السيسي يلتقي سلام: دعم مطلق وتسهيلات «زراعية»

كتبت صحيفة “المستقبل” تقول : على جبهة التصدي لنيران الفتنة المستعرة في المنطقة وتطويق فتائلها المذهبية والطائفية التي تقتات بوقود “التطرّف والتطرّف المضاد” المتصارع على امتداد الوطن العربي بمختلف أنواع الأسلحة الإيرانية والداعشية، وبينما استكمل زعيم “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط حراكه المسؤول عن وأد المشاريع الفتنوية على الساحة الدرزية بلقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمّان حيث كان تأكيد مشترك على “عمق العلاقة التاريخية بين الأردن والطائفة الدرزية”، لفت الانتباه على المستوى الداخلي أمس مشهد التلاقي بين مجموعة من اللبنانيين المستقلين في وسط بيروت “عملاً للوحدة ورفضاً للفتنة” في إطار وقفة وطنية “لأجل تحييد لبنان عن زلازل المنطقة” التي يمعن “حزب الله” في جرّ البلد إليها عبر فوهة تورطه الجهنمي في الحرب السورية و”تَ ما يروح تلات رباعنا” رداً على ما سبق أن قاله أمين عام الحزب للطائفة الشيعية من هذا القبيل في معرض تبريره سقوط الضحايا من أبنائها في معركة الدفاع عن الأسد.

أما على جبهة الحراك الرسمي المسؤول عن تحصين الساحة الوطنية، فبرزت أمس الزيارة “المثمرة” التي قام بها رئيس الحكومة تمام سلام إلى مصر حيث التقى كبار المسؤولين الرسميين والروحيين وفي مقدمهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتلقى منه “دعماً مطلقاً” للبنان ووعداً من القيادة المصرية بتقديم تسهيلات لتصريف المنتجات الزراعية اللبنانية.

 
وأوضحت أوساط الرئيس سلام لـ”المستقبل” أنّ الرئيس المصري حرص على إبداء “اهتمام استثنائي” بزيارة رئيس الحكومة، بحيث عقد معه لقاءً مطوّلاً على مدى ساعة في قصر الاتحادية بحضور رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب قبل أن يليه اجتماع موسّع بين الجانبين بحضور الوفد المرافق، ثم تعمّد في الشكل الخروج عن البروتوكول الرئاسي في وداع سلام من خلال مرافقته “حتى الباب”. أما في المضمون، فنقلت الأوساط أنّ السيسي أكد لسلام أنّ “مصر مستعدة لمساعدة لبنان في كل ما يريد وعلى كافة المستويات”، متمنياً في الوقت عينه على اللبنانيين “تحصين وطنهم في مواجهة تحديات ومخاطر المرحلة”. كما تطرقت النقاشات إلى ملف الرئاسة اللبنانية، فتم تجديد الموقف المصري الداعي إلى “انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن لتحقيق الاستقرار”، مع التشديد على “دعم لبنان وجيشه في حربه ضد الإرهاب وتأكيد دعوة مصر إلى صياغة استراتيجية عربية لدحر الإرهاب ووقف إمدادات السلاح والمال للتنظيمات الإرهابية”.

 
تسهيلات زراعية
وعن اللقاء الذي عقده مع نظيره المصري، كشفت أوساط سلام لـ”المستقبل” أنّه خلال المحادثات التي تناولت بين الجانبين مروحة شاملة من المواضيع والملفات، أبدى محلب “استعداد مصر لمساعدة لبنان في عمليات نقل منتجاته الزراعية بناءً على طلب الرئيس سلام”، مشيرةً في السياق عينه إلى أنّ وزير الزراعة أكرم شهيّب سأل خلال الاجتماع أيضاً عن إمكانية تخفيض مصر الرسوم الجمركية والمرفئية ومبالغ الـ”Deposit” المطلوبة في مجال التصدير الزراعي والتي تُقدّر بقيمة 10 ملايين دولار، فأبدى رئيس الوزراء المصري استعداداً تاماً للتجاوب مع الطلبات اللبنانية قائلاً: “أرسلوا لنا بالتفصيل كل ما تريدونه ونحن جاهزون للمساعدة والتعاون”. كذلك اتفق الرئيسان سلام ومحلب على عودة اللجنة المشتركة بين البلدين إلى الانعقاد في الخريف المقبل بعدما كانت متوقفة عن الاجتماع منذ العام 2010.

 
“القوة المشتركة”
وفي مقر جامعة الدول العربية، التقى رئيس الحكومة والوفد المرافق الأمين العام للجامعة نبيل العربي وتباحث معه في الأوضاع والتطورات العربية من كافة جوانبها، وأفادت أوساط سلام أنّ العربي حين سأله عن جواب لبنان على البروتوكول الخاص بإنشاء قوة عربية مشتركة الذي سبق أن أرسل إلى بيروت، اكتفى رئيس الحكومة بالقول: “طوْلوا بالكم علينا، الحكومة ما عم تجتمع”.

 
شيخ الأزهر وبابا الأقباط
وكان سلام قد استهلّ زيارته الرسمية لمصر باجتماع عقده مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيّب استعرضا خلاله على مدى ساعة الأوضاع في العالمين العربي والإسلامي في ظل موجة التطرف التي ترفع شعارات دينية، وأشاد سلام في هذا الإطار “بالجهد الكبير الذي يبذله شيخ الأزهر من أجل صياغة خطاب ديني معتدل والتصدي للإرهاب والغلو واعتماد نهج التواصل والحوار في حل الخلافات”. ثم اختتم سلام زيارة القاهرة بلقاء بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني.
وتعليقاً على المشهد، قال الوزير شهيّب لـ”المستقبل”: “لعلّ أهمية زيارة مصر بالإضافة إلى كل ما تضمنته من مضامين على صعيد تمتين أواصر التعاون بين البلدين، أنها بدأت من الأزهر وانتهت لدى مرجعية الأقباط، في مشهد عبّر عن أرقى علامات التعايش الإسلامي المسيحي في المنطقة”.

السابق
دريان يستنكر محاولة «فريق الاستيلاء على النظام» ويشدد على أنّ عرسال لا يحميها إلا الجيش
التالي
الحل : يطرح التعيين الامني في مجلس الوزراء فيسقط وتتوقف المقاطعة