رمضان هذا العام شهر حزين في الضاحية الجنوبية

تمنع حالة التشييع اليومي التي تسود في الضاحية الجنوبية، إضافة إلى الفقر المدقع والحذر الأمني، وحالة الاكتئاب الحاصلة سكان الضاحية أن يشعروا أن شهر رمضان قد أتى.

يبدو أن هذا الشهر الفضيل رمضان هو عنوان الحذر والطفر في الضاحية الجنوبية. كالعادة في كل عام، ينتشر الناس في الأسواق ليشتروا مستلزمات الشهر الفضيل من تمر وجلاّب وعدس ورزّ وغيرها، ليسهّلوا على أنفسهم الإعداد للإفطار اليومي. ولكن هذا الشهر أتى مختلفاً عمّا مضى، فلا تبدو مظاهر استقبال رمضان حاضرة من زينة وتسوّق والأمور اللوجستية الإعدادية لهذا الشهر غائبة أيضاً. اللهم باستثناء اللاجئين السوريين الذين يبتاعون بواسطة البطاقات المعونية المقدمة من حزب الله أو المفوضية للاجئين في لبنان.

معظم سكّان الضاحية الجنوبية سيعيّدون على المقابر، وذلك لما وصلت إليه الأمور من فقدان شباب عزيزين

هذه الحالة الكاتمة والذي لم نعتد عليها من ركود في المحلات المواد الغذائية أو الخضار ليست بسبب غلاء الأسعار والرواتب المنخفضة بعض الشيء للمواطن اللبناني، وإنما لانشغاله بأشياء يعتبرها أهم، مثل الحذر الأمني على سبيل المثال، والحالة النفسية المنهارة إن من ناحية الوضع الأمني والاقتصادي في البلد الخالي من رأس الدولة والمجلس المُمدِّد، وحالة الضياع في مجلسه الحكومي، والفراغ الدامس في المراكز الأمنية، أو التشييع اليومي لضحايا حزب الله في حربه السورية والتي غاص في وحولها منذ أربع سنوات ولا نعرف مدى نهايتها وعلى ما يبدو إنها طويلة الأمد برغم من دنو توقيع الاتفاق النووي بين إيران وأميركا والدول الخمس.
ولو تجوّلت قليلاً في أسواق الضاحية الجنوبية، سوف تجد الناس في حالة ضياع وحذر يومي، يبتاعون احتياجاتهم فقط، فلا تجد الزينة المعتادة في كل شهر رمضان، ولا الناس فرِحة لقدوم الشهر الفضيل. بل بالعكس تجد معظم الناس يفكّرون من أين سوف يأتون بالمصاريف الإضافية التي ستحلّ عليهم في خلال شهر رمضان.

الضاحية الجنوبية
باختصار، حالة يأس واكتئاب عامّة تحلّ بعائلات الضاحية، ويزيد الطين بلّة حالة الفقر المدقع التي يعيشونها، إضافة إلى انقطاع المعتاد للكهرباء في كل فصل صيف “تقنين قاس”، ولا أحد يستطيع تفسير هذا سرّ العظيم الكهربائي، وأيضاً حالة إطلاق الرصاص من حين إلى الآخر. كل هذا يمنع أهل الضاحية باستقبال شهر رمضان بالترحاب والفرحة والتموين له، فيفضّلون البقاء في منازلهم معظم الأوقات، وشراء الاحتياجات فقط لا غير.

لو تجوّلت في أسواق الضاحية الجنوبية، سوف تجد الناس في حالة ضياع وحذر يومي، يبتاعون احتياجاتهم فقط

وبناء عليه، يعتقد أن معظم سكّان الضاحية الجنوبية سوف يعيّدون على المقابر هذا العام، وذلك لما وصلت إليه الأمور، من فقدان شباب عزيزين في كل منزل.

السابق
رجال الأعمال اللبنانيين الشيعة في مواجهة العالم
التالي
سليمان يسأل لحود : كيف تقدمت بالتعزية بشهداء الجيش قبل استشهادهم بثلاثة أيام ولماذا أكملت سهرة رأس السنة ان كانت روايتك حقيقية؟