«أبو غريب» اللبناني يستدعي الحرب السورية

هو "ابو الغريب" الذي سرب فيديو عسكريّ ملتح يهوي بنربيشه على جمهرة من الرجال. هو اللاعب الخفي الممسك بخيوط التفجير الخفية اللبنانية الداخلية. إنّها عملية شيطانية ذكيه تأخذ لبنان إلى حيث تريد هي، لذا على الحكومة إتخاذ خطوات سريعة اليوم قبل غدّ.

ثبت بالوجه الشرعي أنّ مسرّب شريط “أبو غريب” اللبناني ممسك بخيط خفيّ يمتد من غرفة السجن في رومية مروراً بالشارع وصولاً إلى غرفة مجلس الوزراء.وفي توقيت يعاني فيه مجلس الوزراء من الفراغ، هيّج الغرائز والشارع وخلط الأوراق كلها في لحظة ملتبسة.

ومما لا شكّ فيه أنّ هناك جهة فاعلة تقف خلف التسريب تعرف كيف تستثمر في لحظة الغليان الإقليمي والحروب المذهبية المحيطة بلبنان، وهذا دليل على معرفة هذه الجهة بحس الشارع.

بدت وزارة الداخلية في مواجهة مع الشارع المحسوب عليها، وبدا وزير الداخلية مربكاً وكأنه المتهم الأوّل لأنه المعنيّ الأول بما يجري

لقد بدت وزارة الداخلية في مواجهة مع الشارع المحسوب عليها، وبدا وزير الداخلية مربكاً وكأنه المتهم الأوّل لأنه المعنيّ الأول بما يجري. فإذا كان الوزير المعنيّ نفى إثر أحداث المبنى (ب) وجود عمليات تعذيب ضد المعتقلين الإسلاميين، فكيف قرأ اللبنانيون تعابير وجهه وهو يتلمسه ويشاهد ما شاهدوه؟ فإذا كان يعرف فتلك مصيبة وإن كان ﻻ يعرف فتلك كارثة. وهل خفّف عنه دفاعه أنه ورث هذا الملف الشائك من أسلافه السابقين؟ وهل هذا يعفيه من تبعات وتداعيات ما حصل؟

الفيديو كان مدروساً، عسكريّ ملتح يهوي بنربيش إلماني من البلاستيك الإلماني المقوى على جمهرة من رجال، ومنهم مشايخ لفئة محسوبة على التكفير الملتبس بمعناه السوري الرسمي.

تنتهي اللحظة الداخلية هنا. لتظهر صورة اللحظة الإقليمية الأكثر حضوراً، وتظهر معها “مدرسة التوريث الأسدية” بكلّ معاييرها في القتل والتعذيب. وكأنها توحي بالقوة والقبضة الحديدية الممسكة بخيوط السيطرة والتدخّل ساعة تشاء، متدخلة في تفاصيل الملفات الداخلية الشائكة. وهذا ما أدخل تطورات الداخل بملف العسكريين المخطوفين وتعقيداته كلها.

اللاعب الخفي الممسك بخيوط التفجير الخفية اللبنانية الداخلية، غطّى بكرباجه وبرموز شريطه المفخخ بكل قوة، في وجه حكومة لبنان “المفرفطة”. وهدّد حوار رفع العتب المستقبلي – الحزبللاهي. وقذف بالكل في آتون نار حروب داخلية مذهبية قد ﻻ تبقي وﻻ تذر.

تظهر صورة اللحظة الإقليمية الأكثر حضوراً، وتظهر معها “مدرسة التوريث الأسدية” بكلّ معاييرها في القتل والتعذيب

وهنا الغاية الأساس والأهم، تلك هي التغطية الحقيقية على البراميل الأسدية وبقايا خرضة الألغام البحرية اللاهبة على الناس. إنّها عملية شيطانية ذكيه تأخذ لبنان إلى حيث تريد هي، المطلوب الآن وبسرعة هو الرد السياسي وبكرباج أمني عادل وحاسم.

أولاً: إلتئام الحكومة في جلسة تخصصها لإنهاء ملف المعتقلين الإسلاميين المزمن، ومحاكمة الدواعش الملتحين الرسميين المحسوبين على أمن اللبنانيين. وفضح الجهة السياسية التي تقف وراءهم ومهما كانت النتائج.

سجن أبو غريب

ثانياً: معالجة ملف سجن رومية معالجة جذرية تنفيذية تلغي كونها سيفاً مسلطاً وخطيراً يهدد أمن لبنان العام. ثالثاً: العمل على دعوة مجلس النواب إلى جلسات مفتوحة متواصلة توصلاً إلى انتخاب رئيس للجمهورية طبقاً للقانون والدستور.

وإن لم يعالج ملف “أبو غريب” أللبنانيّ وتداعياته فإنّ تفاعلاته ستهدد السلم الأهلي وتغرق لبنان في حروب التمذهب المفتوحة التي لطالما حاول اللبنانيون الهروب منها. وبهذا نكون قد استدعينا الحرب السورية المفتوحة استدعاءً إلى لبنان..

السابق
لماذا خاف حزب الله من تحرك «17 حزيران »؟
التالي
أبو فاعور: التحقيق في قضية إيلا طنوس يجب أن يستمر