نتائج «البريفيه» في 26 حزيران.. انتظروا نسبة نجاح مذهلة!

تستمر عمليات التصحيح لمسابقات الامتحانات الرسمية في الشهادة المتوسطة، والتي شارفت على نهايتها، فيما بدأ تصحيح مسابقات مواد الشهادة الثانوية بفروعها بعد وضع أسس التصحيح وعمليات الفرز ووضع الأرقام الوهمية على المسابقات.

نتائج الامتحانات الرسمية بحسب ما صدرت عن وزارة التربية

قطع تصحيح مسابقات مواد “البريفيه” شوطاً مهماً، ويتركز في مجمع بئر حسن التربوي، وسط سجالات عن صعوبات يعانيها الاساتذة الذين يصححون في أجواء غير طبيعية، تبدأ بضيق المكان وقلة الغرف، وفقر التجهيزات من الطاولات الى المقاعد، وغياب التبريد، الى التصحيح اليدوي، في غياب المكننة، ثم التدقيق الذي يأخذ وقتاً بعد المصحح الثاني، والجمع وتدوير العلامة، بالإضافة الى ان هناك عدداً غير كاف من المصححين. لكن المشكلة ليست هنا، اذ ان المعاناة تتكرر سنوياً باستثناء العام الماضي الذي لم تجرِ فيه عمليات التصحيح بسبب مقاطعة هيئة التنسيق النقابية ومنح الإفادات للمرشحين، فالمشكلة تكمن في ما يسرب من داخل مركز التصحيح بأن النتائج هذه السنة ستكون مذهلة والنجاح سيفوق التوقعات.
يبدو التصحيح هذه السنة وكأن هناك قراراً بالتساهل في تصحيح أجوبة المرشحين على الاسئلة، خصوصاً في مواد أساسية في شهادة البريفيه، وذلك بعد إخفاق عدد كبير من التلامذة في دورة العام 2013، والتي أظهرت رسوب أكثر من 70 في المئة من التلامذة في مادة اللغة العربية، وتفاوت النتائج بين منطقة وأخرى، بسبب حدوث عمليات تساهل في المراقبة في عدد من المناطق على حساب مناطق أخرى أو في مراكز على حساب أخرى، وكأن هناك أيضاً قرار بأن شهادة البريفيه يجب ان تكون انتقالية، وبالتالي التساهل في إجرائها كي لا تشكل عقدة لتلامذة يخضعون باكراً لامتحان رسمي.

 

فكيف يمكن تفسير اعلان ان غالبية المرشحين في البريفيه قد نجحوا في مادة اللغة العربية، او على الأقل النسبة الكبرى منهم، وهو ما اعلنه وزير التربية الياس بوصعب عند تفقده مركز التصحيح أخيراً، بأن نسبة النجاح في اللغة العربية مرتفعة، فما الذي تغيّر خلال عامين لنشهد هذه النسبة من النجاح؟ وكيف يمكن وضع علامة 20 على 20 في مادة التربية أي العلامة الكاملة لمادة في الثقافة العامة، وهي تحصل للمرة الأولى، وفق ما نقله أحد الأساتذة الذي يتابع عملية التصحيح، فيما علامة الصفر لا توضع الا للورقة البيضاء. اما المواد العملية فتجزأ علامتها، وهناك قرار بعدم التشدد، حتى ان كثيرين نالوا علامة 20 على 20 ايضاً في مواد الفيزياء والرياضيات والكيمياء. فالعلامة هي لمصلحة التلميذ، وهو ما يضعه المصححون على المسابقات، حيث تمنح العلامة كاملة، حتى عندما يكون هناك خطأ ما قبل انجاز السؤال، اذا كانت إجابة المرشح النهائية صحيحة. كذلك في التدقيق اذا كان هناك هامش أو فارق في العلامة بين المصححين، فإن المدقق يختار العلامة الأعلى من دون قسمة العلامتين، وهذا في ذاته تساهل في التصحيح والتدقيق والعلامة التي تصبح كاملة ايضاً عند تدويرها، فإذا كانت ربع علامة او نصف تمنح علامة كاملة. ويشار ايضاً الى تساهل المصححين في منح العلامات كاملة حتى لو كان خط المرشح غير واضح، أو انه اضطر الى الكتابة على المسودة في ورقة الامتحان.

لكن المشكلة تبرز أيضاً في مادة اللغة الفرنسية لشهادة البريفيه، والى حد ما الانكليزية. فهناك تفاوت بين قدرات المصححين وفق أحد الأساتذة، الذي يرى ان تلامذة المدارس التي تدرّس الفرنسية أو تحضر تلامذتها منذ البريفيه الى البكالوريا الفرنسية يعانون الأمرين. ذلك انهم يكتبون بطريقة مختلفة وأكثر دقة عن تلامذة المدارس الرسمية، لكن المصححين لا يأخذون ذلك بالاعتبار فيضعون على مسابقاتهم علامات لا ترتفع كثيراً عن معدل النجاح، فيما الذين يجيبون بطريقة تقليدية عن الكتاب أو الذين يغشون يمنحون علامة مرتفعة. وهذا أيضاً تساهل يقضي على جهد تلامذة اشتغلوا على اللغة الفرنسية ويتوقعون علامة مرتفعة أو شبه كاملة، لكنهم لا ينالون الا معدل النجاح المطلوب.

ويقول أحد الأساتذة الذين يشاركون في التصحيح ان الأسئلة التي وضعت لمسابقات مواد البريفيه كانت سهلة عموماً، ولذلك تُطرح اسئلة عن المناهج التي لا تقترب من المناهج الفرنسية ولا البريطانية او الاميركية، ولا تستند عملية التعليم على التقويم والاعداد ليصل التلميذ الى الامتحانات محتاراً في أي مادة سيكون افضل. والحصيلة أن النتائج هذه السنة وفق توقعات الأساتذة والمصححين ستكون مذهلة ونسبة النجاح مرتفعة. فهل هذا انجاز للتربية؟.
(النهار)

السابق
لمدمني القهوة اليكم الحلّ في رمضان
التالي
فضل شاكر يخرج عن صمته وهذا ما قاله..