناء تعذيبهم.

من المضحك المبكي أن محمداً استطاع أن يتبرأ من صفة “الحيونة” التي برع بها أزلام وشبيحة الأسد في كل قرية وبلدة وحي وشارع من شوارع سوريا، في حين أنّه لم يتسن للشيخ عمر الأطرش ولرفاقه الذين ظهروا في الفيديو التي ضجت به وسائل التواصل الاجتماعي، القول لجلاده الإرهابي في سجن رومية “أنا إنسان مش حيوان” باللهجة اللبنانية وليس السورية هذه المرة.
قواسم كثيرة مشتركة بين الواقعتين رغم الفارق الزمني الطويل نسبياً بينهما، لعل أبرز وأهم هذه القواسم، التماهي الأعمى في الظلم بين النظامين السوري واللبناني، مقابل التوحّد المطلق في المظلومية بين المواطن اللبناني والسوري.

في الرابع عشر من حزيران عام 2011 انهمرت دموع محمد عبدالوهاب، وهو يطلق صرخته الشهيرة. وفي الشهر نفسه من العام 2015، أي بعد نحو أربعة أعوام، أطلق الشيخ عمر الأطرش صرخته الجريحة ” الله يخليك … الله يخليك… الله يخليك” قبل أن يرد عليه وحش هائج متعطش لممارسة غريزته البهيمية “الله يخليني… الله لا يخليني إذا بخليك يا ابن…”، مع العلم بأن الكلمة الأخيرة (المعلومة – المجهولة) لا تليق إلا بنظام لقيط يحترف السباب والشتائم وامتهان كرامات مواطنيه!
لأجهزة الأمن اللبنانية وتحديدا مخابرات الجيش أو ما يطلق عليها مخابرات “حزب الله” قصة طويلة مع شهر حزيران، ففي العام 2013 وبعد اشتباكات عبرا المفبركة وقصفها بالأسلحة الثقيلة وغير الثقيلة، تم تداول مقطع فيديو يظهر أشخاصاً يرتدون زياً عسكرياً يعذبون ويضربون أحد المعتقلين (للمفارقة كان الرجل سورياً هارباً من بطش رجال الأسد).

ويظهر مقطع الفيديو المسرّب عدداً من الجنود وهم يركلون بسادية منقطعة النظير، شخصاً ملقى على الأرض ومكبل اليدين، قبل أن يدوس أحد الجنود على رأسه وظهره، ناهيك عن التفوه بسيل من الكلمات النابية والبذيئة.

أطلق الشيخ عمر الأطرش صرخته الجريحة ” الله يخليك … الله يخليك … الله يخليك” قبل أن يرد عليه وحش هائج متعطش لممارسة غريزته البهيمية “الله يخليني … الله لا يخليني إذا بخليك يا ابن …”

آنذاك اعترفت قيادة الجيش بصحة التصوير قبل أن تباشر بإجراء “تحقيقاتها” بالحادثة، لتعود وتؤكد في بيان لاحق أنها أوقفت العسكريين أصحاب العلاقة، قائلة “إنها بصدد اتخاذ أقصى العقوبات المسلكية والتأديبية بحق المتورطين”، على أن أحداً لم يعرف شيئاً عن العقوبات المذكورة !

ذاك المقطع سبقه مقطع لا يقل وحشية يظهر آثار تعذيب على جسد المعتقل الشهيد نادر البيومي الذي تسلمت عائلته جثته بعدما سلّم نفسه للجيش على خلفية أحداث عبرا أيضاً.

“إنها بصدد اتخاذ أقصى العقوبات المسلكية والتأديبية بحق المتورطين”، على أن أحداً لم يعرف شيئاً عن العقوبات

وبين هذه وتلك إطلاق النار من قبل حاجز تابع للجيش اللبناني على سيارة الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه في الكويخات في عكار، لتنتهي الأمور مرة جديدة إلى حلقة التحقيقات المفرغة والإجراءات التأديبية على غرار الحكم “التأديبي” بحق الوزير السابق ميشال سماحة أو قاتل الضابط الطيار سامر حنا!

بعد عشر سنوات على خروج جيش بشار الأسد من لبنان، يحسب لرئيس نظام البراميل أنه ترك أيتاماً أوفياء

بعد عشر سنوات على خروج جيش بشار الأسد من لبنان، يحسب لرئيس نظام البراميل أنه ترك أيتاماً أوفياء يحلو ويروق لهم أن يهتفوا جهاراً نهاراً “بشار حي فينا … بشار حي فينا … بشار الأسد وإن سقط سيبقى حياً فينا إلى الأبد” !

السلوكة

السابق
26 حزيران: اليوم العالمي لضحايا التعذيب
التالي
صيدا: حزب الله يجري تبديلات وتعيينات في تيار الفجر