لا تقلقوا الله يتقبل إيمانكم الموسمي في رمضان؟

شهر رمضان
في السنوات الأخيرة بتنا نشهد ظاهرة الإيمان الموسمي خلال شهر رمضان فقط عند كثر من المسلمين، فهل يتقبل الله طاعتهم في رمضان بالرغم من أنّهم يعصون الله قبل وبعد الشهر؟ مدير مجمع الثقافي الجعفري الشيخ محمد حسين الحاج، والشيخ عبدالله السباعي يجيبان لـ «جنوبية» عن هذا السؤال؟

حلّ الشهر الفضيل على الأمة العربية والإسلامية هذا العام وسط الدمار والحروب والموت والإحباط المنتشر في معظم أقطار العالم العربي، لذا تكثر الدعوات والصلوات في شهر الرحمة من أجل مستقبل مشرق يعيد الأمل للشعوب المكسورة.

هذا على الصعيد العام أمّا على الصعيد الخاص، ففي كل عام ومع بداية شهر رمضان يتوجه الناس إلى العبادات والصلوات والصوم وأداء الفرائض. تحتشم الفتيات، ويمتنع الشبان عن شرب الخمر. وما إن ينتهي رمضان ويهلّ هلال العيد حتى تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل يوم من بداية رمضان، فيترك معظم الناس صلاتهم ويعودون إلى كل عاداتهم التي امتنعوا عنها خلال شهر العبادة لأنهم يعلمون أنّ ما يقومون به يخالف الشرع.

ما نراه عند بعض المسلمين من إيمان في رمضان فقط هو فعل رباني أقوى من إرادة الناس، ففي شهر رمضان تكّف يد إبليس والشياطين، وتنتشر ملائكة الرحمة

فما هو رأي الشرع في الإيمان الموسمي الذي يحلَ على الناس في شهر رمضان فقط من كل عام؟

الشيخ عبد الله السباعي من دار الإفتاء شرح في حديث لـ «جنوبية» سبب ظهور الإيمان عند الكثير من المسلمين فقط في رمضان، حيث قال: «ما نراه عند بعض المسلمين من إيمان في رمضان فقط هو فعل رباني أقوى من إرادة الناس، ففي شهر رمضان تكّف يد إبليس والشياطين، وتنتشر ملائكة الرحمة والبركات في الآفاق. لذا نجد قلوب الناس مليئة بالإيمان وتتغير طبائعهم لأنّ لرمضان خصوصية تقرب العبد من ربه تختلف عن باقي أشهر السنة».

“كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون” فالعبد يعصي ثم يتوب، والله دائماً يغفر الذنوب ولا يملّ من العبد العاصي الذي يلجأ إلى التوبة

وعن قبول الله أعمال عباده الذين يعصونه في أشهر السنة كلّها ويعبدونه في رمضان فقط، أكدّ السباعي أنّ «الله غفور رحيم، والإسلام يحاسب على النوايا، فإذا كانت أعماله في رمضان عبادةً وإخلاصاً بنية التوبة وطلب المغفرة، فالله يتقبل أعماله ويغفر ذنوبه حتّى ولو عادة بعد رمضان إلى المعاصي فـ”كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون” فالعبد يعصي ثم يتوب، والله دائماً يغفر الذنوب ولا يملّ من العبد العاصي الذي يلجأ إلى التوبة».

وتابع السباعي: «ونحن كرجال دين ومؤمنين علينا أن ننظر نظرة إيجابية للعبد الذي يؤدي الفرائض في رمضان ويبتعد عن المعاصي هكذا أمرنا الإسلام، بل نمتدحه ونشجعه ربما يكمل بعد رمضان شيء من العادات الحسنة التي بدأها في الشهر الفضيل. ولكن إذا قلنا لهذا العبد أن الله لن يغفر لك ولن يتقبل منك فإننا بذلك نبعده عن الدين ». وختم السباعي «لكل عمل حسابه، أنا مع الزانية أن تصوم وتصلي فالقرب من الله يساعد الإنسان على التوبة والإبتعاد من الفحشاء والمنكر».

المعصية قبل وبعد رمضان لا تمنع قبول الطاعة في شهر رمضان المبارك

مدير مجمع الثقافي الجعفري الشيخ محمد حسين الحاج اتفق مع الشيخ عبد السباعي وقال في حديث لـ «جنوبية» أنّ «العبادات ليست خاضعة لأزمان وأماكن، بل هي خاضعة للأعمال وكل بحسابه»، وتابع «أمّا في رمضان ولأنه شهر الرحمة تغتنم الناس الفرصة للتوبة والرجوع إلى الله».

وعن موضة العبادات الموسمية قال الحاج «المعصية قبل وبعد رمضان لا تمنع من قبول الطاعة في شهر رمضان المبارك». ولفت الحاج أنّ «من فعل المحرم وترك حدود الله بعد رمضان وتاب عنه في رمضان، فإن الله يحاسبه أكثر لأنه أصبح مستهزءاً ومستهتراً، أي أنّه لا يأخذ ثواب شهر رمضان كما المؤمن في كل الأوقات لأنّ أحيانا هناك معاصي تمنع الثواب أو تخفف الثواب».

شهر رمضان

وختم الحاج «الناس تتجه إلى الإيمان في رمضان لأن الأجواء تكون دينية، لذلك يعود الإنسان إلى دينه لأنه متدين بالفطرة».

السابق
نقد الطوائف للتخفف من إكراهاتها
التالي
عون: إما رئيس أو تقسيم البلد ليصير زعيم كانتون