هل يتجرّع السيد حسن السمّ الذي تجرعه الإمام الخمينيّ؟

الامام الخميني والسيد حسن نصر الله
يعمّ نوع من الحزن والحداد في بيوت الشيعة في الضاحية والجنوب والبقاع، واكثر ما يتمظهر هذا الحزن في بيوت الضاحية الجنوبية لبيروت كونها صورة مختصرة لتلك المناطق. فما الذي يجري؟ وما هو الحل؟

رغم اهتمام شيعة لبنان بذكرى عاشوراء أكثر من اهتمامهم بقدوم شهر رمضان وما يليه من شوال شهر الأعياد، بالإضافة الى شهر ذي الحجة شهر عيد الأضحى العيد الاكبر إسلاميا، الا انه أُضيف الى كربلائهم كربلاء جديدة دخلت كل بيت تقريبا منذ بضع سنين.
هذه الكربلاء الجديدة تتلخص بـاستشهاد عدد كبير من الشباب اللبناني الشيعي في سوريا في مواجهة التكفيريين والظلاميين من جبهة النصرة وداعش.
فقد طال الحزن كل العوائل، ودخل كل المنازل، وعمّ الحزن تقريبا، وغابت البهجة والفرحة، واختفت الزينة، وخفّ الرواد عن المحال التجارية التي كانت تغصّ غالبا بالزبائن بهدف التموين والاستعداد لقدوم هذا الشهر الفضيل.
رمضان الضاحيةففي مثل هذه الفترة من كل عام كانت المؤسسات التجارية، تزين واجهاتها، والاسواق الكبيرة كالتعاونيات تقدم عروضاتها شبه المجانية، اضافة الى «العجقات» التي تمنع السير ولو خطوات بالسيارة فتصير الشوارع كالمظاهرات ليلا نهارا..
الحزن والسواد يلف البيوت، ومجالس العزاء تعم القاعات، وتقبّل التعازي ينمو بشكل لم نشهده حتى خلال عدوان تموز 2006. لماذا؟
لأن الفخر بمواجهة الاسرائيلي لا يوازى بأي فخر آخر. وان كانت نساؤنا تردد وتعرف ان التكفيري عدو ليس بهيّن ابدا.
دخل القتال في سوريا وعلى الحدود اللبنانية السورية مخاضا جديدا بعد معركة القلمون وجرود عرسال حيث بات الموت مخيّما على حياتنا، والتشييع سيرتنا اليومية، والسواد يلفنّا، والبوسترات التي تمجد الرحيل والشباب لا تُعد ولا تُحصى.
والسؤال عن علاقة: الموت والصيام. الحزن والصيام. المكابرة على الحزن والصيام. العزاء والصيام. الصبر والصيام. انها معركة الامهات بشكل كبير ليس اكثر.

امهات شهداء حزب اللهورغم ان شهر رمضان من أقسى العبادات في نظر المؤمن، لكن اليوم يمكن القول ان الحزن بات العبادة الأكثر قساوة.
فالامهات هن البطلات هنا. هن اللواتي يجب تكريمهن لأن ما يجري ليس سهلا. نعم انها بطولة ابنائهن، وشبابهن وفلذات اكبادهن، ولكنها قدرة لا تتحملها الا نساء عمالقة، وهي قدرة تفوق عقل المرء العادي على الإستيعاب وهي فقد إبن.
فهل ستمضي أمهاتنا الى مزيد من البطولات الجبارة كما الفلسطينيات؟ ام ستعود أدراجهن نحو الإنكسار لكثرة المُصاب؟
أي مجتمع كئيب يُحيط بنا؟ وهل كان لزاما على الشيعة الخوض في حروب تعبوية، رغم القدرات الفائقة للشباب؟
أمهات ينتصبن ما بين نارين: نار الدفاع عن الأرض والعرض، وأمهات ضد الموت مع الحياة. مفارقة صعبة ومؤلمة، ولن نفهم تبعات كل منها الا بعد استراحة المحاربين.
والخوف هو من قتال طويل المدى يجرّ هذه البيئة الصغيرة جدا الى الإنقراض والكآبة والتقوقع ودفع الأثمان الباهظة الإستنزافية التي لا ندركها الا بعد فوات الاوان. وما أشبه المرحلة الحالية بمرحلة الحرب العراقية-الايرانية حين أراد الغرب والعرب مواجهة إيران، فاستنزفها صدام بحرب الثماني سنوات، الى ان تجرّع الامام الخميني السمّ كما قال وقبِل بالهدنة وبالقرار الدولي رقم 598 الذي انتهى بوقف إطلاق النار. فهل سيقبل حزب الله بهدنة ما تُوقِف إستنزاف شبابنا وحزن أمهاتنا؟

السابق
قوات اسرائيلية معادية القت قنبلتين مضيئتين فوق مركز رويسات العلم
التالي
ليست مجزرة بحق دروز إدلب بل معركة صغيرة: 17 درزي و3 نصرة