«سيناريو داعشي» لعملية إرهابية شمالاً؟ الحوار «يتدحرج» من الرئاسة إلى.. الحكومة

الحوار

كتبت صحيفة “السفير” تقول : لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع والثمانين بعد الثلاثمئة على التوالي.
ولكن في المقابل، أصبحت للبنان 13 جلسة حوار بين “حزب الله” و “تيار المستقبل”، إذا جرى احتساب جلسة اليوم التي ستعقد في عين التينة، فوق صفيح ساخن، اجتمعت فيه حرارة عرسال والجرود، وحمّى الأزمة الحكومية، ولهيب المنابر، وجمر الاستحقاق الرئاسي.

 
ويبدو أن “ماراتون” الحوار مستمر حتى إشعار آخر، وإن كان قد تحوّل في الفترة الاخيرة الى مجرد “طقس” شهري أو نصف شهري، بل ان البعض اعتبر أنه تقزم الى حدود “صالون سياسي” لهواة “الرياضة الذهنية”، يتبادل ضيوفه أطراف الحديث في سهرات طويلة، أقرب ما تكون الى “الوقت المستقطع” في مباراة ملاكمة.
وكم من مرة خرج بعض المشاركين في الحوار من جلسات عين التينة، ليتوجهوا مباشرة الى “المنبر” ويستأنفوا الحملة على الطرف الآخر، قبل أن يكون حبر البيان المشترك قد جف، أو أن بعض البيانات الرسمية كانت تصدر فيما كلام المتحاورين يقول عكسها!
ومع ذلك.. لا حرب السعودية على اليمن، ولا معركة “حزب الله” في جرود القلمون، ولا “زوبعة عرسال”، ولا سقوط تدمر وأريحا وإدلب وجسر الشغور واللواء 52 في سوريا، ولا حملات التخوين المتبادلة ولا تبدل الهويات الملكية.. استطاعت أن تعطل الحوار الذي يكاد يتحول الى واحدة من “العجائب” اللبنانية.
بل ان أحد المتحاورين قال لـ “السفير” ان ما يحدث يؤكد أكثر فأكثر ضرورة استمرار الحوار، باعتبار ان الحاجة اليه تتضاعف في زمن احتدام الأزمات والصراعات، ويكفي انه يحافظ على خيط ممدود – ولو رفيعاً – بين جهتين تشتبكان سياسياً على كل خطوط التماس الإقليمية.

 
وكون استمرار الحوار في بيئة ملتهبة يشكل أعجوبة، لا يعني أنه يستطيع أن يصنع “معجزات”، وبالتالي لا أحد من الأطراف المعنية يتوهم أن بإمكان هذا الحوار تحقيق اختراقات كبرى، ومعالجة أزمة معقدة.. جذورها في عواصم المنطقة وفروعها في بيروت.
وإذا كانت المراحل الاولى من الحوار قد أنجزت ما يمكن تحقيقه ضمن “الهوامش المحلية” على مستوى الخطط الامنية وإزالة الصور والشعارات الحزبية، فإن الجلسات الاخيرة باتت متواضعة أو معدومة الإنتاجية، ودخلت في دائرة المراوحة، في ظل الاصطفاف الحاد والانقسام العميق حول خيارات استراتيجية، لا تحتمل حتى هذه اللحظة أي تسوية.
وتنعقد جلسة اليوم تحت وطأة ملفات الشلل الحكومي وعقدة التعيينات الأمنية وأصداء معركة الجرود وهواجس عرسال، وسط انخفاض سقف التوقعات مسبقا، علما ان مصادر مقربة من بري رجحت أن يحتل المأزق الحكومي حيزا واسعا من البحث، آملة أن يفسح النقاش بين وفدي “حزب الله” و “المستقبل” مجالا أمام الدفع نحو احتواء هذا المأزق المستجد.

 
بري.. والأمن
وعشية الجلسة، أكد الرئيس نبيه بري لـ “السفير” أهمية استمرار الحوار بين “حزب الله” و “تيار المستقبل”، وقال: صحيح ان الحوار لم يحقق الكثير في الجلستين الأخيرتين لكنه لا يزال ضرورة لحماية الوضع الامني.
وأضاف: برغم الاشتباك السياسي العنيف في الداخل، فإن الملاحظ هو أن هناك حدا أدنى من الاستقرار الامني المقبول الذي ساهم الحوار في تحقيقه.
الى ذلك، عُلم أن الرئيس بري كان قد تمنى على “تيار المستقبل” تخفيف الحملات المتعلقة بالوضع في عرسال، حرصاً على أهالي البلدة وعلاقتهم مع الجوار، محذرا من التداعيات السلبية التي تتركها اللغة التحريضية على نسيج المنطقة.
وشدد بري على ان بيان مجلس الوزراء الاخير الذي وافق عليه “حزب الله” و “المستقبل”، وساهم الوزير علي حسن خليل في صياغته، هو سقف المعالجة، وبالتالي لم تعد هناك حاجة للتصعيد.

 
الجسر: تخفيف الاحتقان
وقال النائب سمير الجسر لـ “السفير”: سنذهب الى جلسة الحوار بالروحية والذهنية اللتين ذهبنا بهما الى الجلسة الأولى، ونحن نؤمن بأن الحوار ضرورة وطنية، وبطبيعة الحال فإن العنوانين الأساسيين اللذين يتم بحثهما لجهة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، والتخفيف من الاحتقان والتوتر في الشارع، يختصران كل العناوين الأخرى، ونحن سنتحدث خلال الجلسة بصراحة متناهية حول كل أسباب زيادة الاحتقان.
وأضاف: لو كان لدينا رئيس للجمهورية لما كانت هناك أزمة حكومية اليوم، ولو لم يكن هناك حوار لكنا قد وصلنا في ظل هذا الجو المشحون الى ما لا تحمد عقباه، لذلك علينا أن نصل الى توافق على الانتخابات الرئاسية، وأن نعالج مسببات الاحتقان الذي يكبر بين كل جلسة وأخرى.
ورأى الجسر أن الأزمة السياسية في البلد معقدة جدا، وما يحصل خلال الحوار هو تنفيس الاحتقان وتبريد أرضية الشارع وصولا الى احتواء كل الإشكالات، مؤكدا أن الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان، في ظل كل ما يحصل سواء في الداخل أو الخارج، هو مسؤولية وطنية مشتركة.

 
“حزب الله”: ماضون بالحوار
وقالت أوساط مطلعة على موقف “حزب الله” لـ “السفير” إن الحزب ماض في الحوار مع “المستقبل”، على الرغم من كل السجالات الحادة التي تسبق وتلي جلسات عين التينة.
ولفتت الاوساط الانتباه الى ان الحزب يعتبر انه من المفيد إبقاء قناة التواصل مفتوحة مع “المستقبل”، في ظل الصراعات المحمومة الممتدة من الساحات الاقليمية الساخنة الى لبنان، وإن يكن هذا الحوار لا يخرج بنتائج نوعية.
وأشارت الاوساط الى ان بقاء مساحة للكلام بين “حزب الله” و “المستقبل”، هو إنجاز بحد ذاته، ينبغي ان يُحافظ عليه، الى حين نضوج اللحظة السياسية التي تسمح بالبناء على هذه المساحة.

 
“النصرة”.. و “داعش”
وفي خطوة مشبوهة ومريبة، تأتي في سياق التهويل المقصود من التداعيات الأمنية التي يمكن أن تترتب على المعارك في جرود القلمون وجرود عرسال، كما يمكن أن تأتي في سياق التنافس بين “النصرة” و “داعش”، سرّب أحد قيادات “جبهة النصرة” عبر حسابه على “تويتر” الذي يحمل اسم “أُس الصراع في الشام” معلومات عن مخطط إرهابي ينوي تنظيم “داعش” القيام به في أول أيام شهر رمضان في محافظة الشمال.
وفي التسريبات المبنية، وفق قوله، على “معلومات موثقة”، فإن تنظيم “الدولة الإسلامية يجهز لعملية كبيرة في طرابلس في أول رمضان ضد الجيش اللبناني”، مشيراً إلى أن العملية من المفترض أن تكون بقيادة “أبو قتادة” العراقي الذي قدم من محافظة الرقة السورية و “قام بتفعيل بعض الخلايا النائمة”. كما ذكر أن “أبو قتادة” العراقي مقيم حالياً في حي الرمل في طرابلس.
يُذكر أن “أس الصراع في الشام” هو القيادي في “جبهة النصرة” المعروف باسم “أبو محمد صالح الحموي” وكان يشغل منصب “الأمير الشرعي” في محافظة حماه. كما كان معروفاً بعلاقاته الواسعة مع قيادات “الدولة الإسلامية”، حتى أنه كان يُتَّهم بـ “الدعشنة” لكنه أعلن منذ فترة عن “توبته”، وذلك في بيان أقر فيه أنه كان “يتبع نهج الغلو والتطرف ولكن الله خلصه منه”.

السابق
التعثّر الحكومي أسبوعاً ثانياً وسلام إلى القاهرة برّي عن الرئاسة الأولى: «حتى الآن ما في ضو»
التالي
سامي أمين الجميّل رئيساً لـ«الكتائب»: مسؤوليتي كبيرة الحكومة والتعيينات على طاولة الحوار اليوم