أبعاد زمان جسّده بطل اسمه حبيب صادق

رجل قد صنع على عين مبدعة، بحيث اتسعت ابعاد زمانه أزمة انسان جسّده بطل اسمه حبيب صادق. ونحن نصغي اليه ” اننا نصغي الى صدى معول، تضرب في ارض صلبة وقديمة” ضربات جوهرية تضع للحياة ” أمثولة “. والده المرجع الديني المعروف والشاعر الشيخ عبد الحسين صادق (1862م – 1942م).

حبيب صادق (1932م) ابن بلدة الخيام هو واحد ممن جسّدوا التجسيد الفني لعصر النفس الفردية والجماعية فكان نموذجاً لبطل رومانتيكي متمرد. وتمثلت علاقة الرجل بمجتمعه بعيداً عن الاحساس بالتعقيد والتقلب والاحساس بالالم نتيجة للعجز عن الانتماء. شخصية طردت الاكتئاب من جوانبها وجوانحها رغم سيرته المتنوعة والقاسية. و”كثيرين آخرين ما زالوا احياء، يستطيعون ان يناقشوا الكاتب…على امتداد وعيه المتجدد الطويل، وسيرته المنتوعة القاسية” و تلك “الذاكرة المحكية للبنان ” هي ” ثلاثة وثمانين عاماً الآن هي مسافة حياة حبيب صادق حتى الآن. حياة صعبة وصلبة، متنوعة ومستقيمة، يكاد يمحي فيها الخاصحبيب صادق والذاتي والجسدي الذي يصنع القصيدة وآلامها ومنعرجاتها، لتبرز على الشاشة صورة السياسي والاداري والمقاتل اليساري على جانبيه: الجانب الحالم السرفانتسي السعيد بأحلامه، والمستيقظ بين صحوة وصحوة على الخدعة. وجانب المتشبث بالحلم اليساري حتى ولو كان خادعاً لانه لا يمتلك سواه. ” فلنأخذ الجسد مثلا، جسد حبيب صادق، فأن قارئ السيرة ( وعارف الرجل) يعثر على جسد رقيق نحيل يتغذى بالنبات ويكتفي باليسير من الطعام.” “وهو يصف نفسه قائلاً: ” انني لست من ذوي الشهوات واكتفي بما تيسر من زاد اضافة الى انني متقشف نباتي لذا لا احتاج الى الكثير من الدخل حتى اؤمن عيشي (حوار الايام ص899). لكن هذا الحسد الناحل يعدو جسداً ملحمياً حين يجابه بالسرطان، فأن صراع عشر سنوات مع المرض الفتاك ما بين 1985م و1995م ، وخروج الرجل منتصراً في نهايته، هو صراع ملحمي. حبيب صادق في جسده صالح لان يكون قصيدة او رواية”.

ما أكثر المشاهد السردية التي تحيط بحياة رجل معطاء كشخصية الاستاذ حبيب صادق ظلّ فيها الرجل على شخصيته عاكفاً رغم الآلام  ان الاستاذ “حبيب صادق” بطل رواية حق وقد مثّل في بطولته اعظم تحد وقف وسيقف التاريخ له على استحياء.

 

(خيامكم)

السابق
العلامة الشيخ محمد حسين الحاج يستنكر ما جرى على الإخوة الدروز
التالي
حزب الله بعد العودة من سورية: حساب الميدان والسياسة