المقاومة تواصل تقدّمها.. والجيش لن يسمح بتمدّد الإرهابيين نصرالله: المعركة ضد «داعش» بدأت.. والنصر حتمي

الصورة من الانترنت

كتبت صحيفة “السفير” تقول : لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والثمانين بعد الثلاثمئة على التوالي.
انجلى غبار المعركة في جرود القاع ورأس بعلبك عن هزيمة مدوّية لمقاتلي “داعش”، وعن معادلات ميدانية جديدة كرّست التفوق العسكري لـ”حزب الله” على الارض التي يعرف جيدا كيف يتماهى مع تضاريسها.. وأسرارها.
لكن أهم ما تمخضت عنه “موقعة الفجر” هو القرار الذي أعلن عنه السيد حسن نصرالله أمس ببدء المعركة المنتظرة مع “داعش”، فيما تمكن “حزب الله”، أمس، من إحكام السيطرة على مرتفعات جديدة في القلمون وجرود عرسال.

 
ومن المنتظر أن تفرض الوقائع المتسارعة في السلسلة الشرقية، وخصوصا في منطقة البقاع الشمالي، نفسها على الاجتماعات التي ستشهدها وزارة الدفاع في اليرزة، اليوم، في ضوء نية رئيس الحكومة تمام سلام زيارة قيادة الجيش وغرفة العمليات العسكرية والاجتماع بالعماد جان قهوجي وكبار الضباط بحضور وزير الدفاع سمير مقبل، على أن يناقش المجتمعون كيفية “تسييل” قرار مجلس الوزراء الأخير القاضي بتكليف القيادة العسكرية إجراء التقييم الأمثل للوضع الميداني في عرسال “واتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة لمعالجة أي وضع داخل البلدة ومحيطها”.
وقالت مصادر عسكرية لـ”السفير” ان الجيش اتخذ التدابير اللازمة لمنع تسلل الإرهابيين أو تمددهم من جرود عرسال في اتجاه البلدة.
في غضون ذلك، أبلغت مصادر ميدانية مطلعة “السفير” ان الضربة التي تلقاها “داعش” بفعل فشل هجومه الأخير على مواقع “حزب الله” في جرود القاع ورأس بعلبك ستترك تأثيرات لاحقة على مسار المواجهة وإيقاعها، مشيرة الى ان الخسائر الفادحة التي لحقت بالمعتدين أدت الى اهتزاز معنوي في صفوفهم، بينما أعطت في المقابل قوة دفع لعناصر “حزب الله”.

 
ولفتت المصادر الانتباه الى انه لولا وجود “حزب الله” في الجرود وتصديه لهجوم “داعش” في النقاط الأمامية، لكان مقاتلو هذا التنظيم الارهابي قد وصلوا الى القاع ورأس بعلبك، مع ما سيرتبه ذلك من تداعيات كارثية على الواقع اللبناني عموما والبقاعي خصوصا.

 
وأوضحت المصادر أنه إذا كان مقاتلو “داعش” قد كشفوا بعض أوراقهم من خلال الهجوم الذي شنوه، فجر أمس الأول، فإن الايام المقبلة ستُبين ما الذي سيفعله “حزب الله” وكيف يتصرف عندما يبادر هو الى الهجوم.

 
وبينما استفاق “داعش” على فداحة خسائره البشرية في غزوة جرود رأس بعلبك والقاع، أعلن الإعلام الحربي في “حزب الله” أنه تم التأكد من مقتل 50 مسلحا من “داعش” وجرح 80 آخرين في الاشتباكات عينها.

 
واستكمل الجيش السوري و “حزب الله”، أمس، الإمساك بقمم السلسلة الشرقية وأبرزها مرتفعات “البلوكسات” الإستراتيجية التي تتحكم بما تبقى من مرتفعات جرود جراجير وقارة السورية وعرسال اللبنانية.
وتتشكل “البلوكسات” من قمة حرف وادي الدب والجبال المحيطة به، وترتفع نحو 2400 متر عن سطح البحر، وهي أعلى القمم المتبقية حتى الآن.
وتقع قمة “حليمة قارة” التي يسيطر عليها “داعش”، بعد “البلوكسات”، ولا يتعدى ارتفاعها الـ1700 متر.

 
نصرالله: منتصرون
وأكد الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله أن المعركة مع “داعش” بدأت في القلمون وفي السلسلة الشرقية والحدود اللبنانية السورية، “ونحن مصمون على إنهاء هذا الوجود الإرهابي التكفيري الخبيث عند حدودنا، مهما غلت التضحيات، والأمر محسوم بالنسبة لنا”.

 
وقال نصرالله في كلمة ألقاها أمس في المؤتمر الثاني للتجديد والاجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي: في الأيام القليلة الماضية حصلت إنجازات كبيرة في القلمون، وخصوصاً مع إنجازات صباح اليوم (أمس)، وأستطيع أن أقول ان القمم العالية والجبال الشامخة، والبعض يقول الجبال الحاكمة، أصبحت كلها تحت سيطرة الجيش العربي السوري ومجاهدي المقاومة، وأصبحت لديهم السيطرة المطلوبة والكافية بالنار على بقية الجرود من تلك الجهة.

 
وأضاف: في جرود عرسال، حصل في الأيام الماضية التقدم الكبير، ولحقت هزيمة حقيقية ونكراء بـ “جبهة النصرة”، علما ان هناك بعض الناس في لبنان يحاولون مساعدة “جبهة النصرة” معنوياً، نفسياً، إعلامياً، يستنهضونها، ولكن انتهى الموضوع، هذا المسار مستمر.

 
وأشار الى ان التطور المهم هو بدء المعركة والمواجهة مع “داعش”، ولا بأس أنهم هم الذين بدأونا بالقتال، فعلى المستوى النفسي والمعنوي والديني، أن تبدأنا جماعة بقتال أفضل لنا من أن نبدأها نحن بقتال.
أضاف: لقد هاجموا بمئات المقاتلين وعدد كبير من الآليات العسكرية مواقع عدة لإخواننا في جرود رأس بعلبك عند الحدود اللبنانية ـ السورية. هم لم يهاجموا من جهة عرسال ومن جهة القلمون في الجبهة المفتوحة، يمكن أن يكونوا قد افترضوا أن هذه الجبهة هادئة، نائمة، وانهم يستطيعون أن يستفيدوا من عنصر المفاجأة أو الغفلة ليحققوا إنجازاً معنوياً كبيراً، ويحتلوا مواقعنا ويسيطروا عليها، وبالتالي على مواقع حساسة جداً ومؤثرة بالنسبة للحدود اللبنانية – السورية، وخصوصاً بالنسبة لبلدتي القاع ورأس بعلبك، وأيضاً التوسع في المنطقة ووصل بعض المناطق بعضها ببعض.

 
ولفت الانتباه الى “ان الإخوة المقاومين تصدوا بكل شجاعة وبسالة، وأوقعوا عشرات المسلحين من داعش، قتلى وجرحى، ودمروا عدداً من آلياتهم، وعاد الارهابيون خائبين ومهزومين، وبطبيعة الحال، المقاومة وهي تقاتل في أشرس المعارك، قدمت عدداً من مجاهديها شهداء أعزاء في هذه المعركة المظفرة”.
وقال: نحن نؤكد عزمنا وتصميمنا وإرادتنا الحازمة والقاطعة في أننا لن نقبل بعد اليوم ببقاء أي إرهابي أو تكفيري في حدودنا وجرودنا وعلى مقربة من قرانا، برغم حدة المعارك وحجم التضحيات والتوهين الإعلامي والتواطؤ الإعلامي، والضغط الذي يحصل هنا وهناك.
وأكد أن الهزيمة ستلحق بهؤلاء، مشيرا الى ان المسألة هي مسألة وقت. ونحن لسنا مستعجلين، بل نعمل بالهدوء المطلوب لنحقق هذا الهدف.

السابق
النهار: سلام في اليـرزة وهيـل هبَط في الطيبة المأزق الحكومي عالق على أربع وساطات
التالي
نصرالله : لن نقبل بقاء ارهابي على حدودنا والمعركة مع «داعش» بدأت