إليكم مفاجأة شباب «التيار» و«القوات»

لقاء جمهورَي حزب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، كان يبدو حلماً غير قابل للتحقّق، الا أنه وبعد زيارة رئيس حزب “القوات” الدكتور سمير جعجع لزعيم “التيار” النائب ميشال عون في دارته بالرابية، تبدل واقع متوارث منذ الحرب الأهلية، مروراً بمعاناة الطرفين خلال وجود الجيش السوري في لبنان وصولاً حتى الأمس القريب، وتحديداً يوم “اعلان النيات” وبدء الحوار بين الطرفين.

 

وعلى رغم وجود قاعدة شعبية من الطرفين تشكّك في هذا التقارب، غير أن ملاحظة الانعكاسات الايجابية للقاء “القواتي” – “العوني” ليست صعبة، إن على الصعيد النيابي والسياسي، أو على مستوى القاعدة الشعبية والطالبية خصوصاً.
وفي السياق، علمت “النهار”، ان لقاءات بدأت بين مسؤولين في مصلحة طلاب “القوات” والقطاع الشبابي في التيار. وعقد اللقاء الأول منذ يومين بين رئيس مصلحة طلاب “القوات” جيرار سمعاني ورئيس قطاع الشباب في “التيار” أنطون سعيد، وذلك بهدف التحضير للقاءات جديدة تجمع كوادر الحزبين.

 

ووفق مصادر مطلعة، عُلم أن اللقاءات بين المسؤولين ستتكثّف، كما سيحصل لقاء موسع بعد نحو أسبوعين بين الطرفين، ومن المرجّح انعقاده في الـ 21 من الشهر الجاري. اتّصلت “النهار” بالطرفين، اللذين أكدا أن اللقاء الأول يندرج في إطار تعارفي بين مسؤولي أقسام مصلحة طلاب القوات وقطاع الشباب في التيار. وأشار سمعاني الى أن اللقاءات بين الحزبين على الصعيد الشبابي بدأت منذ فترة، وذلك مع انطلاق الحوار بين أمين سر “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ابرهيم كنعان ومسؤول جهاز الاعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” ملحم رياشي، وبعد “إعلان النيات” تكثّفت عملية التواصل وذلك بهدف تنظيم لقاء مشترك يجمع مسؤولين في مصلحة “القوات” والقطاع الشبابي في “التيار” بهدف التوصّل الى أرضية مشتركة بين القاعدتين الشبابيتين. وأكد أن اللقاءات ستشهد نقاشات مفتوحة في كل المواضيع، ولن يقتصر الأمر فقط على مناقشة الأمور الطالبية والشبابية.
أما سعيد، فأكد من جهته، أن التواصل بين الطرفين كان موجوداً دائماً على مستوى المسؤولين عن قطاعات الشباب في الحزبين، خصوصاً لدرء كل الاشكالات التي كانت تحصل في الجامعات بين شباب “التيار ” و”القوات”. ولفت الى أن اللقاء الذي سينظم في الأيام المقبلة هو الأول منذ انسحاب الجيش السوري من لبنان.
وأكد أن بين “القوات” و”التيار” مصلحة في التواصل، لرفع مستوى التواصل بين شباب الحزبين ليكون تنافسهم ديموقراطياً ومبنياً على الاحترام.
ولا ينكر الطرفان أن الحوار القواتي – العوني على مستوى القيادات مهّد الطريق أمام القاعدة الشبابية للتفاهم والتقارب، رغم وجود معارضة من الذين يحملون إرث الحرب الأهلية اللبنانية. وتبقى الأيام المقبلة كفيلة بالكشف عمّا سيخبّئه هذا التقارب التاريخي بين الحزبين “الخصمين”.

(النهار)

السابق
إستراتيجية أوباما لمواجهة «داعش» العراق في الميزان
التالي
عندما أصاب نصرالله