أهانه عادل وكرّمه زافين: عبد الله طالب فضح ليل الثلاثاء؟

عبد الله طالب
عبد الله طالب هو نموذج مواطن طموح وحالم، لم يعر أهمية للعمر إطلاقاً، لهذا جلس على مقاعد الدراسة ولم يهتم لما قد يقوله الناس إن من ناحية السخرية او التعليقات، وصمّم على تحقيق حلمه، وهو يستحق التحيّة لأنه أعطى المجتمع اللبناني جرعة من الإرادة والتصميم على تحقيق الهدف مهما كانت الظروف. في اللحظة نفسها التي كان عادل كرم يهينه ويسخر منه ضمن حلقة مسجّلة، كان زافين قيومجيان يكرّمه في لقاء مباشر على الهواء.

في طفرة برامج “ما يطلبه المشاهدون” ظهر مؤخراً خلال برنامج عادل كرم “هيدا حكي” مشهد مخزٍ جداً برأي معظم الناس. وتكوّن انطباع عام على سوء إدارة البرنامج وسوء نيّة عادل كرم من خلال التعليقات المعترضة على ما فعله عادل كرم، شاهدها كلّ من يتابع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. تلك التي حفلت بمن هاجموا عادل كرم بشدّة عندما عرض مشهدا ساخراً من الطالب الستّيني (63 عاماً) عبد الله طالب، وهو على مقاعد امتحانات “البريفيه” في مرجعيون جنوب لبنان. ورغم أنّ بعض الناس ضحكت للمشهد، خصوصاً من كانوا في الاستديو، إلا أنّ هذا المشهد يستحق التعليق عليه لا بل ومقارنته في برامج أخرى أكثر جدّية مثل برنامج زافين “بلا طول سيرة”.

زافين: عبد الله طالب ليس حالة عامّة في لبنان بل هو نموذج تحدّى المجتمع ولم يعرْ انتباهه إلى الناس

زافين كان ليل الثلاثاء الفائت يكرّم الطالب عبد الله طالب مباشرة على الهواء في برنامجه “بلا طول سيرة”، في اللحظة نفسها حين كان عادل كرم يسخر منه. يرفض زافين التعليق سلباً على زميله عادل كرم، لكنّه يعتبر أنّ “عادل يستطيع أن يسخر، ولم يخطىء في الشكل، بل في المضمون، فلا يستطيع عادل كرم أن يتغزّل بوزير أو سياسي وأن يسبّ أو يسخر أو يشتم طالب عمره ستّين، وذنبه أنه قرّر أن يُكمل تعليمه”، ويكمل زافين: “هذا الرجل مصدر إلهام للمجتمع وليس مصدر سخرية”.عادل كرم
هذا يحيلنا إلى نوعيّة البرامج التي أصبحت تلاحق الـrating، أي نسب المشاهدة. وربّما وقع الثلاثاء في خطيئة ليل الإثنين على الشاشات المحلية في لبنان. فبرامج ليلة الاثنين: طوني خليفة وريما كركي وجو معلوف، تمتلىء بالمواضيع الجنسية وبالمبالغات، والتي لا تضيف شيئا إلى الذوق الإعلامي وإلى التجارب الإعلامية. فهل أصبح عادل كرم ملتحقاً بركبهم؟
في هذه الصدفة غير المقصودة يثبت زافين أنّ لا يزال يسير على مسار مختلف من البرامج، وظهرت لحظة اختلاف برنامج “بلا طول سيرة”. فهذا الطالب الستيني، والذي كان موضع سخرية في برنامج عادل كرم، كان مكرّماً في برنامج زافين.

وقال زافين في حديث لـ”جنوبية”: «هذا الرجل يمكن أن يكون مصدر إلهام لكثير من اللبنانيين، ويستطيع أن يكون درساً بأن العلم ليس لديه عمر، وأن الفرد يجب أن يبقى يلاحق أحلامه مهما كانت». وأضاف زافين:» أنا من طبيعة عملي أحب أن أسلّط الضوء على هؤلاء الناس الذين يتحدّون المجتمع والمسلّمات في المجتمع، ليصلوا إلى مرادهم».
ويزيد زافين: «أحببت أن أوجّه تحيّة إلى الطالب عبد الله طالب باستضافته في برنامجي، كما أنه هو ردّ التحيّة بالمثل بحضوره إلى حفل توقيع كتابي، وقدّم لي درع شكر. وأنا تسلّمت الدرع وأمام الملأ بكل محبّة وفخر، وبالنسبة لي عبد الله طالب هو نموذج جميل لمواطن حلِمَ وحقّق حِلمِه».

عبدالله طالب الستيني، الذي كان موضع سخرية في برنامج عادل كرم، كان مكرّماً في برنامج زافين

ويشرح زافين عن الحلقة التي كانت عن النظام التربوي أنّه “بلا طعم” ولا فائدة منه، ولا يواكب العصر، كما يعتبر البعض. مؤكداً على أن التعلُّم في لبنان لم يُعتبر يوماً من الكماليات، كان دائماً جزء أساسيا من المجتمع اللبناني. والمجتمع اللبناني يعطي أهمية كبرى للمدرسة والتعلُّم. ولكن بالنسبة للطالب عبد الله طالب فهو مرّ في ظروف حرب لم يستطيع إكمال تعليمه، فتحوّل إلى رجل ناجح في مجال عمله بالعقارات. واليوم في عمر الستين أحبّ أن يكمل أحلامه، فقرّر العودة إلى مقاعد الدراسة ومن ثم تقديم امتحان. واعتبر زافين أن عبد الله طالب ليس حالة عامّة في لبنان بل هو نموذج تحدّى المجتمع ولم يعرْ انتباهه إلى الناس وتبعات متابعة علمه من سخرية والتعليق وغيرها ولم أستطيع تحقيق حلمي، بل لحق حلمه.

زافين
وبسؤال الشخصي هل ترغب في متابعة تحصيلك الدراسي؟ أجاب زافين: أنا بعمر الأربعين عُدت إلى الجامعة، وأنهيت “الماسترز الثاني” في اختصاص الإعلانات، وكان في بالي العمل على شيء يُرجعني إلى أجواء الدراسة في الجامعة، وكان هذا في إطار توسيع الأفق الشخصي والعودة إلى أجواء الدراسة، علماً أنّ هناك منحى عالمياً بعودة الناس الأكبر في العمر إلى مقاعد المدرسة.

السابق
على أبواب محطة استقلالية نوعية
التالي
والاه: إسرائيل تنوي إقامة منطقة امنية لحماية الدروز