كتاب «سوسيولوجيا العنف والإرهاب»: لماذا يفجّر الإرهابي نفسه؟

سوسيولوجيا العنف والإرهاب
هذا الكتاب صادر حديثاً عن (دار الساقي في بيروت، في طبعة أولى 2015). وهدفه تقديم مساهمة فاعلة لدراسة العنف والإرهاب سوسيولوجيا وسيكولوجيّاً، لأخطر المشاكل الاجتماعيّة التي تُواجه عالمنا المعاصر.

عالمُ الاجتماع، الباحثُ والكاتبُ العراقي إبراهيم الحيدري، يختم دراسته الجديدة، والتي تحمل عنوان: “سوسيولوجيا العنف والإرهاب“، بتحديد وتعداد ستّ خطوات عملانيّة/ إجرائيّة، هي – إذا ما اعتُمدت بحرفيّتها، أو طُبِّقت بحذافيرها – كفيلة بخلقِ بيئة خالية من العنف والكراهية والعدوانيّة، بيئةٍ يسودها الحُبّ والتّعاون والتّسامح والحوار، وذلك بصفتها، من أولى الوسائل والأساليب التي يُجمع عليها علماء الاجتماع، للوقوف أمام العنف والإرهاب ورصده ومكافحته من جذوره، وحواضنه. ويسِمُ الحيدري، هذه الخطوات، ومن منطلقها الاجتماعيّ المشار إليه، بالخطوات العقلانيّة الرشيدة، لذا فهو يعتبر أننا “بهذه الخطوات العقلانيّة الرشيدة، يمكن أن نبني مجتمعاً ديموقراطياً، تعدُّدياً متسامحاً، يخلو من العنف والإرهاب”.

هذا الكتاب يتطرّق إلى أهمية لائحة حقوق الإنسان التي صدرت من الأونيسكو، وكذلك مبادئ الأمم المتحدة
وهذه الدراسة صادرة (عن دار السّاقي في بيروت، في طبعة أولى عام 2015)، وبعنوان فرعيّ داخليّ، قوامه السّؤال الآتي: “لماذا يُفجِّر الإرهابيُّ نفسه وهو منتشٍ فرحاً؟ ويعلن الحيدري في نهاية مقدِّمة الكتاب، ان هدفه من وضع هذه الدراسة: “وهدفنا هو ان نقدِّم مساهمة فاعلة لدراسة العنف والإرهاب، من الناحيتين السّوسيولوجيّة والسيكولوجيّة، لأخطر المشاكل الاجتماعية، التي تُواجه العالم المعاصِر اليوم”.
وعليه، فإن محتويات هذا الكتاب هي: مقدِّمة، وخمسة فصول، وخاتمة. يبحث الفصل الأول في سوسيولوجيا العنف، من حيث تعريف العنف، والاتّجاهات النظرية في تفسيره وعلاقته بالطبيعة البشريّة، كما يبحث في إشكاليّة الإرهاب، من حيث تعريفه وتاريخه وأسبابه، باعتباره ظاهرة عالميّة، تُشكّل خطراً جسيماً ضدّ المجتمعات والأفراد والدّول، وكذلك دور المنظمات الإرهابيّة المختلفة في نشر العنف والإرهاب، مع عرضٍ لأهمّ النظريات الفلسفيّة والاجتماعيّة والنفسيّة، التي عالجتْ العنف والإرهاب، وفي مقدِّمتها نظريات العقد الاجتماعي، من هوبز ولوك، مروراً بماركس وفرويد، وإبن خلدون، حتى فوكو وهابرماس.
أما الفصل الثاني فيتضمن مبحثاً في الثّقافة والعنف، من حيث سياق التّثقيف وتأثيره، على شخصية الفرد، ونموّ ميوله، نحو الحُبّ والتّعاون والعمل، أو نحو الكراهية والعنف والإرهاب؛ كما يبحث هذا الفصل، في وجوه العنف المتعدِّدة، كالعنف العِرقي، والعنف الدِّيني المقدَّس، وغيرها، مع التركيز على الحرب وفلسفتها وفنونها وأهدافها، باعتبارها أعلى أشكال العنف والإرهاب، ودور البطل “الكاريزما” في قيادة الجماهير.

هذه الدراسة صادرة عن دار السّاقي في بيروت، في طبعة أولى عام 2015، وبعنوان فرعيّ داخليّ: “لماذا يُفجِّر الإرهابيُّ نفسه وهو منتشٍ فرحاً

ويدور محتوى الفصل الثالث، حول مفهوم الأصوليّة في الشّرق والغرب، التي ترتبط بالحركات الدينية، وخاصّة حركة الصّحوة الإسلاميّة التي تعمّ منطقة الشرق الأوسط بصورة خاصّة. مع تركيز البحث على الحركات الأصوليّة السّلفيّة، وكذلك على جذور الفكر السّلفي الجهادي. وكذلك يبحث في أهمّ الحركات الإسلامية الأصوليّة المتطرِّفة، وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين؛ وتنظيم القاعدة وتفرُّعاتها؛ وخاصّة تنظيم الدّولة الإسلامية في العراق والشّام (داعش)، إضافة إلى الأصوليات الدّينيّة الأخرى، كاليهوديّة والمسيحيّة، وكذلك الحركات الثوريّة، التي خرجت على السّلطة في الإسلام كالخوارج والحشّاشين وغيرهما.

سوسيولوجيا العنف والإرهاب

ويتضمن الفصل الرابع دراسة سوسيولوجية للعلاقة بين المجتمع والإرهاب، وتأثير الإرهاب على الفرد والمجتمع، والتّركيز على سيكولوجية الإرهاب ودوافعه.
ولقد خُصِّص الفصل الخامس والأخير لبحث مفهوم التسامح وثقافة التسامح، وكذلك نشأته في التاريخ، واهتمام الأديان به، وخاصة الإسلام والمسيحيّة، والتركيز على دور عصر التنوير وفلاسفته في نشر هذا المفهوم وتعميقه، كما ورد عند فولتير وكانط وغاندي ومانديلا وغيرهم، هذا إضافة إلى التطرّق إلى أهمية لائحة حقوق الإنسان التي صدرت من الأونيسكو، وكذلك مبادئ الأمم المتحدة، من أجل التسامح وتعزيزه.

السابق
الداوود: جنبلاط قزم حجم مجزرة جبل السماق
التالي
العلامة الشيخ محمد حسين الحاج يستنكر ما جرى على الإخوة الدروز